من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد صالح باجحزر.
إجمالي القراءات : ﴿8005﴾.
عدد المشــاركات : ﴿43﴾.

العلاقة المالية بين الزوجين.
■ سوف أتناول عنصر مهم في هذا الجانب ألا وهو : راتب الزوجة عندما تكون موظفة تعمل وتتقاضي راتب شهري مقابل عملها. هل يحق للزوج أن يأخذ شيء منها ؟

■ معشر الأحبة :
المال نعمة من الله تعالى وزينة قال تعالى : (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) (الكهف : 46) والمال أيضاً فتنة كما أخبر ربنا عز وجل قال تعالى : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (التغابن : 15).

■ والسؤال هنا متى يكون المال نعمة وزينة ؟ ومتى يكون فتنة ؟
يكون المال نعمة وزينة إذا أحسن المسلم سواء كان رجل أو امرأة استخدام ذلك المال فيما يقربه من ربه عز وجل.
ويكون بالمقابل فتنة ومصيبة على من أساء استخدامه في الطرق المحرمة.
وسوف يُسأل كل منا عن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه ؟ يقول صلى الله عليه وسلم : (قال لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم) رواه الترمذي : ج4 / ص612.
والمال كما قال عنه السلف الصالح رضوان الله عليهم : حلاله حساب, وحرامه عقاب, نسأل الله تعالى السلامة والعافية.
وقد بدأت بهذا المقدمة لتأصيل مبدأ الفهم الصحيح الشرعي للمال.
ومن هنا نلاحظ أن علاقة الزوج بالزوجة هي علاقة إيمانية قائمة على الكتاب والسنة فما وافق النهج الصحيح قبلناه, وما خالف النهج الشرعي رفضناه. فإذا كانت الزوجة تعمل وتتقاضي راتب شهري هنا يأتي السؤال : وقد تنشأ المشكلة الأسرية بين الزوج والزوجة لأن الزوج قد يطمع في مال زوجته. الأصل أن النفقة على الزوج وقد اتفق أهل العلم على ذلك.
يقول الله تعالى : (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) (الطلاق : 6) وقال سبحانه : (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق : 7) والآيات في هذا الباب كثيرة جداً وكذا الأحاديث النبوية.

■ ولكن هل يحق للزوج أن يأخذ من مال زوجته ؟
قال العلماء : إذا كان الأخذ بطيب نفس وبالمعروف والإحسان بين الزوجين فلاشيء في ذلك ولكن إذا كانت الزوجة لا ترغب في إعطاء زوجها شيء من مالها فلا يجوز عند ذلك أن يأخذ الزوج من المال لأن أخذه يصبح حرام.

■ معشر الأزواج الكرام :
العلاقة الزوجية لا تبني على المال, ولكن تبنى على الحب والتضحية والمودة والرحمة والألفة بين الزوجين.
والقوامة التي جعلها ربنا عز وجل للرجل على المرأة قال تعالى : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء : 34) هذه القوامة تكون بحسن التصرف وحسن النفقة وحسن العشرة.
والمرأة كذلك إذا كانت تعمل وهذا العمل يسبب لها ولبيتها التقصير عليها أن تنفق من مالها حتى تُكمل هذا النقص وعليها كذلك إن كان زوجها ضعيف الحال قليل الدخل المالي. فعليها أن تساعده وأن تقف معه ولا تبخل عليه ولا على بيتها, ولذلك نجد بعض الشباب عندما يرغب في الزواج يفكر في المرأة التي تعمل حتى تساعده في شؤون الحياة. فمتى قام كلا من الزوج والزوجة بحقوقه الشرعية التي له والتي عليه تحققت بإذن الله تعالى السعادة الأسرية لهما.

■ وأختم فأقول :
يا معشر الأزواج المال وسيلة وليس غاية, وليكن المال في اليد ولا في القلب فإن المال إذا دخل إلى القلب أظلمه, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.