من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد صالح باجحزر.
إجمالي القراءات : ﴿13472﴾.
عدد المشــاركات : ﴿43﴾.

أسس ومتطلبات الجودة في التعليم العام ــ ورقة عمل.
■ إن الدين الإسلامي يوجب علينا نشر العلم, وزيادة نسبة المتعلمين, ومواجهة الجهل, والقضاء على الأمية بكل الوسائل المتاحة والإمكانات المتوفرة ؛ وذلك من أجل النهوض بمجتمعنا المبارك في كل المجالات والميادين وهذا ما تقوم به الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية بإقامة هذا التجمع لرواد الفكر والتربية من أجل جودة التعليم, وبالأخص : التعليم العام, من خلال مجموعة من المحاور, وتفاعلاً مع الجهود الكبيرة التي تقوم بها هذه الجمعية المباركة في هذا الشأن, حاولت تناول أحد محاور هذا اللقاء.

● المحور الأول : أسس ومتطلبات الجودة في التعليم العام.
فأقول وبالله التوفيق : التعليم هو أداة المجتمع للرقي والتطور, ووسيلته الأساسية للنمو والتنمية الثقافية, والحضارية, والتقنية, وفي كل المجالات والميادين المختلفة ؛ وهذا لا يتحقق إلا من خلال تعليم جيّد, تتوفر فيه أداوت الجودة ووسائلها المختلفة وأن يقوم التعليم العام على أسس سليمة, وقواعد متينة, أحاول بإذن الله تعالى الإسهام المتواضع في هذه الورقة بإعطاء فكرة مبسطة عن أسس ومتطلبات الجودة في التعليم العام والتي هي على النحو التالي :

• الأساس والمتطلب الأول : تنمية الإبداع لدى الموهوبين.
لأنهم أمل الأمة في تطورها, والوسيلة التي ستواجه به مشكلات التنمية (تشخيصاً وعلاجاً, وتخطيطاً) لمستقبل أفضل, والمجتمع الواعي لمستقبله ليس مهمته فقط اكتشاف الموهوبين من أبنائه, وإنما يحرص على إيجاد عدد من ذوي القدرات العالية في كافة فروع النشاط الإنساني, وإفساح المجال أمامهم لإبراز مواهبهم, وتنميتها وتوظيف كل الإمكانات الممكنة.
ذلك أن الإبداع الذي أدعو إلى تنميته هو ذلك النشاط الذي يقود إلى إنتاج يتصف بالأصالة, والقيمة، والجدّية، والفائدة من أجل المجتمع, ويتحقق هذا الأساس من خلال ما يلي :
♦ العناية بالفروق الفردية بين الأطفال.
♦ الاهتمام الجدي بما يعمله الإنسان, فهو يؤدي إلى تحسين التعلم.
♦ إعادة البناء المستمر للخبرة الحياتية التي تتجاوز جدران غرفة الصف الأربعة.
♦ جعل غرفة الصف مختبرا للحوار الهادف, والنقاش البناء, وممارسة الحرية الفكرية.
♦ يعلّم الطفل كيفية التفكير بصورة نقّادة, بدلاً من أن يتقبل الأفكار بصورة عمياء.
♦ احترام المعلم لأسئلة طلابه, ومساعدتهم على اكتشاف الأجوبة بأنفسهم.
♦ احترام الأفكار الأصيلة للطلاب والكشف لهم عن قيمتها.
♦ إشعار الطلاب الموهوبين بأن أفكارهم ذات قيمة, وقبول الممكن منها للتطبيق في الصف.
♦ إعطاء الطلاب عملاً حراً من دون تهديد بالعلامة (الدّرجة), وبالانتقاد الشديد غير البناء.

