من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد هاشم الأهدل.
إجمالي القراءات : ﴿3667﴾.
عدد المشــاركات : ﴿6﴾.

الورقة الأخيرة في العام الهجري.
■ أخي الحبيب :
ونحن نودع عاماً ونستقبل عاماً آخر بقي أن نطوي الورقة الأخيرة ونلوح بأيدينا لعام مضى، مضى وبقيت ذكرياته بحلوها ومرها خالدة في أنفسنا, ولا ندري أهو شاهد لنا أم علينا.
مضى عامنا محسوباً من آجالنا ولا ندري أصلحت فيه أعمالنا أم فسدت فيه أفعالنا. فيا ليت شعري ما الله صانع بنا فهلا رجعنا إلى أنفسنا لنحاسبها قبل أن تحاسب ونزنها قبل أن نوزن. فماذا عملت أخي في عامك الماضي ؟
هل حافظت على الصلاة في الجماعة وهل أديتها على أكمل وجه أم أنك سهوت عنها ولهوت وبغيرها تشاغلت، فيا لعمري ما نجوت، يقول الله تبارك وتعالى : (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ {4} الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ {6} وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ {7}). وهل تذكرت يا أخي أننا ما خلقنا إلا للعبادة قال تعالى : (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
لئن صفت الحياة من الأكدار والأحزان فإن مجرد تذكر الموت يجعل حلوها مراً وشهدها صبراً، فهل تذكرت يا أخي الموت وسكرته والقبر وظلمته والصراط وزلته وقل لي بربك كيف هو حالك إذا نزل الموت بساحتك فأرداك مسجى وكيف بك إذا واراك الثرى وأسلمك الموت للبلى، فإما إلى الجنة فتهنا وإما إلى النار فتعزا وكفى بالموت واعظاً.
يا من تتقلب في الذنوب وتتلذذ بالمعاصي أما من توبة تقي بها وجهك من نار جهنم، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، أما من رجعة وإنابة إلى الله قبل أن يسبق الموت ويفوت الفوت فلا بنفع ندم ولات حين مندم يقول الله تبارك وتعالى : (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) حسبي بنا جميعاً ولسان حالنا يقول : لقد آن لقد آن والله المستعان.
يا من تنام قرير العين هادئ البال مطمئن الحال، نعم الله عليك تترى، وأفضاله إليك تهدى، إزارك الصحة ورداؤك العافية، تعيش في أمن وأمان، يرعاك الراحم الرحمن، هل فكرت أخي في شكر هذه النعم وهل أديت حقها ولو بأقل القليل، هل فكرت في إخوة لنا في الدين والعقيدة يرزؤن تحت نير الظلم والاستبداد، هل فكرت في مد يد العون لهم، هل تذكرتهم ولو بدعوة في جوف الليل فو الله إن سهام الليل لا تخطيء.

■ أخي الحبيب :
هذا أقل القليل مما يفكر فيه الإنسان المسلم ولا بد أن الكثير قد خطر ببالك مما لم يخطر ببالي، ووصيتي أن نجعل من عامنا القادم مطية نجتاز بها مهاوي الردى ومراتع العدى فنعمل ما يرضي الرب ويصلح القلب وينير الدرب. والله من وراء القصد.