من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مجرد كلام ﴿1772﴾.
متعة الفشل ﴿2811﴾.
مفاهيم ملحة ﴿3710﴾.
شذوذ وخلل ﴿5358﴾.
كالماء .. كن ﴿3424﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عواض مبارك الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿4464﴾.
عدد المشــاركات : ﴿35﴾.

أحبابي الكرام :
نعيش في بحر تتلاطم أمواج الخير والشر كتلاطم إعصار كاترينا ويوشك أن يكون هناك سونامي، إعصار لا يؤثر على البيئة والطبيعة بل يؤثر على ما يؤثر فيهما أعني به العقل والفكر والقيم والأخلاق، وسونامي يغرق العالم بطوفانه الهائج لا ترى فيه قطرة ماء بل تطورات متسارعة مذهلة أحدثها انفجار براكين المعرفة والتقنية والاختراعات في كل مجال.
كانت الأمراض سابقاً موجودة وتهاجم البشرية وكان رأس حربتها السل والجدري والحصبة والشلل، استطاعت البشرية بما وهبها الله أن تواجه كل هذه الأمراض بتحصين حتى أصبحت هذه الأمراض في نظري في متحف التاريخ لا ردها الله.
تأملوا معي يا رعاكم الله أمراض اليوم في تنوعها وتشكلها حتى أصبح المرء يخاف من الإنفلونزا لا لخطرها بل لتشابهها مع إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وأصبحت الأخيرة شبح يثير الرعب في العالم.
إن المتأمل في التقنية يجدد سلسلة منها ما أصبح قليل الاستعمال ولنرجع بالذاكرة قليلاً للوراء، أول ما خرجنا على هذه الدنيا كان المذياع وسيلتنا الإعلامية وكان له أبناء عمومه منهم (البكم) وكان اقتناء هذا الجهاز محرماً، ثم تطورنا وجاء في الثمانينيات الهجرية التلفزيون ذا الشاشة الفضية وكانت الشكوك تدور حوله وكان يحتاج لإريل مرتفع ويا للفضيحة لمن يرفع هذا على سطح منزلة ثم جاء التلفزيون الملون لكن الناس ألفوا التلفزيون العايدي فكانت الوطأة أخف حيث كان مراقباً والرقابة عليه محكمة ثم ظهرت الفضائيات فكانت كارثة اجتماعية في نظر البعض وحذر منها لخروجها عن السيطرة وكانت هناك محاولات للوقوف في وجهها وقد تنبأ العقلاء بسرعة انتشارها فلقد سمعت محاضرة للدكتور ميسرة طاهر عام 1413هـ وقال (نحن اليوم عندما نصف لشخص بيتاً أو مسكناً أسكن فيه نقول إذا رأيت البيت الذي عليه طبق (دش) فعد بيت بيتين ثلاثة أربعة والخامس بيتي وبعد خمس سنوات عندما تصف بيتك لشخص ستقول إذا وصلت البيت الذي ليس عليه صحن فعد البيت الخامس بيتي) هو لم يتكلم من فراغ هو تكلم عن التبدل الاجتماعي الذي يحدث كل عشر سنوات، واليوم جاءت الشبكة العنكبوتية ولها نعم وعليها ومنها مخاطر لا تحصى، هل نعيش المنع وعلى قول المثل الشعبي (الباب اللي يجيك منه ريح سده واستريح) ؟
أعتقد أن حلا كهذا يحجب التفكير والإبداع، هل نسمح لأولادنا جيل اليوم وأمل الغد أن يلج هذه الشبكة من أوسع أبوابه ؟
الجواب أيضاً في نظري لا، لعل البعض يقول أنتم ما عندكم إلا لا ؟ أقول لا، إن المخرج يا سادة يا فضلاء يكمن في التربية، العاقل من اتعظ بالمواقف قبل خمسة عشر عاماً حذر من واقع نعيشه اليوم ومن يحذرنا مما يكيد به العدو ومن يحذرنا مما تدفع به أرحام التقنيات وما الأيام به حبلى.