من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : صفوان محمود عولقي.
إجمالي القراءات : ﴿10138﴾.
عدد المشــاركات : ﴿10﴾.

الأسس العلمية لتصميم البرامج الرياضية ــ نشرة ثقافية.
■ البرنامج :
هو أحد عناصر التخطيط المهمة والتي بدونها تكون عملية التخطيط غير قابلة للتنفيذ وعاجزة عن تحقيق أهدافها المرجوة، فهو عنصر أساسي لتحديد مسار العمل، ويعد عملية مستمرة وحجر الزاوية الذي يوضح خطوات سير العمل لتحقيق هدف محدد، وبذلك يمكن الوصول باللاعب إلى المستوى اللائق وضمان نجاح العمل بدقة.

ويعرف البرنامج بأنه : مجموعة المواقف والخبرات التي يمكن من خلالها لـ (الأخصائي ــ المشرف ــ المدرب المعلم) من تغيير سلوك الفرد عن طريق تهيئة الفرص له لممارسة أنشطة هادفة.

■ أهمية البرامج :
1- إشباع احتياجات الأفراد.
2- تنمية مهارات الأفراد وإكسابهم خبرات جديدة.
3- إيجاد علاقة تعاونية وإكسابهم روح الفريق.
4- وقاية الشباب.
5- التربية المتكاملة للشباب (بدنياً - عقلياً - نفسياً - اجتماعياً).

ومن البديهي أن الأساس الذي يبنى عليه أي برنامج يختلف باختلاف الهدف الذي يرجى تحقيقه من هذا البرنامج، والهدف الاجتماعي العام من تنظيم البرنامج هو إبراز شخصية الفرد ليصبح مواطناً اجتماعياً صالحاً عن طريق نشاط حر منظم يقوم به الفرد تحت إشراف قيادة مهنية صالحة رشيدة.

■ وتشمل الأهداف التي ينبغي أن تحققها البرامج العامة ما يأتي :
1. ضمان اشتراك أكبر عدد من الأفراد في أوجه النشاط حتى لا تقتصر الفائدة على عدد قليل، وعلى ذلك يمكن قياس مدى نجاح البرامج على درجة الإقبال على الاشتراك فيه، وحتى نضمن تحقيق أكبر فائدة ممكنة بأقل مجهود وأقل تكاليف وأقصر وقت ممكن.
2. إتاحة الفرصة لكل فرد لكى يروح عن نفسه بالتنفيس عن الرغبة المكبوتة وهذا يعتبر هدفاً وقائياً ضد الانحراف وسوء التكيف الناتج عن أنواع الصراع النفسى.
3. إتاحة الفرصة لاكتشاف القدرات الكامنة والاستعدادات والمهارات الخاصة عند الأفراد للعمل على تنميتها وتشجيعها وليس معنى هذا الاهتمام بفئة محدودة من الأفراد هم أصحاب الخبرات والكفاءات وإهمال الآخرين فكل إنسان فيه ناحية أو أكثر من نواحي الامتياز ومهمتنا إتاحة الفرصة له ليكتشف نفسه ويعرف قدراته ونعمل نحن على صقل هذه القدرات والمهارات.
4. تنمية الهوايات المرجوة لدى الأفراد وخلق هوايات جديدة وتوسيع الآفاق الفكرية والعلمية.
5. إتاحة الفرصة لتدريب الأفراد على ممارسة فن الحياة فنعينه على اكتساب المرونة اللازمة التي تساعده على التكيف في الحياة الاجتماعية وعلى تكوين العلاقات الطيبة والصفات الحميدة اللازمة في حياة الإنسان والتركيز على بيان الفوارق الشاسعة بين الصالح والطالح منها كالتفرقة بين التعاون والانطواء وبين الاعتماد على النفس والاتكالية .. وهكذا.
6. تدعيم أسس الحياة الديمقراطية السلمية التي تكتسب بالتلقين وإنما بالممارسة العملية في جميع مراحل العمر.
هذه هي الأهداف التي ينبغي أن تحققها البرامج، كما إن هناك أهداف أخرى كثيرة يحتاجها الفرد مثل الولاء وعواطف الزمالة والمنافسة الشريفة وتكوين المثل العليا إلى غير ذلك.

