من أحدث المقالات المضافة في القسم.

علي أحمد باهيثم.
عدد المشاركات : 27
1442/12/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿2661﴾﴾

خيانة المعلم.
إن الأصل في كل ولاية أن تسند إلى القوى الأمين، فالقوة سبب وجودها، والأمانة سبب دوامها وصلاحها. والمعلم له ولاية على من هو في معيته من طلابه ومن يجلس إليه. فأما القوة في باب التعليم فتكون بملكة يقتدر بها على نشر العلم النافع المثمر للعمل الصالح. وأما الأمانة فتكون بمراعاة جملة من المسائل من بينها :
١- أن يجلس للتعليم مخلصاً لله قاصدا نفعهم. فإن أول الخيانة أن يتخذهم مطية لشهواته أو سلما لهرم تطلعاته من طلب شهرة أو صدارة.
٢- أن يراعي في تعليمهم حاجتهم (واجب وقتهم)، فمن الخيانة أن يعلمهم ما يسد به نقص نفسه دون ما هم بحاجته.
٣- أن يبدأ معهم بصغار العلم قبل كباره، فمن الخيانة أن يكلفهم ما لا يطيقون؛ فيفسد عليهم قلوبهم، ويبدد طاقاتهم، ويضيع أوقاتهم.
٤- أن يعلمهم الأدب كما يعلمهم العلم، فمن الخيانة أن يسد جوعهم ويتركهم عراة؛ فالعلم غذاء، والأدب ستر وزينة.
٥- عليه أن يعلمهم بالمجان بلا فروض طاعة ولا هالات قداسة، فمن الخيانة أن يتخذهم جنداً وعساكر؛ فقوله (لذاته) معلم وليس بملزم.

هذه إشارات تدل على أخواتها.
والموفق من المعلمين من لازم اتهام نيته واستشعار ضعفه، فطريق التعليم كالنفق المظلم تاه فيه خلق كثير ضاعت فيه أعمارهم واستنفدت فيه طاقاتهم ولم يخرج منه إلا من صحب معه قناديل الربانية بفتيل الإخلاص.
والله هو الموفق والهادي.
|| علي أحمد باهيثم : عضو منهل الثقافة التربوية.