من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عاطف السالمي.
إجمالي القراءات : ﴿5812﴾.
عدد المشــاركات : ﴿192﴾.

أعيدوا الثقة لمعلم الصفوف الأولية.
■ قبل أحد عشر عاماً استبشر التربويون وأولياء الأمور بصدور لائحة التقويم المعدّلة للصفوف الأوليّة وهو ما يسمّى (بالتقويم المستمر), حرصاً على الارتقاء بمخرجات العمليّة التعليمية والتربويّة لهذه المرحلة.

■ ووفرّت لها الوزارة حينذاك وسائل النجاح .. منها :
1. ألاَّ يُرشّح لتدريس هذه المرحلة إلا المعلمون المتميزون وفق ضوابط محددة جاءت في التعاميم الوزارية.
2. أن يكون معلم فصل يدرس مادتي التربية الإسلامية و اللغة العربية.
3. تخفيض نصاب معلم الصف الأول, ويستفاد من هذا التخفيض في البرامج العلاجية للطلاب المخفقين في بعض المهارات.
4. تحديد دقيق للعلوم والمهارات والمعارف.
5. ترشيح مشرفين للصفوف الأولية من المعلمين المشهود لهم بالتميز.
6. تكوين لجنة توجيه وإرشاد في كل مدرسة وهذا ينبثق من ملحق (ج) الخاص بلائحة تقويم الطالب "المذكرة التفسيرية".
7. تكوين لجنة تنسيقية تتابع أعمال لجان التوجيه والإرشاد بالمدارس مكونة من مشرفي صفوف أولية وإدارة مدرسة وتوجيه وإرشاد , وحددت صلاحيات هذه اللجنة.
8. تصميم استمارة الحوافز وعلى ضوئها ظهر التنافس بين المعلمين في المخرجات التعليمية.
9. موافاة شؤون المعلمين بإدارات التعليم في نهاية كل عام دراسي بالمعلمين الذين لا يمكنون من تدريس الصفوف الأولية والمعلمين الذين يستمرون.
10- فتح برنامج الدبلوم لمعلمي الصفوف الأولية لإعداد معلمين متخصصين لتدريس هذه الصفوف.
11- لا ينظر لتخصص معلم الصفوف الأولية في النقل الخارجي والداخلي وإنما يعامل معاملة مدرس فصل دون النظر إلى تخصصه.
12 - إقامة معارض في كل إدارة ومركز إشراف بل في كل مدرسة لإنتاج وسائل لمعلمي الصفوف الأولية.

ثم قامت الوزارة بخطوة أخرى وهي التوسع في التقويم المستمر للصفوف الرابع والخامس والسادس دون إجراء دراسة تقويمية لنجاح التقويم في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية.
واليوم بعد هذه الفترة التي تقارب أحد عشر عاماً يشكو كثير من المربين والآباء وأرباب القلم من ضعف المخرجات ووصل الطلاب الآن إلى المرحلة الثانوية.

■ واسمحوا لي أن أذكر بعض أسباب الضعف في نقاط سريعة تاركاً للزملاء في الميدان تعليقاتهم ومداخلاتهم عبر هذا الموقع المتميز :
• أولاً : عدم التدقيق في اختيار بعض معلمي هذه الصفوف حرصاً على الحوافز.

• ثانياً : لم يدرب المعلمون على البرامج العلاجية لأن البرامج العلاجية والخدمات الإرشادية تحتاج لمتخصص في التربية الخاصة وعلم النفس فلا يمكن للمعلم أن يعطي في هذا المجال ما لم يعرف مصطلحات (بطء التعلم ـ صعوبات التعلم ـ كثرة الحركة ـ الاضطراب النفسي ـ التوحد) وكان من المفترض أن تخصص مقاعد في دورات التوجيه والإرشاد التي تقيمها الجامعات لمشرفي الصفوف الأولية ليقوموا بتدريب المعلمين وتعريفهم بهذه المصطلحات.

• ثالثاً : بعض الممارسات الخاطئة في الميدان التربوي بعضها متعلق بالمعلم وبعضها متعلق بآلية عمل لجنة التوجيه والإرشاد بالمدرسة إذ نرى بعد هذه المدة الطويلة أن لجنة التوجيه في بعض المدارس تختبر الطالب وهذا ليس من عملها فعملها التأكد من أن إجراءات المعلم لتقويم الطالب ومتابعته إجراءات صحيحة، ويكون هذا من خلال متابعة مسيرة الطلاب من أول العام الدراسي.