■ أهم المبادئ الواجب مراعاتها عند وضع البرامج :
عملية وضع البرامج ليست بالسهولة التي يتصورها الكثير من الناس فإن هناك كثيراً من المبادئ يجب مراعاتها قبل التفكير في هذه العملية وأن تجاهل هذه المبادئ أو بعضها يؤدى دائماً إلى فشل البرنامج وعدم تحقيقه لأغراضه.
وهذه المبادئ هي :
1. تحديد الأهداف والأغراض : عند وضع برنامج للتربية الرياضية يجب تحديد الأهداف والأغراض لهذا البرنامج، ولا شك أن هذه الأهداف والأغراض توضع في ضوء الفلسفة العامة للدولة، وعلى ضوء هذه الفلسفة نستطيع أن نحدد الخبرات التربوية، وطرق التدريس الملائمة ،للأنشطة المختلفة لبرنامج التربية الرياضية.
2. دراسة خصائص الأفراد : تمتاز كل مرحلة من مراحل النمو بمميزات خاصة وتختلف باختلاف أعمارهم، ونتيجة لخصائص النمو والتفاعل مع البيئة التي نعيش بها، لابد عند وضع برنامج التربية الرياضية أن نراعى حاجات الأفراد ضمن أسس اختيار الأنشطة وبذلك يقبلون على نشاطهم في حماسة وقوة.
3. فهم الأفراد : من المعروف أن الفرد كثير الاحتياجات متقلب النزاعات لذلك يجب أن تصنف البرامج حتى يكون في الاستطاعة دائماً إشباع حاجات الأفراد وتشجعهم على الإقبال عليها، وإقبال الفرد على البرامج يدفعه إلى حياة أسمى، فالبرامج الرياضية تساهم في تقويم جسمه ومرونته وإكسابه روحاً رياضية سامية والبرامج الثقافية يجب أن تحببه القراءة لتزيد من معلوماته.
والبرامج الاجتماعية تساعده على تكوين علاقات مع الغير وتعاونه على أن يعبر عن رأيه بصراحة يعرف ما عليه من واجبات فيؤديها وماله من حقوق فيطالب بها.
4. البيئة ومستوى البرامج : يجب عند وضع البرامج أيا كان نوعها أن تكون في مستوى يتناسب مع بيئة الأفراد فلا يصح وضع برامج في مستويات أعلى بكثير من مستويات الأفراد حتى لا ينتقل الفرد طفرة واحدة من مستوى بيئته إلى مستويات غريبة عنه، لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن تراعى الظروف الاقتصادية والاجتماعية القائمة في البيئة حتى توضع البرامج المناسبة على ضوئها.
5. الديمقراطية في وضع البرامج وتنفيذها : مساهمة الأفراد في وضع وتنفيذ البرامج يجعلها ممثلة تماماً لميول الأفراد ورغباتهم ويأتي ذلك عن طريق المشاركة وتبادل الرأي والتعبير عن الرغبات في صراحة تامة وحرية كاملة.
6. مراعاة الزمان والمكان : من البرامج ما يحتاج إلى مكان وزمان معينين فبعضها لا يصلح تنفيذه إلا في أماكن خلوية وبعضها يحتاج إلى شواطئ وهذا غالباُ فيما يتعلق بالرحلات والمعسكرات مثلاً، فإذا كان البرنامج يتطلب مكاناً غير متوفر في المدرسة أو المؤسسة فينبغي دراسة كل موارد البيئة المحيطة واختيار أصلحه لتنفيذ البرامج.
7. السن والجنس : تمتاز كل مرحلة من مراحل النمو بمميزات خاصة وتختلف ميول الأفراد باختلاف أعمارهم هذا يتبعه بلا شك اختلاف البرامج في كل مرحلة عن الأخرى، والجنس كذلك عامل مهم يجب أن يراعى عند وضع البرامج فالمجتمع بما يفرضه من قيود على أحد الجنسين وخاصة الإناث تحرمه تقاليدنا من أنواع كثيرة من النشاط، ومن المعروف عادة أن الأولاد والبنات يلعبون معاً ويشتركون في برامج واحدة حتى سن معين والولد يميل إلى الألعاب الرياضية العنيفة التي تتطلب مجهوداً جسمانياً والبنت تميل إلى أوجه نشاط تتطلب رشاقة وخفة.
8. عدد المشتركين في البرامج : يجب عند وضع البرنامج معرفة الأفراد الذين سيوضع لهم هذا البرنامج في الجماعة وكذلك الضيوف أو المقترحين إذا كان البرنامج يوضع لحفل عام أو مهرجان ما تفشل بعض الحفلات والمهرجانات لضيق المكان وقلة المقاعد وغير ذلك.
9. الوقت والتنظيم العام : يجب أن يبدأ وينتهى البرنامج في الوقت المحدد فلذلك يريح المشتركين في البرنامج ويزيد تقدير واحترام الجمهور للمؤسسات التي أقامت البرنامج، ويجب أيضاً تفادى الاستراحات الطويلة أو الفترات الميتة بين عناصر البرنامج فتنظيم البرنامج من حيث الترتيب والتنويع والتنفيذ أمر هام للغاية يتطلب خبرة واسعة ودراسات شاملة، وفى هذه الحالة البرامج العامة الخاصة بالدورات والمهرجانات الرياضية فإن الأمر يتطلب تشكيل لجان للإشراف على تنفيذ الخطة الموضوعة.