من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : أسامة صلاح قراعة.
إجمالي القراءات : ﴿7845﴾.
عدد المشــاركات : ﴿10﴾.

الانتقال من المفهوم التقليدي إلى الحديث للمنهج.
مناهج التعليم الحديثة : هي تخطيط جميع الخبرات التربوية التي يكتسبها التلاميذ داخل وخارج المدرسة لتساعدهم على تحقق النمو الشامل والمتوازن في جميع النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية وتؤهلهم لممارسة أدوارهم الاجتماعية المنشودة.

■ مكونات مناهج التعليم الحديث :
1. المعلم.
2. المتعلم.
3. الإدارة.

■ عناصر المنهج الحديث :
1. الأهداف التعليمية.
2. المحتوي التعليمي.
3. المساعدات والوسائل التعليمية.
4. طرق التعليم - التعلم.
5. التقويم (التقييم ـ الاختبارات ـ المراقبة ـ الإشراف ـ التوجيه والإرشاد).

■ مناهج التعليم التقليدية :
هي جميع الخبرات التربوية والمعلومات المتاحة التي يكتسبها الطلاب داخل المدرسة.

■ مكونات المنهج التقليدي :
1. المعلم.
2. المتعلم.
3. الإدارة.

■ عناصر المنهج التقليدي :
1. المحتوي التعليمي.
2. المساعدات والوسائل التعليمية.
3. طرق التدريس.
4. التقييم ـ الاختبارات.

■ قصة التطور والانتقال من المنهج التقليدي إلى المنهج الحديث :
1. في البداية اعتمد التعليم علي المعلم حيث كانت المعارف والمعلومات قليلة وكان الأمراء والملوك يرسلون أولادهم إلى معلم كفء يتولى مسؤولية (تأديبهم وتعليمهم) وفقاً لرغبة هؤلاء الملوك والأمراء أو القادرين بغض النظر عن مؤهلات وقدرات هؤلاء الأطفال، فكان المعلم ينقل إلى هؤلاء الطلاب كل ما لديه من معرفة ومعلومات فيحفظوا منها ما يستطيعون ويكتسبوا خبرات بقدر استطاعتهم (لا تتعدي خبرة المعلم).
2. وبتطور العلوم والمجتمعات انتقل التعليم إلى مفهوم المدرسة والتي كانت تعتمد أول ما تعتمد علي معارف وخبرات معلم بذاته، وظهرت مدرسة ابن سيناء وابن خلدون ـ علي سبيل المثال ـ والتي كانت تقدم لطلابها كل العلوم والمعارف المتوفرة لدى هؤلاء العظماء في جميع فروع المعرفة المتوفرة في ذلك العصر وكان على الطالب مجهود حفظ تلك المعارف كاملة (حفظ ما لا يستطيع فهمه)، وحتى هذا الوقت كان المعلم يبذل قصارى جهده في استخدام طرق ووسائل ومساعدات التعليم المتاحة وفقاً لقدرات طلابه وكان يقوم المنهج التعليمي ويحدد أهدافه وكانت العملية التعليمية تؤتي ثمارها كما هو الوضع في هذا العصر بالنسبة لمناهج التعليم الحديثة.
3. بتطور العلوم والمعارف وتعدد الفروع العلمية الزيادة الهائلة في حجم المعلومات والاتجاه إلى التخصص، أصبح وضع المعلم بالمدرسة ضعيفاً وتخصصت المدارس وقسم التعليم إلى مراحل حتي ظهرت المدارس التي نعرفها اليوم بمراحلها المختلفة، إلا أن المشكلة التي صادفت تلك المدارس هي التطور السريع وزيادة حجم المعارف وتغير أهميتها بصورة غير مسبوقة، فما كان يدرس بالأمس للطلاب لم يعد الطالب في حاجة إلى تعلمه اليوم، وفي كل يوم تظهر فروعاً وعلوماً جديدة من الأهمية لإضافتها في المقررات وكذا وبالتوازي احتاجت المجتمعات إلى نقل خبرات الثقافة الاجتماعية إلى الطلاب وازداد عدد الطلاب، كل هذا أدى إلى تكدس في المقررات الدراسية وكبر حجمها وعدم وضوح أولويات تقديمها.
4. وفي نفس الوقت كانت الثقافة المدرسية أو التعليمية تعتمد علي (المعلم) في المقام الأول لنقل وتقييم الخبرات المكتسبة للطالب وكانت المواقف التعليمية ذات اتجاه واحد في نقل تلك الخبرة من المعلم إلى الطالب، حتي زاد المجهود والعبء الملقي علي عاتق المعلم مالا تطيقه قدراته وطاقته، وهكذا قل وضعف دور المعلم في عملية نقل الخبرة وأصبحت طاقته غير كافية لإتمام عملية التعليم وأيضاً تعددت المعلمين المتعاملين مع الطالب، واختلفت وجهات نظرهم وتوجهاتهم، مما أدى إلى ضعف عملية التعليم ككل.
5. نظراً لتطور علم النفس التعليمي واهتمام العلماء بمشاكل التعليم والمدرسة ودراستها، تم توجيه النقد للمدرسة واطلق علي تلك المدارس التي تعتمد علي المعلم بصفة أساسية والتي تكدس محتواها الدراسي بدون هدف محدد والتي لا تشارك الطالب (المتعلم) كعضو فاعل في الموقف التعليمي، (بالمنهج التقليدي القديم) نظراً لتقادم هذا المنهج وعدم صلاحيته مع متطلبات هذا العصر.
6. وبتطور علم الإدارة تم وضع وتصميم مفهوم جديد لمناهج التعليم يتفق وعلم النفس ونظريات التعليم - التعلم وهو ما نعرفه اليوم بـ (مناهج التعليم - التعلم أو مناهج التعليم الحديثة) والتي تعتمد علي مفهوم نقل الخبرات وتوجيهها، أي التحكم وتوجيه عملية التعلم (الذاتية)، والتي تهتم وتعتمد في المقام الأول علي الطالب واحتياجاته وأدواره وفروقه الفردية، وتعتبر المعلم وسيلة مساعدة لإتمام العملية التعليمية يمكن تقليصها إلى حدها الأدنى ليقوم بدور المرشد والموجه في عمليات (التعليم الذاتي).

وبذلك فإن المفهوم التقليدي للمنهج لم يكن سيئ في زمنه إلا أنه غير صالح لهذا الزمن، ومهما تغير المنهج التعليمي دون التوجه إلى مساعدة الطالب وإعداده للاعتماد علي نفسه في انتقاء واكتساب الخبرة ليكون اللاعب الأول في عملية التعليم ومن ثم إعداد المعلم لمساعدة الطالب وتوجيهه التوجيه الفعال الهادف وبدون برنامج تقويم، فسيظل المنهج تقليدي مهما اختلف شكل الوسائل والمساعدات والطرق التدريس.