• رابعاً : اللجنة التنسيقية لم تُفعّل للأسباب الآتية :
♦ أعضاء اللجنة ليسوا من قسم واحد وكل منه له خطته وارتباطاته العملية ومرجعيته.
♦ لم توافق إدارة التعليم أو المكاتب على ما ورد في آلية عمل اللجنة من تفرغ للأعضاء ليوم واحد في الأسبوع, وكذا الفترة التي تسبق فترة التقويم الأخيرة.

• خامساً : إلغاء كثير من الحوافز التي كان يتمتع بها معلمو الصفوف الأولية علماً أنه حق مشروع لهم مقابل ما يبذلونه من جهد كبير.

ربط الحوافز بناتج التعلم موجود مسبقاً في استمارة الحوافز الأولى والثانية، وكان من ألأفضل الاستمرار في استمارة الحوافز السابقة لأنها تحتوي على عناصر تقويم المعلمين الشاغلين للوظائف التعليمية وزيادة بعض العناصر التي تخص معلمي هذه الصفوف.

إجراء الاختبارات في آخر العام من قبل المشرفين عليه مآخذ :
1- اهتزاز الثقة في المعلمين.
2- جهد وعناء على المشرفين وبخاصة أن المشرف لا بدَّ أن يقوم بالاختبار بنفسه ويصححه في فترة قصيرة, وكان الأولى أن يتم التقويم خلال العام الدراسي في أثناء زيارة المشرف للمدرسة من بداية العام الدراسي وفي نهاية كل فترة.

• سادساً : إدارة شؤون المعلمين ليس في قاموسها معلم فصل وإنما تنظر للتخصص فقط وهذا الإجراء على مستوى شؤون المعلمين في الوزارة وإدارات التعليم وبهذا فطلاب الصفوف الأولية مهددون بنقل أي معلم متميز إذا احتيج لتخصصه دون النظر إلى هذه الفئة من الطلاب الذين تعودوا عليه, وهذا مفهوم خاطئ لدى إدارات شؤون المعلمين ويجب أن يُصحّح.

• سابعاً : برنامج الدبلوم لمعلمي الصفوف الأولية خطوة ناجحة رغم وجود بعض الملحوظات :
العدد الكلي لكل عام دراسي 150 معلماً على مستوى المملكة ونصيب تعليم مكة المكرمة بمدارسها المتعددة 9 مقاعد والمؤسف أن البرنامج توقف.
بعض الموضوعات في البرنامج لا تعطى حقها بسبب بعد المحاضرين في كليات المعلمين عنها ومنها : (لائحة تقويم الطالب "التقويم المستمر" ـ آلية عمل لجنة التوجيه والإرشاد ـ تحليل المقررات للصفوف الأولية ـ العلوم والمعارف والمهارات).
كثير من المعلمين حينما عادوا لمناطقهم التعليمية وجهوا لتدريس مواد أخرى طبقاً لما في مؤهله ولم يستمر في تدريس الصفوف الأولية، وكأننا لم نفعل شيئاً.
لم تدعم إدارات التعليم فكرة إقامة معارض لإنتاج الوسائل التعليمية للصفوف الأولية بل إن بعض الإدارات استولت على معارض للصفوف الأولية التي كانت قائمة وتنفذ فيها اجتماعات قسم الصفوف الأولية وتتم زيارتها من قبل المعلمين وفق جدول معد لذلك.

• ثامناً : التعميم الأخير الذي يطلب من طلاب الصفوف الأولية الحضور خلال فترة اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية قرار خاطئ. والأولى أن يتمتع طلاب المرحلة الابتدائية بإجازاتهم قبل زملائهم في المرحلتين المتوسطة والثانوية ماعدا بعض الطلاب المخفقين في بعض المهارات فتخصص لهم ساعات حضور في الأسبوع الأول من اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية ثم توزع بعد ذلك الإشعارات، وتبدأ إجازات المعلمين الحاصلين على الحوافز بعد الجهد الكبير الذي قاموا به خلال العام الدراسي.

• تاسعاً : البرامج التدريبية التي تقدم للمعلمين في نهاية العام الدراسي لا تؤتي ثمارها فالتوقيت غير مناسب، وكان من الأولى أن تكون البرامج قبل بدء العام الدراسي.