• الأساس والمتطلب الثاني : الاستقلال الذاتي.
من أسس ومتطلبات الجودة في التعليم العام : مساعدة الطالب على الاستقلال الذاتي ويتحقق هذا الأساس من خلال :
♦ إتاحة الفرصة للطالب كي يعبر عما يريد.
♦ حثه على إبداء الرأي في أية مشكلة تواجهه, وبخاصة في المسائل المدرسية, حتى يكون متجاوباً, ويكون مشاركاً, في الدرس من دون أن يتلّقى المعلومات بصورة سلبية وفاترة تشجيعه على اتخاذ القرار بنفسه بعد إشراكه في المناقشة, وتوضيح حيثياته وموجباته.

• الأساس والمتطلب الثالث : التشجيع على تحمّل المسؤولية, وأداء الواجب.
لا يمكن تحقق هذا الأساس المهم في مجال جودة التعليم العام إلا من خلال :
♦ تكليف الطالب بتنفيذ واجبات تكبر بمستواها حسب سن هذا الطالب.
♦ خبرته في البيت والمدرسة.
♦ إشعاره بالثقة ليستمتع بلذة الانتصار, وبقيمة الإنجاز.
♦ الإشادة بإنجازاته مهما كانت بسيطة فهذا يؤدي إلى زيادة تفاعله في المجال الذي حقق فيه إنجازاً مقبولاً.

• الأساس والمتطلب الرابع : تنظيم أوقات الفراغ.
ويتحقق هذا الأساس البناء في مجال جودة التعليم العام من خلال ما يلي :
♦ يُؤمن للطالب وقت للتسلية والمرح.
♦ دفعه إلى توظيف وقته في خدمة الأمور المدرسية.
♦ تأمين أدوات اللعب الهادف.
♦ التسلية البريئة والشريفة.
♦ الاكتساب المستمر من خلال : توسيع أبواب التحصيل أمامه.

• الأساس والمتطلب الخامس : العناية بالتوزيع الفصلي.
ويتم تفعيل هذا الأساس من خلال :
♦ عدم تجاوز عدد طلاب الفصل أكثر من (25) طالباً حتى يتمكن الطلاب من فهم مفردات المنهج, ومناقشة المعلم فيما لا يفهمونه, وأيضاً حتى يتمكن المعلم من السيطرة على الفصل, وإيصال المعلومات إلى أذهان طلابه بسهوله ويسر.
♦ عدم العناية الزائدة بالمتفوقين, وإهمال من هو دونهم, فهذا إجحاف بحقه, إذ يشعره بالنقص والتوتر النفسي, والارتباك السلوكي, وإصابة المتفوق بالغرور والتكبر على بقية زملائه.

• الأساس والمتطلب السادس : المعالجة السليمة لأمور المتعلمين المتصلة بمفردات المقرر الدراسي.
يمكن أن يتحقق هذا الأساس, من خلال :
♦ إنشاء لجنة إشراف متخصصة في التربية والإدارة والتوجيه, وعلم النفس, وذلك من أجل التعاون مع إدارة المدرسة في معالجة ما يعانيه الطلاب من صعوبة في بعض المفردات أو أجزاء من المقرر الدراسي.
♦ التواصل وتبادل الخبرات البناءة مع أصحاب التخصصات العلمية المختلفة في مجال الإرشاد النفسي والتربوي والمهني والإداري من أجل الإصلاح والتطوير في كل مدرسة, وفى كل المستويات.

