أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالرحمن عبدالقادر سرتي.
إجمالي القراءات : ﴿3389﴾.
عدد المشــاركات : ﴿10﴾.

دور المشرف التربوي في ضوء رؤية السعودية 2030.
■ بالنظر لما نعيشه من طفرة نوعية ومعلوماتية وفرتها لنا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص والتقنية المعلوماتية عمومًا، وأكدت عليها أمور عديدة يأتي بمقدمتها الرؤية المباركة لحكومتنا الرشيدة التي رسمت منهجا دقيق الملامح وخارطة طريق واضحة ومقننة نحو المستقبل بكل المجالات وعلى رأسها التعليم وهو الركيزة الأساسية لنهضة أي دولة والبرهان الواضح لحضارتها وتفوقها.
وعندما نتحدث عن التعليم وعن ضرورة الارتقاء بأساليبه وبرامجه فأنه من الواجب الملح أن نرتقي بطاقاته البشرية فهي المعنية بتطوير العمل داخل نطاق وزارتنا الموقرة. ويأتي المشرف التربوي كأحد اهم ركائز هذا التغيير أو أكاد اجزم أنه الركيزة الأساسية والعين الثاقبة لتغيير المعلم وبيئته والمنهج وطريقته على حد سواء. ومما جعلني أكثر إصرارا على التغيير الجذري لهذا المشرف التربوي (المغلوب على أمره) الذي لم تطاله يد التغيير إلا بالمسميات بينما لا تزل الأدوار ثابتة رغم المتغيرات. فمن مفتش لموجه لمشرف بينما الدور كما قال احد التربويين الأعزاء ثابت لم يتبدل أو يتغير. (هو صاحب الحقيبة السوداء الزائر غير المرغوب فيه مهما تبسم أو تظاهر باللباقة وهو الناقد والمتصيد للأخطاء والمفتش شاء أم أبى).
ورغم تلك الحقيقة المرة إلا أن الوضع ازداد سوء فقد أضيف للغم هم. فهو المحقق لأي قضية أو شكوي وهو من يحضر المعلم ليدربه رغما عنه بهدف تطويره المهني وإكسابه المهارات حتى وإن كان سعادة المشرف لا يملكها أو لا يجيدها. ولا يحلو التدريب إلا بوقت الذروة والحصاد أو بأواخر الفصل مما يوحي بهدف آخر غير معلن لهذا التدريب هو شغل الفراغ لذلك المعلم وإشغاله. حتى ازداد الأمر سوء واصبح التدريب مضيعة للوقت لا يجلب منفعة وازداد المعلم كرها لذلك المشرف كشخص غير مرغوب فيه إلا بحالات قليلة ينجح من خلالها المشرف إما على كسب معلميه أو مجاراتهم للتقليل من تلك النظرة المقيتة.
لذا أحبتي أرى انه حان الوقت لتغيير تلك النظرة القاتمة وإذابة ذلك الجليد المتراكم وإعادة صياغة دور المشرف (كخبير تربوي) يسعد الميدان باستقباله. يطور العمل وينقل الخبرة ويزور عند الضرورة بشكل معلن وبأهداف واضحة ومتفق عليها من الطرفين سلفًا ويليها تغذية راجعة بمداولة مبنية على الشفافية والمصارحة. فيكون المشرف كالطبيب يكتشف الخلل ويقدم العلاج يقصده المعلم للمشورة كأخ أكبر وناصح أمين يقدم النصح ولا يفرض العقوبة. يرسم المبادرات لا أن يكرس العقبات. لماذا لا نعيد صياغة الأدوار فالقضايا لها مفتشين و محققين يتولوا شئونها و يمكن الاستعانة بالخبير كدعم فني أو كمرشد ومحتوى لزميله المعلم لا كسوط لعقابه والتدريب له نخبة من المدربين المبدعين بإدارة التدريب وهم المفرغين لهذا الأمر والمؤهلين تأهيلا عاليا لتأديته ويمكن إضافة وتفريغ المزيد من المشرفين لهذا الجانب بكل مكتب متى استدعت الحاجة. وإما إحضار البيانات وتعبئة الاستمارات فهناك من يقوم بهذا العمل. أما المشرف فقد آن الأوان أن يعود ممارسة أدواره الحقيقية من تخطيط وتطوير وعلاج للعديد من الحالات بالميدان ودعمها لتستعيد بريقها وتعرف طريقها. وتقديم المبادرات التي تعزز الميدان وتلامس الوجدان وتبرز عطاءاه وتسهم بدعم جيل من المعلمين ليقوموا بأدوارهم ويسهموا بدورهم بإخراج جيل مبدع يقود ولا يقاد. وهناك العديد من الأفكار والمقترحات التي يمكن أن تقدم للدراسة والتطوير وتكون الأرض التي ننطلق منها لتعيد صياغة أدوار المشرف بالميدان ونستفيد من هذه الشخصية المهمة لنطور العمل ونبرزه بالشكل المأمول.