من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

فوائد المرض ﴿5611﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. وجدي حامد بابطين.
إجمالي القراءات : ﴿4048﴾.
عدد المشــاركات : ﴿20﴾.

قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة أن الله مع الصابرين) (البقرة : 153).
إن الصلاة أمر إلهي متعبد بها فهي تدفع الأمراض بالبركة.
في الصلاة تلهو فيها النفس عن الألم ويقل إحساسها به فتستظهر القوة عليه فتدفعه, فإن قوة الأعضاء والمعدة والحواس هي الشافية من الأمراض بإذن الله تعالى, والماهر من الأطباء يعمل كل حيلة في تقويتها إن كانت ضعيفة, وفي انتباهها إن كانت غافلة, وفي ألفاتها إن كانت معرضة, وفي استزادتها إن كانت مقصرة, تارة بالسرور والفرح وتارة بالحياة والخوف والخجل, وتارة بتذكيرها وشغلها بعظائم الأمور وعواقب المصير وأمر المعاد, والصلاة تجمع ذلك أو أكثره إذ يحضر العبد فيها خوف ورجاء وأمل وتذكر الآخرة وأحوالها, وكثير من الأمراض المزمنة تشفى بالأوهام.

إن في الصلاة أمراً طبياً وهو رياضة النفس والجسد, لأنها تشمل على قيام وركوع وسجود وتورك وغير ذلك من الأوضاع التي تتحرك معها أكثر وينغمر فيها أكثر الأعضاء, سيَما المعدة والأمعاء وسائر آلات التنفس والغذاء عند السجود, وما أنفع السجود الطويل لصاحب النزلة والزكام ولانصباب النزلة إلى الحلق, وما أشد إعانته على فتح المنخرين من علة الزكام وإنضاج مادته, ما أقوى معاونة السجود على هضم الطعام من المعدة والأمعاء وتحريك الفضول المتخلفة فيها إخراجها, وكثيراً ما تسر الصلاة النفس وتذهب الهم والحزن وتذيب الآمال الخائبة, وتكشف عن الأوهام الكاذبة, ويصفو فيها الذهن وتطفأ نار الغضب, وتفيد الحب للخلق والتواضع للحق سبحانه وتعالى, وترقق القلب وتحبب في العفو, وكثيراً ما يحضر فيها الرأي والتدبير المصيب والجواب السديد, وتذكر العبد ما نسى فيتفكر في مصادر أموره ومواردها.
◄ للمزيد : موسوعة الطب النبوي - لابن قيم الجوزية ــ ص 566.