من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

متلاعبون ﴿2777﴾.
ظلم الأحبة ﴿5408﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿2560﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

الحمد لله حمداً يرتفع ولا ينقطع حمداً لا يحول ولا يزول والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى والخليل المجتبى محمد بن عبدالله وعلى آله الكرام الطاهرين وصحابته الغر الميامين، أما بعد.
فموسى وهارون من رسل الله ومع هذا غضب موسى من هارون لعدم اتباعه له يوم ظل بني إسرائيل فقال موسى كما قص الله ذلك عنه : (قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ۝ أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) (طه : 92 - 93) فتأمل بماذا اعتذر هارون (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) (طه : 94) هذا السبب خشي أن يكون اتباعه له مما لا يريده موسى؛ لأنه سيتبعه ناس ويبقى آخرين فيكون فيه تفريق لبني إسرائيل، فلما جر موسى برأس أخيه إليه قال هارون لأخيه مذكراً له بقضية مهمة (فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (الأعراف : 150).
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قتل بعض المنافقين حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه. ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم راعى مصالح عظيمة في هذا منها اتقاء شماتة الأعداء.
وفي الدعاء الثابت (اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء).
وفي دعاء آخر (اللهم احفظني بالإسلام قائماً واحفظني بالإسلام قاعداً ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً).
فالقرآن والسنة تنبه المسلم على قضية مهمة ينبغي له مراعاتها وعدم ترك مجال لها ألا وهي (شماتة الأعداء) والعدو الحقيقي هو عدو دينك؛ لكن إذا أُبتلي الإنسان بعداوات أخرى فماذا يصنع ؟
فالعاقل يحرص أن لا يشمت به عدو دينه ولا أي عدو آخر.
فهل غاب عن المسلمين أن للإسلام أعداء ؟
وهل غاب عن بعض الدعاة وطلبة العلم أن للدعوة أعداء ؟
وهل غاب عن أبناء الوطن أن للوطن أعداء ؟
وهل غاب عن الإخوة وأبناء العم أن لهم أعداء ؟
وهل غاب عن الزوجين أن لهم أعداء ؟