من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : فيصل سعيد بامهير.
إجمالي القراءات : ﴿4118﴾.
عدد المشــاركات : ﴿73﴾.

علامات الجج المبرور :
1- أول الأمور التي يكون بها الحج مبرورًا إخلاصُ العمل لله : وهو ميزان الأعمال وأساس قبولها عند الله؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا وابتُغِيَ به وجْهُه، فعليك - أخي الحاج - أن تفتش في نفسك، وأن تتفقد نيتك، ولتحذر كل الحذر من أي نية فاسدة تضاد الإخلاص، وتحبط العمل، وتذهب الأجر والثواب؛ كالرياء والسمعة وحب المدح والثناء والمكانة عند الخلق، فقد حج نبيُّنا عليه الصلاة والسلام على رحل رث، وقطيفة تساوي أربعة دراهم ثم قال : (اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة)؛ كما عند ابن ماجة.
2- المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم : فيجب على الحاج أن يحرص على أن تكون أعمال حجه موافقة لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولن يتم لك ذلك إلا بتعلم صفة حجه عليه الصلاة والسلام فهو القائل كما في حديث جابر رضي الله عنه : (لتأخذوا عني مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه) رواه مسلم.
3- الإعداد وتهيئة النفس قبل الحج: وذلك بالتوبة النصوح، واختيار النفقة الحلال والرفقة الصالحة، وأن يتحلل من حقوق العباد، إلى غير ذلك مما هو مذكور في آداب الحج.
4- طِيب المعشر، وحسن الخلق، وبذل المعروف، والإحسان إلى الناس بشتى وجوه الإحسان؛ من كلمة طيبة، أو إنفاق للمال، أو تعليم لجاهل، أو إرشاد لضال، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر، وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : (إن البر شيء هين وجه طليق، وكلام لين).
5- ومن أجمع خصال البر التي يحتاج إليها الحاج كما يقول ابن رجب ما وصَّى به النبي صلى الله عليه وسلم أبا جُرَيٍّ الهُجَيْمِي حين قال له : (لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تُفرِغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض) رواه أحمد.
6- ومنها الاستكثار من أنواع الطاعات، والبعد عن المعاصي والمخالفات، فقد حث الله عباده على التزود من الصالحات وقت أداء النسك، فقال سبحانه في آيات الحج : (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة : 197]، ونهاهم عن الرفث والفسوق والجدال في الحج فقال عز وجل : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة : 197)، وقال صلى الله عليه وسلم : (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق؛ رجع كيوم ولدته أمه) متفق عليه.
● والرفث : هو الجماع وما دونه من فاحش القول وبذيئه.
● وأما الفسوق : فقد رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد من السلف أنه المعاصي بجميع أنواعها.
● والجدال : هو المِراء بغير حق.
فينبغي عليك - أخي الحاج - إذا أردت أن يكون حجك مبرورًا أن تلزم طاعة ربك، وذلك بالمحافظة على الفرائض، وشغل الوقت بكل ما يقربك من الله جل وعلا من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، وغير ذلك من أبواب الخير، وأن تحفظ حدود الله ومحارمه، فتصون سمعك وبصرك ولسانك عما لا يحل لك.
7- أن يستشعر حِكَم الحج وأسراره، وفرقٌ كبير بين من يحج وهو يستحضر أنه يؤدي شعيرة من شعائر الله، وأن هذه المواقف قد وقفها قبله الأنبياء والعلماء والصالحون، فيذكر بحجه يوم يجتمع العباد للعرض على الله، وبين من يحج على سبيل العادة، أو للسياحة والنزهة، أو لمجرد أن يسقط الفرض عنه، أو ليقال : (الحاج فلان).