من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. رائد أمين كردي.
إجمالي القراءات : ﴿2235﴾.
عدد المشــاركات : ﴿7﴾.

في الثقافة الطلابية : التحصيل العلمي.
التنوع العلمي والتعليمي مختلف الاتجاهات والمصادر ومتنوع التأثير والتعامل ...
هناك بداية بعض العلوم التي تبدو أنها علوم نظرية بحتة لكن في واقعها هي علوم تعتمد على الاستقراء والربط والاستنتاج كعلوم الدين واللغة، وهناك المسار النظري الآخر الذي يعتمد على السرد التفصيلي والموروث المدون كعلوم التاريخ مثلا التي لا تقبل الاجتهاد بقدر ما تقبل التحليل والقبول وغالبا مثل هذه العلوم قد باتت غير ملفتة حاليا كون معلوماتها يمكن الحصول عليها بسرعة ودون عناء ويمكن التوثق من مصادرها بسهولة. لذلك ندرك أن هناك علوما لم تعد بحاجة إلى علماء بقدر ما هي بحاجة إلى مدونين.
وفي المقابل نجد علوما أخرى تترتب عليها مثل علم الاجتماع وبعض الفنون الإنسانية التي تقودنا إلى مسار جديد يعتمد على الانفجار التقني مثل علم الجغرافيا الذي بات مختصرا بصورة جوية وتقرير من الأرصاد.

قد يرى البعض أن الحديث هنا تحجيم لقيمة هذه المعارف ولكن هيهات أن يكون لشخص سلطة لتقييم علوم أنهكت العقول وشغلت الأفكار وتصدرت المجالس عبر أزمنة طويلة ولكن الحديث هنا يواكب فقط ما يخص عصرنا الحديث وتوجه أبنائنا.
‏العلوم التطبيقية بمختلف التخصصات أيضا تغيرت مساراتها فأصبح الشق النظري فيها جزء قديما بائدا غير مطروق بل قد يكون منكرا ما لم يتم اعتماده بشكل تطبيقي واضح. هذه العلوم تنقسم إلى جزء فني بحت يعتمد على القسم الآخر وهو الجزء البحثي (وليس النظري).
علوم الطب والهندسة باتت علوما على المحك لوجود منافس شرس جدا لا بد وأن ندرك أن وجوده سلاح ذو حدين، فرغم كل فوائد هذا المنافس إلا أنه يُغيب أمورًا لا يمكن للإنسانية الاستغناء عنها مثل المشاعر والتقدير ومقارنة الفرص وغيرها من الأمور المختلفة.

(المسار التقني - الحاسب - الرقميات - الخوارزميات) : قد يكون من غير العادل أن نجد طفلا في السادسة من عمره يتفوق على أستاذ جامعي في مهارات حاسوبية وتقنية ولكن هذا هو واقع التعلم الحديث، النقلة التي قلبت موازين الفجوات لتصبح الفجوة من صالح اللاحقين لا السابقين.
سواء كنت بروفيسورا أو أستاذا أو طبيبا ستجد نفسك جاهلا عظيما أمام تقنيات بسيطة قد لا تتجاوز استخدام الايميل أو طلب وجبة من موقع توصيل طلبات.
المسألة تحتاج منك إلى أن تخلع نظارتك او بالأصح نظاراتك كلها (قريب ــ بعيد ــ حافظ ــ نظر) وحاول أن تركز قليلا لتتعلم من طفلك.