د. عبدالخالق سيد أحمد أبو الخير.
عدد المشاركات : 22
1441/12/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿5302﴾﴾
المضامين التربوية في : التوفيق والسداد.
◄ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما بعد :
فقد روى لنا الصحابي الجليل صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه حديث الفتن فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: قلب أبيض مثل الصفا لا تضرّه فتنة ما دامت السموات والأرض، ويصير الآخر مرباداً كالكوز مجخّيا، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه) رواه مسلم.
في خضم الفتن والأحداث التي يمر بها المسلم والتي تجعل الحليم حيرانا، وفي ظلّ هذه الأعاصير المهلكة للروح البشرية، يتساءل الحريص والخير من الناس ويقول: أين موقعي من هذه الفتن؟ وهل سلمتُ منها؟ وهل أنا من الموفقين في هذه الحياة أم أنا من المحرومين؟
لك أخي القارئ هذه المضامين وهذه العلامات التي تستدل بها على أنك من الموفقين، وممن أراد الله به خيراً وتوفيقا، لا أزعم أني جمعتها كلها فإن مظانها موجودة في الوحيين ولك أن تبحث عنها فما لا يدرك كله لا يترك جله فهذه بعض من اجتهاداتي القاصرة.
• أولى هذه المضامين وهذه العلامات. أن يوفق المسلم للعمل الصالح، فيعمل بطاعة الله وينتهي عن معصيته، فإن هذه من أعظم علامات التوفيق من الله، قال الله تعالى (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)، وفي المسند وسنن الترمذي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قيل: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل الموت، ثم يقبضه عليه)].
• وثاني المضامين والعلامات أن يوفق المسلم لطلب العلم الشرعي والفقه في الدين وحضور مجالس الذكر، وسماع الخطب والدروس وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
• وثالث المضامين والعلامات أن يوفق لنشر الخير بين الناس ودعوتهم وإصلاحهم {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
• ورابع المضامين والعلامات أن الله يصرف عنك السوء والفحشاء، فيدع السوء والفاحشة والفجور لغيرك من الناس، أما أنت يا مسلم: فقد صرف الله عنك السوء والفحشاء فأنت من الموفقين، وممن أراد الله به خيراً وتوفيقا انظر إلى امرأة العزيز: شابة، ذات منصب وجمال، أرادت الفاحشة وغلقت الأبواب وقالت ليوسف عليه السلام: هيت لك، فعصمه الله منها وقال (مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). ويتساءل متسائل ويقول: لماذا يا ربي عصمت يوسف؟ لماذا حميته من الفاحشة؟ أجاب الله عز وجل (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
• وخامس المضامين والعلامات أن يوفق الإنسان لنفع الناس وقضاء حوائجهم، وفي صحيح الجامع من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الناس إلى الله : أنفعهم).
• وسادس المضامين والعلامات أن يوفق للعناية بالقرآن الكريم تعلماً وتعليما، وفي المسند والسنن من حديث عثمان رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه).
• وسابع المضامين والعلامات أن يكون المسلم آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر بالقلب واللسان والجوارح، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
• وثامن المضامين والعلامات أن تكون كريم الخصال، حسن الأخلاق، سليم الصدر، محباً للخير لجميع المسلمين، وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا).
• وتاسع المضامين والعلامات أن لا يتدخل الإنسان فيما لا يعنيه، وفي سنن الترمذي وابن ماجة بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
• وعاشر المضامين والعلامات أن يوفق الإنسان لخدمة أهله، يخدم أمه، ويخدم أباه، ويخدم زوجته، ويخدم أبناءه وبناته، ويخدم قراباته، ويقضي لهم حاجاتهم، فهذه من أعظم علامات التوفيق من الله، وفي سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
• وحادي عشر من المضامين والعلامات أن يسدّدك الله في أقوالك وأفعالك وتصرفاتك، فتلهم الصواب والحكمة (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).
• وثاني عشر من المضامين والعلامات التوفيق للجهاد في سبيل الله قولا وفعلا قال الله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء).
• وأخيرا كثرة الدعاء والإلحاح والمناجاة فإنه أعظم وأكبر التوفيق والسداد للمسلم، قرأت في تراجم كثيرٍ من العلماء عبارة (كان كثير الدعاء)؛ وهذا سرُّ التوفيق في حياتهم. ما لزم الدعاء أحدٌ فَخُذِل، ما أدمن الدعاء أحدٌ فَحُرِم، ما تلذَّذ بمُناجاة الله أحدٌ فشَقِي. التوفيق كُلُّ التوفيق في كثْرة الدعاء.
ولك أخي القارئ تفقّد نفسك، واحرص أن تكون فيك هذه العلامات فإن الموفق من وفقه الله، وختم له بخاتمة حسنة، وادع الله من قلبك أن يعيذك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
هذا ما تم إيراده ووسعه الوقت، فإن أصبت فمن الله وحده وأن أخطأت فمني ومن الشيطان واستغفر الله من كل زلل وخطأ وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
|| د. عبدالخالق سيد أحمد أبو الخير : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات :: ﴿﴿5302﴾﴾
المضامين التربوية في : التوفيق والسداد.
