من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : ياسر محمد الحجي.
إجمالي القراءات : ﴿2304﴾.
عدد المشــاركات : ﴿5﴾.

الشماتة هي : أن يسر المرء بما يصيب عدوه من المصائب، قال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام : (فلا تشمت بي الأعداءَ) (الأعراف : 150) وقوله تعالى : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ) (التوبة : 50).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ).
ومن الشماتة المذمومة شرعـًا، أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به، وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك.
ومن مضار الشماتة أنها تسخط الربَّ - تبارك وتعالى - وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين، وهي تورث العداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات، ثم هي تعرض أصحابها للبلاء.

لا شكَّ أن الموت من أعظم ما يقع بالإنسان من الابتلاء له ولمَن يتركهم بعده، لقد قام النبي صلّى الله عليه وسلم ـ لجنازة، ولما قيل له : إنها ليهوديٍّ قال : "أليستْ نفسًا" ؟ رواه البخاري ومسلم، "يقول الحسن البصري رحمه الله : الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل".
الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا، لأنها من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط) (آل عمران : آية 120).
قيل لأيوب عليه السلام : أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال : شماتة الأعداء.
قال عبدالله بن أبي عتبة : كل المصائب قد تمر على الفتى فتهون غير شماتة الأعداء.
وللمبارك بن الطبري : لولا شماتة أعداء ذوي حسد أو اغتمام صديق كان يرجوني لما طلبت من الدنيا مراتبها ولا بذلت لها عرضي ولا ديني.
■ ودمتم بكل نقاء وبدون شماتة الأعداء.