من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عثمان أيت مهدي.
إجمالي القراءات : ﴿5291﴾.
عدد المشــاركات : ﴿33﴾.

ظاهرة غياب الطلاب قبل (الإجازة ــ الاختبارات) «2».
■ مداخلة : ظاهرة غياب الطلاب قبل (الإجازة ــ الاختبارات).
للدكتور عادل عمر بصفر بداية أشكرك سيدي على شجاعتك في طرح موضوع ظاهرة الغياب قبل الإجازة.

■ كما أشكر تحليلك ومنهجيتك في إبراز الظاهرة ومحاولة إيجاد الحلول لها، هذه الظاهرة التي تعدّ في الآونة الأخيرة من الأهمية بمكان، وذلك للأسباب التالية :
1. اعتقادي قبل قراءة هذا المقال أنّ الظاهرة خاصة بالمدرسة الجزائرية.
2. حسب المقاييس التربوية العالمية، يدرس التلميذ ما مقداره ثمانية وثلاثين أسبوعاً في السنة، كما ما هو معمول به في اليابان، ألمانيا ودول أخرى. إذا قمنا بعملية حسابية، وحذفنا أيام الأعياد وغياب التلاميذ قبل العطلة وبعدها، وغياب الأستاذ بمبرر أو دونه، نجد على أكثر تقدير عدد الأسابيع التي يدرسها التلميذ عندنا لا تتجاوز الثلاثين في السنة الدراسية.
3. إخفاء عيوب المدرسة في كثير من الأحيان إرضاء للمسئولين المتقوقعين داخل مكاتبهم، ولا يرغبون في معرفة ما يجري خارجها كلّ شيء على ما يرام، وكلّ شيء يسير بانتظام.

قبل قراءتي لهذا المقال، اعتقدت أنّ الظاهرة خاصة بالمدرسة الجزائرية، فنحن نوقف السنة الدراسية بعد امتحانات الفصل الثالث التي تبدأ عموماً في الأسبوع الأول من شهر ماي، وتنتهي في منتصفه، وتخلو مدارسنا بعد ذلك، من التلاميذ إلى غاية بداية شهر سبتمبر، ناهيك عن غيابات التلاميذ بعد الامتحانات مباشرة ما بين الفصلين، كلّنا في الهمّ شرق، قد تكون هذه الظاهرة متفشية في دول عربية أخرى، لا يجرؤ أصحابها على إبرازها للعيان، ليتمكن المسئول والوالد والمواطن بصفة عامة من التشهير بها والضغط على المسئولين المعنيين من إيجاد الحلول المناسبة لها، أو لضعف اطلاعي عمّا يجري في كثير من الدول العربية.

أمّا قولك بأنّ الأساتذة يشجعون التلاميذ صراحة أو تلميحاً على الغياب في هذه الفترات، فهذا صحيح، وأوافقك الرأي، لكن تأكد أنّ هنالك تواطؤ المديرين مع الأساتذة صراحة أو تلميحاً على تفشي هذه الظاهرة، ولا أستبعد تواطؤ مديري التربية مع مديري المؤسسات التربوية في تعميم هذه الظاهرة على المستوى الوطني، وإلا كيف يعقل أن يتمكن الأستاذ بمفرده تعميم ظاهرة على مستوى قطر بأكمله ؟

التعليم ببلادنا يعاني الأمرين، ضعف المناهج، وتهاون المسئولين، قد لا نحمّل المسئولية للتلاميذ وأوليائهم وهم ضحايا منظوماتنا التربوية الفاشلة، بقدر ما يتحملها المسئول الأول على الوصاية والحاشية الدائرة به من مستشارين ومديرين مركزيين الذين لا همّ لهم سوى الجلوس على الكراسي المريحة في المكاتب الواسعة، بالهواتف الثابتة والمتنقلة، وتبادل المصالح باستغلال النفوذ.