من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مثلث الكوتش ﴿4489﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : فريق منهل «1».
إجمالي القراءات : ﴿20915﴾.
عدد المشــاركات : ﴿226﴾.

قيادة التغيير في المؤسسات التربوية.
■ تعتبر قيادة التغيير النمط القيادي المنشود لإحداث التغيير وتحقيق التعايش الفاعل لمؤسساتنا التربوية في القرن الحادي والعشرين، والاستجابة بشكل أفضل لمتطلباته وتحدياته وتقنياته.
ويتضمن هذا النمط من القيادة : رؤية استشرافية لمستقبل المؤسسة التربوية، ويعطي إحساساً واضحاً بالهدف والمعنى لمن سيشاركون في تبني هذه الرؤية وتحقيقها، كما تؤكد قيادة التغيير على صنع القرار بطريقة تشاركية، وتعتمد على نوع مختلف من القوة، لا يفرض من أعلى أو من فوق، وإنما يبرز من خلال العمل الجماعي مع الآخرين، وعن طريق تمكينهم وتحفيزهم واستثمار إمكاناتهم الفردية والجماعية بفاعلية، وحل مشكلاتهم بصورة تعاونية.

■ تشمل جهود قيادة التغيير جانبين رئيسين في المؤسسة التربوية، هما :
إعادة بناء وهيكلة التنظيم المؤسسي (Restructuring) ويتضمن إحداث التغيير في البناء الرسمي للمؤسسة التربوية، وإعادة بناء النسق الثقافي في المؤسسة التربوية (Reculturing) ويتضمن إحداث التغييرات في النماذج والأساليب والقيم والدوافع والعلاقات والمهارات. إذ تتضمن مجالات عمل قيادة التغيير : الغايات أو الأهداف، والثقافة المؤسسية، والناس، والبنية التنظيمية أو الهيكلية.
وهنالك مجموعة من القيم المؤسسية التي يتبناها القادة التربويون المعاصرون لتحقيق التغيير الناجح في مؤسساتهم التربوية، أبرزها : القيادة بالغايات والأهداف، والتمكين، والقوة الدافعة للإنجاز، ونشر السلطة وتفويضها، والرقابة النوعية، والتحويل والتطوير، والبساطة والوضوح، والتفكير المتعمق والمركب، والالتزام بالقيم العليا للمؤسسة التربوية.
وتتصل الكفايات المهنية المطلوبة من قائد التغيير الفعّال بالمواقف، وطرق التفكير، والمهارات الأدائية، والمعارف المهنية.
وقد أشارت نتائج البحوث والدراسات التربوية وحصيلة الخبرات والتجارب والممارسات الإدارية إلى أبرز أبعاد قيادة التغيير السائدة في بيئة المؤسسات التربوية التي نجحت في إحداث نقلة نوعية في طبيعة عملها وفي جودة أدائها، وذلك على النحو التالي : تطوير رؤية عامة مشتركة، وبناء اتفاق جماعي بخصوص الأهداف والأولويات، وبناء ثقافة مشتركة، ونمذجة السلوك، ومراعاة الحاجات والفروق الفردية، والتحفيز الذهني أو الاستثارة الفكرية، وتوقع مستويات أداء عليا من العاملين، وهيكلة التغيير.
إن السبب الرئيس في فشل العديد من محاولات التغيير يعود إلى الإفراط في ممارسة الدور الإداري وغياب الدور القيادي.
ومن أبرز المعوقات التي تواجه المؤسسات أثناء سعيها لإحداث التغيير داخلها : الرضا المبالغ فيه عن الوضع الحالي للمؤسسة، والافتقار لوجود رؤية واضحة أو ضعف القدرة على توصيلها، وعدم وصول التغيير إلى جذور ثقافة المؤسسة، ومقاومة بعض العاملين للتغيير ومعارضتهم له بسبب ارتياحهم للمألوف، والخوف من المجهول أو من فقدان المصالح المكتسبة والمرتبطة بالوضع القائم، أو سوء فهمهم للآثار المرتقبة للتغيير.
وفي ضوء الأدب التربوي والخبرة العملية، يمكن تلخيص أبرز المقترحات لضمان نجاح التغيير وتقبل العاملين ودعمهم له فيما يلي : التأكيد على قيادة التغيير عوضاً عن إدارته، والحصول على دعم الإدارة العليا وصانعي القرار للتغيير، وتنمية القيادات القادرة على إحداث التغيير والإبداع والابتكار والعمل الجماعي، وتحليل العوامل المقاومة للتغيير ودراستها، وتعزيز المناخ الإيجابي الداعم للتغيير، وتوفير نظم التواصل والتسهيلات والتقنيات والمعلومات المساندة للتغيير لإنجاحه.