◄ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما بعد :
فقد روى لنا الصحابي الجليل صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه حديث الفتن فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: قلب أبيض مثل الصفا لا تضرّه فتنة ما دامت السموات والأرض، ويصير الآخر مرباداً كالكوز مجخّيا، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه) رواه مسلم.
في خضم الفتن والأحداث التي يمر بها المسلم والتي تجعل الحليم حيرانا، وفي ظلّ هذه الأعاصير المهلكة للروح البشرية، يتساءل الحريص والخير من الناس ويقول: أين موقعي من هذه الفتن؟ وهل سلمتُ منها؟ وهل أنا من الموفقين في هذه الحياة أم أنا من المحرومين؟
لك أخي القارئ هذه المضامين وهذه العلامات التي تستدل بها على أنك من الموفقين، وممن أراد الله به خيراً وتوفيقا، لا أزعم أني جمعتها كلها فإن مظانها موجودة في الوحيين ولك أن تبحث عنها فما لا يدرك كله لا يترك جله فهذه بعض من اجتهاداتي القاصرة.
• أولى هذه المضامين وهذه العلامات. أن يوفق المسلم للعمل الصالح، فيعمل بطاعة الله وينتهي عن معصيته، فإن هذه من أعظم علامات التوفيق من الله، قال الله تعالى (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)، وفي المسند وسنن الترمذي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قيل: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل الموت، ثم يقبضه عليه)].
• وثاني المضامين والعلامات أن يوفق المسلم لطلب العلم الشرعي والفقه في الدين وحضور مجالس الذكر، وسماع الخطب والدروس وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
• وثالث المضامين والعلامات أن يوفق لنشر الخير بين الناس ودعوتهم وإصلاحهم {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
• ورابع المضامين والعلامات أن الله يصرف عنك السوء والفحشاء، فيدع السوء والفاحشة والفجور لغيرك من الناس، أما أنت يا مسلم: فقد صرف الله عنك السوء والفحشاء فأنت من الموفقين، وممن أراد الله به خيراً وتوفيقا انظر إلى امرأة العزيز: شابة، ذات منصب وجمال، أرادت الفاحشة وغلقت الأبواب وقالت ليوسف عليه السلام: هيت لك، فعصمه الله منها وقال (مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). ويتساءل متسائل ويقول: لماذا يا ربي عصمت يوسف؟ لماذا حميته من الفاحشة؟ أجاب الله عز وجل (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
• وخامس المضامين والعلامات أن يوفق الإنسان لنفع الناس وقضاء حوائجهم، وفي صحيح الجامع من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الناس إلى الله : أنفعهم).
• وسادس المضامين والعلامات أن يوفق للعناية بالقرآن الكريم تعلماً وتعليما، وفي المسند والسنن من حديث عثمان رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه).
• وسابع المضامين والعلامات أن يكون المسلم آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر بالقلب واللسان والجوارح، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
• وثامن المضامين والعلامات أن تكون كريم الخصال، حسن الأخلاق، سليم الصدر، محباً للخير لجميع المسلمين، وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا).
• وتاسع المضامين والعلامات أن لا يتدخل الإنسان فيما لا يعنيه، وفي سنن الترمذي وابن ماجة بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
• وعاشر المضامين والعلامات أن يوفق الإنسان لخدمة أهله، يخدم أمه، ويخدم أباه، ويخدم زوجته، ويخدم أبناءه وبناته، ويخدم قراباته، ويقضي لهم حاجاتهم، فهذه من أعظم علامات التوفيق من الله، وفي سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
• وحادي عشر من المضامين والعلامات أن يسدّدك الله في أقوالك وأفعالك وتصرفاتك، فتلهم الصواب والحكمة (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).
• وثاني عشر من المضامين والعلامات التوفيق للجهاد في سبيل الله قولا وفعلا قال الله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء).
• وأخيرا كثرة الدعاء والإلحاح والمناجاة فإنه أعظم وأكبر التوفيق والسداد للمسلم، قرأت في تراجم كثيرٍ من العلماء عبارة (كان كثير الدعاء)؛ وهذا سرُّ التوفيق في حياتهم. ما لزم الدعاء أحدٌ فَخُذِل، ما أدمن الدعاء أحدٌ فَحُرِم، ما تلذَّذ بمُناجاة الله أحدٌ فشَقِي. التوفيق كُلُّ التوفيق في كثْرة الدعاء.
ولك أخي القارئ تفقّد نفسك، واحرص أن تكون فيك هذه العلامات فإن الموفق من وفقه الله، وختم له بخاتمة حسنة، وادع الله من قلبك أن يعيذك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
هذا ما تم إيراده ووسعه الوقت، فإن أصبت فمن الله وحده وأن أخطأت فمني ومن الشيطان واستغفر الله من كل زلل وخطأ وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
|| د. عبدالخالق سيد أحمد أبو الخير : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما بعد :
فقد روى لنا الصحابي الجليل صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه حديث الفتن فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: قلب أبيض مثل الصفا لا تضرّه فتنة ما دامت السموات والأرض، ويصير الآخر مرباداً كالكوز مجخّيا، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه) رواه مسلم.
