×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • الثقافة الإعلامية : الثقافة العامة.
    • سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان والكفالة في العالم العربي في حوار خاص.
    • عذاب قوم هود : تنوع التعبير ووحدة المعنى - تأملات.
    • علي بن أبي طالب : الخليفة الرابع.
    • الثقافة التسلسلية : الثقافة العامة.
    • إدارة الأزمات : الأزمة التعليمية - أنموذجاً.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الجنائية.
    • المملكة العربية السعودية : التاريخ.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الإدارية.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الطلابية.

    الرئيسية.

    ■ 30- قسم : المُنوَّعات الثقافية «2».

    د. أحمد محمد أبو عوض
    د. أحمد محمد أبو عوض.
    إجمالي المشاركات : ﴿736﴾.
    1445/12/01 (06:01 صباحاً).

    قصة : عدالة السماء والسائق اليمني.

    ■ بينما كنت معلماً في عامي 1996 - 1997م بالجمهورية اليمنية الشقيقة (بعد عمل 21 عاماً بالمملكة العربية السعودية الشقيقة أيضاً) سمعت قصة غريبة - يشيب لها الطفل الرضيع - ممن عاشوا وسمعوا تلك القصة الواقعية بأحداث مجرياتها الحقيقة أو سمعوا تفاصيل مشاهدها لقطة بلقطة، لكن الأغرب من ذلك أنني عندما قرأت كتاباً عريقاً للواء العراقي والكاتب الإسلامي الشهير (محمود شيث خطاب) وقرأت به بعض القصص كدت أقول في نفسي (وأنا خالياً بنفسي مغترباً عن أهلي وفلذات كبدي في ساعات قليلة بعد صلاة العشاء بمسجد باب اليمن الشهير بالعاصمة الشاهقة "صنعاء" وقد قيل بالأمثال - لا بد من صنعاء وإن طال السفر - نظراً لوداعة وطيب أهلها وعذوبة مائها الطبيعية، فقد قرأت اسطر القصة بنهم شديد لم أعهده في نفسي سابقاً لأن دموع عيوني ترقرقت قسراً وجبراً بالدموع، نظراً لمطابقة رواية الكاتب الكبير وما سمعته أذناي من كلمات شفوية، وكذلك لما في القصة من لقطات سينمائية حقيقية).
    ولطالما اتفقت الرواية المكتوبة مع الروايات الشعبية الشفوية، فبلا أدنى شك أن وقائع وأحداث القصة حقيقية 100%، بل أنك - أيها القارئ الكريم - ستعتبر نفسك محقاً وشاهداً حقيقياً على رؤية تلك اللقطات - والفيديو - بلا أدنى شك وبلا أي حاجب أمام عينيك مهما بلغت رقة ودقة سماكة ذلك الحاجب فأحداث القصة تقول :
    بينما كان سائق تكسي الأجرة (س) ينتظر الركاب في برحة (موقف السيارات) في صنعاء في وقت متأخر من الليل بالركاب إلى عدن، لم يحضر إليه أحد بتاتاً وعندما هم بالعودة إلى بيته في عدن والعودة فارغ الحمولة، فإذا براكب واحد يريد السفر والعودة إلى عدن لأمر هام بالليل، فأخذ السائق (س) يتدلل على مقدار الأجرة المحددة من نقابة السواقين والحكومة اليمنية الرسمية على مقدار معين لكل راكب - حسب وسيلة السفر التي يرغب الركوب بها - فطلب السائق من هذا الراكب الوحيد أجرة السيارة كاملة، فنظراً لاضطراره لهذا السفر في هذا الوقت المتأخر من الليل، فاتفقا على أن الراكب يقوم بدفع جميع ما معه قبل الوصول ثم عند الوصول إلى عدن أن يكمل للسائق بقية وكامل الأجرة المتفق عليها بين الطرفين - شفوياً كأمانة وعهد الرجال للرجال - فسارا معاً بالسيارة وأخذا يتبادلان الحديث بينهما ليقطعا زمن السفر (على نحو ما قال شنٌّ لصاحبه : أتحملني أم أحملك ؟ وقصة وافق شنٌّ طبقة معروفة للجميع ولا أريد الإطالة) وعندما علم السائق وسط الطريق بأن هذا الراكب من أغنى تجار اليمن شمالاً وجنوباً دخل الشيطان بنفسه مخترقاً جميع جوانب وجدران الإنسانية السميكة.
