ريم مشاري عبيد المطيري
ريم مشاري عبيد المطيري.
إجمالي المشاركات : ﴿5﴾.
1432/10/01 (06:01 صباحاً).

الذكاء الاصطناعي ومناهج المسارات بالتعليم الثانوي.

■ في السنوات الأخيرة، كان لظهور نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة تأثيرا عميقا على العديد من مجالات الحياة، بما في ذلك مجالي التعليم والبحث التربوي. وأحدث هذه النماذج هو نموذج ChatGPT، وهو نموذج ذكاء لغوي تم تطويره بواسطة Open AI. ويوفر هذا النموذج فرصا متعددة ومثيرة للطلاب والمعلمين، بما في ذلك فرص إضافة التعليقات الشخصية، وزيادة إمكانية الوصول إلى المعلومات، والمحادثات التفاعلية، وإعداد الدروس، والتقييم، وطرق جديدة لتدريس المفاهيم المعقدة. ورغم ذلك، ربما يصاحب هذا النموذج تهديدات مختلفة لنظام التعليم والبحث التقليدي، بما في ذلك إمكانية الغش في الاختبارات عبر الإنترنت، وتوليد نص علمي شبيه بالنصوص التي يجتهد الإنسان كثيرا للوصول إليها، وتضاؤل مهارات التفكير النقدي لدي الطلاب، وصعوبات تقييم المعلومات التي تم الحصول عليها بواسطة هذا النموذج وتستكشف هذه الدراسة الفرص والتهديدات المحتملة التي يفرضها هذا النموذج على التعليم العام من منظور الطلاب والمعلمين.
تتناول مناهج المسارات في المرحلة الثانوية موضوعات مختلفة تتعلق بالذكاء الاصطناعي. يتم تعريف الطلاب في هذه المسارات بمفهوم الذكاء الاصطناعي وأساليب تطبيقه في المجالات المختلفة، ويتدربون على تصميم وتطوير النظم التي تستخدم التقنيات الذكية والآلية في معالجة البيانات والتحليل.
ويتم تدريس الطلاب في هذه المسارات مواضيع مثل التعلم الآلي، وتقنيات التعرف على الصوت والصورة، ومعالجة اللغات الطبيعية، والنمذجة الحاسوبية، والشبكات العصبية، وأساليب التحليل والاستخلاص بيانات كبيرة الحجم. كما يتم التدرب على استخدام اللغات البرمجية المختلفة المستخدمة في تصميم النظم الذكية وبرامج التعلم الآلي.
وهذه المسارات تسعى إلى تزويد الطلاب بالمهارات والأدوات اللازمة لتكون مؤهلين للعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطوير الحلول الذكية المستندة على تقنيات الحوسبة.

● تشمل المواد الأساسية في مسارات الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال لا الحصر:
1. علوم الحاسوب والبرمجة: يتم تعليم الطلاب لغات البرمجة المختلفة وكيفية استخدامها في تصميم البرامج والتطبيقات ونظم الذكاء الاصطناعي.
2. رياضيات التحليل: الرياضيات تشكل قاعدة مهمة للعمليات الحسابية والتعلم الآلي في مجال الذكاء الاصطناعي.
3. التعلم الآلي وتعلم الآلة: تشمل هذه المواد دراسة مفاهيم التعلم الآلي والأساليب المختلفة لتطوير نماذج وبرامج الذكاء الاصطناعي.
4. تحويلات البيانات: تتضمن هذه المواد دراسة أساليب التحليل والتحويل وتنظيف البيانات واستخلاص الأنماط منها.
5. العلوم السلوكية والإدارة: تتناول هذه المواد دراسة السلوك البشري وكيفية فهمه وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين أداء العمليات الخاصة بالإدارة والتنظيم.
6. الشبكات العصبية: تشمل هذه المواد دراسة النماذج الحاسوبية المستندة إلى الشبكات العصبية وكيفية استخدامها في تحليل البيانات والتنبؤ بالنتائج.
وهناك العديد من المواد الأخرى التي يتم تدريسها ضمن مسارات الذكاء الاصطناعي، وتختلف هذه المواد باختلاف مؤسسات التعليم والبرامج الدراسية المقدمة.

● هناك بعض المعوقات التي يمكن أن تواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، ومن بينها:
1- نقص البنية التحتية الرقمية والبرمجية: حيث قد لا تكون الجهات المعنية جاهزة تقنياً لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم.
2- الشفافية والمصداقية: يجب أن يكون النظام الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي شفافًا ويمكن تحليله وتقييمه، ويجب أن يتوافر مصادر محددة لأي بيانات يتم جمعها واستخدامها.
3- قضايا الأمن والخصوصية: يتعين علينا ضمان الأمان وحماية الخصوصية عند استخدام التكنولوجيا وقواعد البيانات في التعليم.
4- قدرة المعلمين على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي: قد يحتاج المعلمون إلى التدريب على كيفية استخدام النظم الذكية وتحليل البيانات المستخرجة منها.
5- عدم قدرة بعض التلاميذ على الاستفادة من التكنولوجيا والأجهزة المختلفة: حيث يواجه بعض التلاميذ صعوبة في الاستفادة من التكنولوجيا وتحليل البيانات المستخرجة منها.
ومع ذلك، يمكن تخطي هذه المعوقات عن طريق تطوير البنية التحتية الرقمية والبرمجية، وتنظيم التدريب والتعلم للمعلمين والتلاميذ، وضمان الشفافية والمصداقية في النظم المستخدمة والإجراءات المتبعة في التعليم.
■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.