من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالله أحمد هادي.
إجمالي القراءات : ﴿4397﴾.
عدد المشــاركات : ﴿97﴾.

كيف نفعّل مفهوم تطوير الجودة في مدارسنا ؟
الوصول إلى الجودة في الْمُؤَسَّسَةُ مطلب إداري بل يجب أن يكرم كل من شارك في هذا الجهد، ولكن الوصول إلى منتج ذو جودة عالية لا يكفي في زمن العولمة، نظراً للتنافس الكبير بين المؤسسات المقدمة للنشاطات المتشابهة، وينسحب ذلك على المؤسسات التربوية.

■ ولتفعيل مفهوم تطوير الجودة في مؤسساتنا التربوية نطرح هذا المثال ـ (المدارس الأهلية) :
أ ـ المدارس الأهلية ـ في المملكة العربية السعودية ـ نجدها تهتم بمسألة مقدار الرسوم الدراسية ـ وهو حق من حقوقها ـ بالنظر إلى نوع المنهج الذي سيقدم للطلاب، مع التركيز على المواد الدراسية ذات الإقبال الكبير (الحاسب الآلي ـ اللغة الإنجليزية)، إضافة إلى مقارنة ما يقدم في المدارس الأهلية الأخرى نظير ما تقدمة المدرسة مكان المقارنة.
وبالتالي فأن المستفيد أو العملاء في هذه الحالة هم شريحة الطلاب، من حيث المادة العلمية التي سيحصلون عليها ومدى ملائمتها لسوق العمل حين الحصول على الشهادة الدراسية.
ب ـ حتى يتم ضمان استمرارية الجودة في المؤسسة ـ المدارس الأهلية ـ، يتطلب العمل على تطوير جودة المنتج، لأن المنتج إذا توقف عند مستوى جودة معينة ولم يطور، عندها سوف يأتي منتج أخر يصل إلى مستوى المنتج الأول ومن ثم يتفوق عليه، ويبقى المنتج الأول على حاله.
ج ـ ذلك يقود افتراضاً إلى تطوير جودة المنتج، وهو ما يعرف بمصطلح تطوير الجودة Quality Improvement.
د ـ مما سبق يُمكن القول : إن تطوير الجودة هو العمل على تقليل الاختلافات بين الإجراءات القائمة عن الإجراءات المثالية. وهذا التعريف يحدد لنا تعريف المشكلة، وهو الفرق بين المفروض أن يكون (الهدف المثالي) والواقع فعلاً.
فكلما كان الفرق ضئيلاً نستطيع أن نجزم أن الإجراءات تسير على النهج المطلوب، وخاصة اذا لم يكن هناك فرق، بمعنى أن المفروض يساوي الواقع فعلاً. وكلما كان، الفرق بين المفروض أن يكون والواقع كبيراً، عندها نستطيع التأكيد على بروز مشكلة تحتاج إلى علاج، ويكون ذلك باستخدام طرق تطبيق أساليب الجودة المختلفة، ومن ثم تطويرها.

إذاً عند بدأ القيام بإجراء أي تطوير لعمل، وليكن إجراءات إدارية في المؤسسة، يجب أولا التعرف على حجم المشكلة ويكون ذلك من خلال قياس متوسط الأداء، ثم تعمل خطة معينة لتطوير الأداء، ثم يتبع ذلك قياس مستوى الأداء مرة أخرى بعد فترة زمنية محددة مسبقاً، للتعرف على مقدار التقدم والتطوير الذي حدث من خلال الخطة الموضوعة سلفاً، ومن ثم نستطيع أن نقرر ما إذا كانت إجراءات التطوير تسير بالشكل الصحيح أم لا.

■ من أساليب تطوير الجودة :
1 ـ أسلوب المقارنة المرجعية.
المقارنة المرجعية هي أحد الأساليب التي تساهم في تطوير الجودة من خلال العمل على مقارنة مستوى الأداء للمؤسسة مع مؤسسة أخرى، تقدم نفس الخدمات مكان الدراسة، ولكن مستوى أداءها ذو جودة عالية.
■ ومن الإجراءات التي تستخدم في أسلوب المقارنة المرجعية :
1 ـ تحديد فكرة المشروع الرئيسة ومن ثم الاختيار المثالي للمؤسسة التي سوف يقارن معها.
2 ـ التخطيط : وضع حدود الأهداف والتطوير.
3 ـ تجميع المعلومات والبيانات الإحصائية.
4 ـ التقويم المستمر ـ الختامي.
5 ـ التطبيق والتنفيذ والتطوير للحصول على الأداء المتميز.
6 ـ مراقبة التطبيق مع التقويم فالتطوير.
7 ـ تجديد وتحديث معايير المقارنة المرجعية.

2 ـ أسلوب إعادة هندسة الإجراءات.
إعادة هندسة الإجراءات يعرف على أنه محاولة التطوير باستخدام إعادة التفكير في سير الإجراء التقليدي للحصول على تطوير في الإجراء أو في التكلفة أو في سرعة الإنجاز، وغيرها.
ويكمن النجاح الفعلي للتطوير هنا في العمل على التعرف جيداً على الإجراء المتبع ومن ثم التفكير الإبداعي لتجنب الأسلوب التقليدي في سير الإجراء للحصول على جودة الأداء بأقل التكاليف، بالإضافة إلى أهمية الاستفادة من التقنية الحديثة لتدعيم هذا التطوير.
ويُفترض مراعاة أن تطبيق أسلوب إعادة هندسة الإجراءات يكون أقل فاعلية إذا استخدم بمفرده، بينما إذا تمت الاستفادة من أسلوب المقارنة المرجعية مع إعادة هندسة الإجراءات فإن ذلك سوف يساهم كثيراً على التطوير.