من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. محمد الصفى بن عبدالقادر.
عدد المشاركات : 63
1441/01/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات : ﴿﴿5200﴾﴾

قراءة في ديوان «على مشارف شهقة القلب» للشاعر : محمد الصفى ــ ديوان يجمع بين المسحة الرومانسية والذات الإنسانية وفق صور ولوحات غاية في الإتقان.
بقلم الأديب والناقد الأردني : فوزي الخطبا.
■ محمد الصفى شاعر وكاتب وإعلامي وتشكيلي، وفاعل جمعوي من مواليد مدينة الدار البيضاء المغربية سنة 1962 يشتغل بمهنة التدريس بمدينة آزمور، انخرط في العمل الجمعوي في سن الثامنة عشرة من خلال جمعية المواهب التربوية، ثم حركة الطفولة الشعبية بآزمور والتي تقلد بها مهمة مندوب لحدود 1999، ليؤسس فرعا لمنظمة الطلائع أطفال المغرب سنة 2005، مواصلا بها مسيرته الجمعوية كرئيس فرع ثم منسقا جهويا وعضو بالمكتب التنفيذي سنة 2015، رئيس جمعية ملتقى السؤال الثقافي، إضافة إلى أنه رئيس نادي المراسلين الصحافيين بآزمور والدائرة. له كتابات أدبية من قبيل مجموعة قصصية "أجساد تحترق في الشارع"، صدرت سنة 2019. ومجموعة ثانية قيد الطبع "حديث الشيوخ" لديه منشورات منها "بحث حول ظاهرة العنف بالمؤسسات التعليمية" و "لكم شرف التتمة". وقراءات فنية وتحليلية لمجموعة من الدواوين الشعرية والمجموعات القصصية. على المستوى التشكيلي مهتم بالذوق والنقد الفني من خلال العمل على إعداد سلسلة للفنانين التشكيليين بمدينة آزمور وكتابات عن فنانين آخرين من ربوع المملكة. تشكيلي عصامي، شارك في بعض المعارض الجماعية آخرها معرض افتراضي ماي 2020 في إطار مهرجان ألوان دكالة الدورة السادسة.
الشاعر محمد الصفى شاعر مطبوع وصاحب حس مرهف شعره غني وثري بدلالات معرفية وفكرية ووجدانية تكشف عن عمق ثقافته ومعرفته المتنوعة وأبعاد خصوصيته التعبيرية والجمالية ومخيلته الواسعة وآفاقها الرحبة ولغته الشعرية الشفافة وصوره المبتكرة وترميزاته المضيئة والمدهشة التي تشيع جمالا وروعة في فضاءاته الفنية ودلالاته وإشاراته التناصية بنسق جمالي أخاذ فهو يرسم الكلمة بإحساسه المرهف وطاقاته التخيلية وانفتاح دلالاته الشعورية يشف عن قدراته وموهبته العالية. ولهذا كله جاء ديوانه الأخير "على مشارف شهقة القلب" الذي يتعانق فيه بين المضمون والمعمار الفني المتفوق، فجاءت قصائده متدفقة في معانيها وصورها الوجدانية الشفافة وعذب كلماتها، فجمع بين المسحة الرومانسية والذات الإنسانية بأجمل الصور واللوحات الفنية الأخاذة وكان بارعا في رسم هذه اللوحات وتصويرها، ومتفنن في اختيار كلماته وتألق الألوان وتوزيعها بتفنن ومهارة، إنها نصوص غنية في ألفاظها ومعانيها وإيقاعاتها المتموجة المتناغمة تغريك في القراءة والتأمل والجمال بمتعة ولذة ورونق فهي محببة للنفس والقلب. إن نصوصه وشعره صور ومرآة لشخ صيته المسكونة بالشعر والخيال والجمال والصفاء والنقاء وهذا مفتاح شخصيته المطبوعة. وفي أنغامه العذبة سحر ورقة وخفة الروح وتدفقات الشعور الحب الروح الإنساني المتدفق ليروي القلب المعذب الظمآن من رحيق زهور الحب، فمن حدائق الزهور ونجوم سحر الجمال والفن يهدي لفاتنة القلب وحبيبة الروح حقول من الأقحوان وعطر الياسمين، ويعزف على قيثارته أنغام وأشجان وأحلام شعرا رقيقا إنسانياً نابضاً بالحركة والعواطف النبيلة السامية.