• الأساس والمتطلب السابع : تدريب عقل الطالب على التفكير العلمي الصحيح.
لا يعني هذا الأساس دفع المتعلم في مرحلة التعليم العام إلى مواجهة أمور صعبة معقدة وأكبر من قدرته على فهمها, والتعاطي بشأنها, وإنما يعني : مواجهة المشكلة بأسلوب نقدي, وبطريقة من التفكير المنطقي والمنظم.
ويتحقق هذا الأساس من خلال :
♦ الابتعاد عن حشو فكر الطالب بالمعلومات من غير فهم دقيق لها.
♦ إكسابه القواعد العلمية التي يتم استخدامها, والاستفادة منها في مواضع مختلفة.
♦ ملاحظة التطور والتغيير في تقنيات التعليم, وفي طرائقه أكثر مما تخضع له المادة ومحتوياتها.
♦ إعطاء المتعلم الوقت الكافي للتفكير, أي : جلّ ما يعترضه من مشكلات, وعدم استعجاله في ذلك.
♦ تعويده على إجراء المقارنات بين الأشياء والأحداث, بحيث يكتشف أوجه الشبه والاختلاف, مما يساعده في إعطاء الأحكام والوصول إلى نتائج مهمة.إفساح المجال أمام المتعلم لطرح المزيد من الأسئلة, وتلقي ما يكفيه من أجوبة ملائمة لنضجه ولسنه.
♦ إثارة روح المبادرة في الاكتشاف والاطلاع والسعي إلى المعرفة.
♦ احترام حريته في اختيار بعض الأمور الخاصة من ملابس, وقصص وألعاب ودفعه للتفكير فيها.
تشجيعه على إبداء الرأي والتعبير عن الرفض, وعدم السخرية بما يقدمه من أفكار ومقترحات.
♦ تعويده على المناقشة, وضرورة احترام أراء الآخرين, وعدم التمسك بأفكاره إذا تبين لديه عدم صحتها.
♦ إشراك المتعلم بتحضير بعض معلومات الدرس من خلال جعل الدروس على طريقة مشكلات تحتاج إلى حل.
♦ الطلب منه القيام ببعض تمارين الملاحظة, والاكتشاف والتجريب.
♦ إبعاده عما يشوش فكره من معلومات.
♦ تعويده على إتباع منهجية علمية حسب ما يلائم مرحلته الدراسية, لحمايته من التسرع في الحكم والتعميم.
♦ تنمية الروح الاستفهامية والنقدية لدى الطالب التي توصله إلى المزيد من المعرفة والوضوح.

اكتفي بهذا العرض, والله أسأل أن يسدد كل الجهود المبذولة من أجل النهوض بالتعليم العام في بلادنا المباركة إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ أهم المراجع :
1) جري بوكز تار : التعليم المبرمج بين النظرية والتطبيق, ترجمة : فخر الدين القلا, ومصباح عيسى, ط (دار القلم) الكويت 1393هـ.
2) سيد أحمد عثمان, وأنور الشرقاوي : التعلّم وتطبيقاته, ط (دار الثقافة) القاهرة 1978م.
3) فيليب هـ. فينكس : التربية والصالح العام, ترجمة : النجيحي ط (النهضة العربية) القاهرة 1965م.
4) جان شك جروسمان : كيف يلعب الأطفال للمتعة والتعلم, ترجمة : محمد أبو العزم, ط (النهضة المصرية) القاهرة (د . ت).
5) إبراهيم وجيه محمود : التعلم, ط (عالم الكتب) القاهرة 1971م.
6) أبو الفتوح رضوان : المعلم قيادة فكرية ط (دار الثقافة) القاهرة 1975م.
7) أحمد حسين عبيد : فلسفة النظام التعليمي, وبناية السياسة التربوية ط (الأنجلو المصرية) القاهرة 1976م.
8) أيد جارفور, وآخرون : تعلّم لتكون, ترجمة : حنفي بن عيسى ط (اليونيسكو) الجزائر 1976م.
9) جميس ج. جالجر : الطفل الموهوب في المدرسة الابتدائية, ترجمة : سعاد نصر ط (دار القلم) القاهرة 1963م.
10) فؤاد أبو حطب : القدرات العقلية ط (الأنجلو المصرية) القاهرة 1978م.
11) محمد فاضل الجمالي : تربية الإنسان الجديد, ط (الشركة التونسية) تونس 1967م.
12) نور مان بريل : بزوغ العقل البشري, ترجمة : إسماعيل حقي, ط (مصر) القاهرة 1964م.
13) جمال الحسّاب : تطوير التعليم وتحديثه ط (دار صادر) بيروت 1975م.