    طلب الراكب من السائق أن ينزل ليقضي حاجته الخاصة أثناء السفر - البول أعزكم الله - فوقف السائق بعد مسافة على جانب الطريق المحاذي لجبل يطل على وادٍ سحيق من الجهة الأخرى للشارع والطريق الرئيس المعبد - صنعاء - إب - عدن (ومنطقة إب وكأنها قطعة من جبال أوروبا أو لبنان الخضراء طول العام)، وطلب من الراكب أن ينزل في مكان بعيد بالوادي ليستتر عن أعين الناس المارة - لاحظ أن الليل حالك وفي آخر الليل !
    فما أن نزل الراكب واختفى عن أعين الراكب على الشارع والطريق العام، فقام السائق بالنزول واغلق سيارته بإحكام وبعد دقائق وهو يراقب الراكب. فبعد أن فرغ من قضاء حاجته وأراد العودة للسيارة ليواصل المسير مع هذا السائق وحدهما ليس معهما إلا الله تعالى. نزل السائق للوادي وطلب من الراكب كامل أجرة السيارة واتهمه بأنه مماطل وبما أنه من أغنى تجار الدولة كاملة فلا يعقل أن يكون بلا (دولارات وليس ريالات يمنية فقط) فأقسم له بأغلظ الأيمان بأنه لا يملك إلا بعض أجرة الفندق الذي سينام به حتى ينبلج الفجر ويذهب إلى مقصده ومبتغاه لإتمام الصفقة التجارية ثم يعطيه بقية أجرة السيارة وسيكرمه زيادة عن المتفق بينهما، لكن السائق لم يصدقه وأخذ يضربه بالحجارة و (الجنبية - الخنجر اليمني المعقوف) والدماء تسيل من الراكب بلا أدنى رحمة أو شفقة ولا مغيث له في هذا الليل الدامس .. فبكل قساوة قلب وجفاء شديد تركه جثة هامدة تنزف حتى فارق الحياة ؟ نعم فقد صدق الأخوة الأشقاء عندما قالوا : (لقد كان سابقاً أن الشقيق يقتل أخاه من أجل ريال يمني واحد فقط لا غير) ولكن الكثير سوف يسأل : أين الله رب السائق ورب الراكب ورب الليل ورب النهار ورب كل شيء ؟
    ثم تابع السائق مسيره إلى عدن ووصل قبل الصباح بلحظات فنام نوماً عميقاً وطويلاً إلى قرب صلاة المغرب تماماً، من طول السهر بالليل كاملاً، ولأن الشيطان قد بسط رحاله وأقدامه وجلس جلسة "أحمدية كما يقولون باللهجة الشعبية" فلم يؤنبه ضميره بأدنى كلمة وكأنه لم يحدث معه ليلة البارحة أي شيء بتاتاً.
    ونظراً لكثرة سيارات الأجرة واستعمال اغلب الركاب لباصات النقل الحكومي العام ونظراً لفارق السعر بين أجرة التاكسي والباص العام، فلم يأته دور التحميل (وكما يقولون السِرى - بكسر السين) إلا في نفس الساعة والدقيقة المشابهة لليلة السابقة (لحكمة أرادها الله تعالى ودرساً وعبرة لجميع خلقه بكل زمان ومكان) فأراد الله أن تكتمل سيارته بالركاب كاملة ؟ ويعود فرحاً مستبشراً بالحصول على كامل الأجرة .. لكن ؟ وما أدراك ما لكن !
    فقد حشره البول (أعزكم الله) في نفس مكان موقف السيارة ليلة البارحة، فاستأذن الركاب بأنه سوف ينزل لقضاء الحاجة ؟ وهو في قرارة نفسه أراد أن يعرف مصير ذلك القتيل البريء - راكب ليلة البارحة - المظلوم، فما أن وصل إليه وأراد أن يجلس بجانبه وجده قد فارق الحياة تماماً - ولا يعرف عنه إلا الله تعالى - فخلع سرواله وأراد أن يبدأ بالتبول ليلاً في نفس حلكة الليل الدامس حتى ؟
    حتى ينسل ثعبان أسود مملوء بالسم الزعاف يلدغه لدغة المنتقم من الرب المنتقم فيصل السم الزعاف إلى قلبه بثوان معدودات ويتركه جثة هادمة بدون أية استغاثة بتاتاً. ثم تمضي الدقائق تلو الأخرى والركاب ينتظرون قبطان سيارتهم. فيتفق الركاب على أن ينزل اثنان منهم معاً ويعرفون سبب التأخر عنهم وتركهم وحدهم في سيارته بمدة تجاوزت نصف الساعة - على أكثر تقدير من الروايات الشعبية - فيجدون المفاجأة الكبرى .. رجل مدوخ بالحجارة ومضروب بالجنبية عدة ضربات قاتلة ؟ ورائحة جيفة وجثة مقتولة. وبجانبه (قبطانهم وسائق سيارتهم الواقفة بانتظاره) إذن هناك علاقة بين الميتين. فينتشر السبق الصحفي كانتشار النار بالهشيم.
    هنا تتضح الحقيقة ويظهر الحق (نعم أنها .. عدالة السماء) !
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.