في شعره أشواق وأحلام وغناء وحب ونشيد يشرق القلب، ويبهج النفس يقتحم الأسوار العالية والشامخة ليصل إلى لقاء الحبيبة دون خوف أو وجد، وجده كالقدر، فهو يحيى في نشوة الحب وساعات اللقاء شعره زفرات نار محرقة فيها حب وسعادة ووصل ولقاء وعذاب ولذة مشتهاة يستعيد ذكريات بفرح غامر ويرتوي من ينابيع الفر العذبة الماء الزلال على الرغم من لواعج الألم وشكوى الأنين وعواطف التلهف ونفحات روحانية تسمو بالنفس إلى أعلى مراتبها إنه الشعر الذي يطهر القلب والنفس، والشاعر يسعى إلى الحب المثالي القائم على الخيال المحلق لا الحب الواقعي، يسمو بعذب الكلام إلى فضاءات وآفاق رحبة. ففي شعر هذا الديوان المسكون بالجمال والسحر فكر وشعور وألوان مدهشة برمزية شفافة مغمورة بألوان زهية مطبوعة جاءت دون تصنع أو افتعال، وإنما جاءت على سجيتها تطرب القارئ وتسمو بالروح والقلب معاً. إن المرأة في شعره ضوء من القمر ولحن الكناري ومنبع الأنوار وأميرة العشق وفاتنة الروح وفرس جانحة وسيمفونية عذبة وربيع دائم وطير النورس المهاجر والبدر المضيء وبلسم القلب وحلم المنى المتيم بسحر الجفون وأجمل الملكات وأروع الأغنيات إنها فتنة القلب والحلم وفيض من الاشتهاء وسر القلب والبهاء ووجد من الاصطفاء ونزف البوح وندى الصباح المعطر وسر الذات ووميض الجمر وخلاخل النجوم هي امرأة مصنوعة من عبق السحر وحرائق الروح ونجمة السماء آسرة في حضورها وغيابها عند شاعرنا الذي يقطف أكمام الكلام وأجمل الأغنيات لفاتنته فهو يعبر عن أحاسيس فياضة ومشاعر متدفقة وبصور فنية وإيحاءات ودلالات مدهشة انه الوجد وحرائق الروح وجمر الذاكرة عندما يتماهى في امرأة تمشي وفي فمها زغاريد الأمل والمنى هذه سيدة القلب التي لامست شغاف قلب شاعرنا المبدع المتفرد في صوره وأحاسيسه وشعره الذي يذوب عذوبة وجمالا ووجداً بنبض القلب والحلم والكلمات بروح متسامية وآفاق متراحبة وتجليات وتأملات في فضاء قصائده المليئة بدفء العاطفة والإثارة والدهشة بتعبيرات جمالية وأسلوبية وبنائية وتجربة وجدانية من أصدق التجارب لأنها تصدر من أعمق الأعماق ومن نزف الروح ودفق القلب المسكون بالسمو والارتقاء.
إن معجمه الشعري ذو دلالة خاصة فنية ينسجه في رهافة من الحس الجمالي الأخاذ مما طبع شعره بإيحاءات وخلجات تعبيرية وانفعالات ومشاعر محسوسة تتسم بدقة وروعة التصوير كأنها لوحات فنية، إن قصائده يخفق لها الفؤاد وتهفو لها النفوس تقرأها بعين المحب وبعين الرضى فقصائده تتسم بالوحدة الفنية التي تجد فيها الألفاظ الموحية والصور الفنية الموفقة دون محاكاة أو تقليد للآخرين. فهو يرسم بيمينه لوحاته الفنية التشكيلية الأخاذة ومن صميم فؤاده ينسج فيوضه الندية التي تعتمد على الصورة وايحاءاته وإشراقاته الوجدانية الصوفية بطاقة وتشكيلات لغوية شفافة.
وهذا الشاعر محمد الصفى فوجدانية ديوانه "على مشارف شهقة القلب" الشاعر الفنان المتفنن العاشق المتعبد في محراب العشق والجمال والسحر والبهاء يقطف من أكمام الكلام حدائق من الزهور ومن النجوم سحر الجمال وأعذب الكلام.
|| د. محمد الصفى بن عبدالقادر : عضو منهل الثقافة التربوية.

◂يلتزم منتدى منهل الثقافة التربوية بحفظ حقوق الملكية الفكرية للجهات والأفراد وفق نظام حماية حقوق المؤلف بالمملكة العربية السعودية ولائحته التنفيذية. ونأمل ممن لديه ملاحظة على أي مادة في المنتدى تخالف نظام حقوق الملكية الفكرية مراسلتنا بالنقر على الرابط التالي ◂◂◂ ﴿هنا﴾.