في خضم الفتن والأحداث التي يمر بها المسلم والتي تجعل الحليم حيرانا، وفي ظلّ هذه الأعاصير المهلكة للروح البشرية، يتساءل الحريص والخير من الناس ويقول: أين موقعي من هذه الفتن؟ وهل سلمتُ منها؟ وهل أنا من الموفقين في هذه الحياة أم أنا من المحرومين؟
لك أخي القارئ هذه المضامين وهذه العلامات التي تستدل بها على أنك من الموفقين، وممن أراد الله به خيراً وتوفيقا، لا أزعم أني جمعتها كلها فإن مظانها موجودة في الوحيين ولك أن تبحث عنها فما لا يدرك كله لا يترك جله فهذه بعض من اجتهاداتي القاصرة.
• أولى هذه المضامين وهذه العلامات. أن يوفق المسلم للعمل الصالح، فيعمل بطاعة الله وينتهي عن معصيته، فإن هذه من أعظم علامات التوفيق من الله، قال الله تعالى (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)، وفي المسند وسنن الترمذي وغيرهما بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، قيل: كيف يستعمله؟ قال: (يوفقه لعمل صالح قبل الموت، ثم يقبضه عليه)].
• وثاني المضامين والعلامات أن يوفق المسلم لطلب العلم الشرعي والفقه في الدين وحضور مجالس الذكر، وسماع الخطب والدروس وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).
• وثالث المضامين والعلامات أن يوفق لنشر الخير بين الناس ودعوتهم وإصلاحهم {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
• ورابع المضامين والعلامات أن الله يصرف عنك السوء والفحشاء، فيدع السوء والفاحشة والفجور لغيرك من الناس، أما أنت يا مسلم: فقد صرف الله عنك السوء والفحشاء فأنت من الموفقين، وممن أراد الله به خيراً وتوفيقا انظر إلى امرأة العزيز: شابة، ذات منصب وجمال، أرادت الفاحشة وغلقت الأبواب وقالت ليوسف عليه السلام: هيت لك، فعصمه الله منها وقال (مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). ويتساءل متسائل ويقول: لماذا يا ربي عصمت يوسف؟ لماذا حميته من الفاحشة؟ أجاب الله عز وجل (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
• وخامس المضامين والعلامات أن يوفق الإنسان لنفع الناس وقضاء حوائجهم، وفي صحيح الجامع من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الناس إلى الله : أنفعهم).
• وسادس المضامين والعلامات أن يوفق للعناية بالقرآن الكريم تعلماً وتعليما، وفي المسند والسنن من حديث عثمان رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه).
• وسابع المضامين والعلامات أن يكون المسلم آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر بالقلب واللسان والجوارح، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
• وثامن المضامين والعلامات أن تكون كريم الخصال، حسن الأخلاق، سليم الصدر، محباً للخير لجميع المسلمين، وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا).
• وتاسع المضامين والعلامات أن لا يتدخل الإنسان فيما لا يعنيه، وفي سنن الترمذي وابن ماجة بسند صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
• وعاشر المضامين والعلامات أن يوفق الإنسان لخدمة أهله، يخدم أمه، ويخدم أباه، ويخدم زوجته، ويخدم أبناءه وبناته، ويخدم قراباته، ويقضي لهم حاجاتهم، فهذه من أعظم علامات التوفيق من الله، وفي سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
• وحادي عشر من المضامين والعلامات أن يسدّدك الله في أقوالك وأفعالك وتصرفاتك، فتلهم الصواب والحكمة (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).
• وثاني عشر من المضامين والعلامات التوفيق للجهاد في سبيل الله قولا وفعلا قال الله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء).
• وأخيرا كثرة الدعاء والإلحاح والمناجاة فإنه أعظم وأكبر التوفيق والسداد للمسلم، قرأت في تراجم كثيرٍ من العلماء عبارة (كان كثير الدعاء)؛ وهذا سرُّ التوفيق في حياتهم. ما لزم الدعاء أحدٌ فَخُذِل، ما أدمن الدعاء أحدٌ فَحُرِم، ما تلذَّذ بمُناجاة الله أحدٌ فشَقِي. التوفيق كُلُّ التوفيق في كثْرة الدعاء.
ولك أخي القارئ تفقّد نفسك، واحرص أن تكون فيك هذه العلامات فإن الموفق من وفقه الله، وختم له بخاتمة حسنة، وادع الله من قلبك أن يعيذك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
هذا ما تم إيراده ووسعه الوقت، فإن أصبت فمن الله وحده وأن أخطأت فمني ومن الشيطان واستغفر الله من كل زلل وخطأ وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
|| د. عبدالخالق سيد أحمد أبو الخير : عضو منهل الثقافة التربوية.