من جديد المشاركات :

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد علي دعدع.
إجمالي القراءات : ﴿3624﴾.
عدد المشــاركات : ﴿119﴾.

لمحات من أخلاق النبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم.
وصف الله تعالى أخلاق النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم وجمعها في آية واحدة وقال سبحانه وتعالى في محكم كتابه : (وإنك لعلى خلق عظيم) (القلم : 4).

● أما عن أفعال النبي الأخلاقية :
♦ خلق الإيثار : كان النبي يخرج لصلاه الفجر كل ليله وكانت المدينة شديدة البرودة فرأته أمرأة من الأنصار فصنعت للنبي عباءة (جلباب) من قطيفة وذهب إليه وقالت : هذه لك يا رسول الله ففرح بها النبي ولبسها، وخرج فرأاه رجل من الأنصار فقال : ما أجمل هذه العباءة أكسينيها يا رسول الله, فقال له النبي : نعم أكسك إياها وأعطاها النبي لهذا الرجل.
بعد غزوة حنين كان نصيب الرسول من الغنائم كثير جداً لدرجة أن الأغنام كانت تملأ منطقة بين جبلين, فجاء رجل من الكفار ونظر إلى الغنائم وقال : ما هذا ؟ (يتعجب من كثرة الغنائم), فقال له رسول الله : أتعجبك ؟ فقال الرجل : نعم, فقال الرسول : هي لك, فقال له الرجل : يا محمد أتصدقني ؟ فقال له الرسول : أتعجبك ؟ فقال الرجل نعم, فقال الرسول : إذاً خذها فهي لك, فأخذها الرجل وجرى مسرعاً لقومة يقول لهم : يا قوم : أسلموا, جئتكم من عند خير الناس, إن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفقر أبداً.

♦ خلق الوفاء : كان في مكة رجل أسمة أبو البخترى بن هشام وكان كافراً ولكنه قطع الصحيفة التي كانت تنص على مقاطعة بنى هاشم ونقض العهد بينهم فقال الرسول للصحابة : من لقى منكم أبو البخترى بن هشام في المعركة فلا يقتله وفاء له بما فعل يوم الصحيفة.

♦ شهامة الرسول : كان هناك أعرابي أخذ أبو جهل منه أمواله فذهب هذا الأعرابي لسادة قريش يطلب منهم أمواله من أبو جهل فرفضوا, ثم قالوا له اذهب إلى هذا الرجل فانه صديق أبو جهل وسيأتي لك بمالك (وأشاروا على رسول الله استهزاء به)، فذهب الرجل إلى النبي وقال : لي أموال عند أبي جهل وقد أشاروا على القوم أن أذهب إليك وأنت تأتى لي بأموالي, فقال الرسول : نعم أنا أتيك بها وذهب الرسول معه إلى أبو جهل وقال له : أللرجل عندك أموال ؟ فقال أبو جهل : نعم, فقال له النبي : أعطى الرجل مالة, فذهب أبو جهل مسرعاً خائفاً وجاء بالمال وأعطاه للرجل.

♦ خلق الرحمة : جاء رجل إلى الرسول وهو يرتعد وخائف وكان أول مرة يقابل النبي, فقال له النبي : هون عليك فإني لست بملك, إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأمشى كما يمشى العبد وإن أمي كانت تأكل القضيب بمكة (أقل الأكلات). جاءت امرأة إلى الرسول وقالت له : يا رسول الله : لي حاجة في السوق أريد أن تأتى معى لتحضرها لي, فقال لها النبي : من أي طريق تحبى أن آتي معك يا أمة الله ؟ فلا تختاري طريقاً إلا وذهبت معك منة.

♦ خلق الصدق : وقف النبي على جبل الصفا وقال : يا معشر قريش, أرأيتم إن قلت لكم أنه خلف هذا الجبل خيل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ قالوا نعم, ما جردنا عليك شيء من قبل فأنت الصادق الأمين, فقال لهم النبي : فإني نذير لكم بين يدى عذاب شديد.

♦ خلق الأمانة : كان هو أكثر أمين في مكة فكانوا يسمونه بالصادق الأمين وكان الكفار نفسهم يتركون عنده الأموال لأنهم يعلمون أنه أكثر أمين في مكة.

♦ خلق العفو : عندما دخل النبي مكة وفتحها قال لأهلها : ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قال خيراً أخ كريم وابن أخ كريم, فقال النبي لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء, شفاعة النبي : يأتي النبي يوم القيامة ويسجد تحت العرش ويحمد الله بمحامد لم يحمده بها إنسان من قبل ويقول : يا رب أمتي يا رب أمتي, فيقول له الله تعالى, يا محمد ارفع رأسك واسأل تعطى وأشفع تشفع.