
إبراهيم علي سراج الدين
عدد المشاركات : ﴿42﴾
التسلسل الزمني : 1441/11/01 (06:01 صباحاً)
عدد القراءات : ﴿4350﴾
النقد بين القبول والرد.
◄ النقد من الأمور التي يكرهها الكثير من الناس، ولا يُتلقى برحابة الصدر إلا عند أصحاب النفوس العلية، ولا يُرد إلا عند أصحاب النفوس السقيمة، والنقد من مقومات المسيرة الصحيحة في الحياة فمتى انعدم اختل النظام الصحيح وكان مصير الأمم رجوعاً إلى الوراء، إذ كلٌ يعمل على هواه ولا ثمة تصحيح، وتحت عنوان النقد إجمالاً الناس فيه طرفان بين قبول ورد.
ففي الجملة القبول لا يكون إلا من نفس صافية عليَّة تسعى إلى الرقي والسمو بالذات أو بالفكر أو بالمنطق، والرد لا يكون إلا من نفس مريضة بها علل وآفات، تعشش فيها الخوارم والمنغصات، تخشى الفضيحة وتُحبُّ المظاهر والخديعة.
والنقد قد يكون حقاً وقد يكون باطلاً وخطأً، والحقُّ قد يكون بناءً وقد يكون جارحاً، فإن كان بناءً فلا يرده إلا جاهلٌ مغرور، وإن كان جارحاً فلا يقبله إلا صاحب نفس تناطح قمم الجبال وتحاذي في العلو السحاب. والباطل والخطأ قد يكون بناءً (كما قد يتصوره صاحبه) وقد يكون جارحاً، فإن كان الأول، يُردُّ بعلمٍ إن كان خطأً ويُردُّ بحلمٍ إن كان باطلاً ولا يقبله إلا جاهلٌ أو غبي وإن كان جارحاً، فإنه يُردُّ على وجه صاحبه وإلا كما قال تعالى : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (الشورى : 40) والعفو والإصلاح أعلى مرتبة ولا أظنُّ أن هناك أحدٌ يقبل هذا النوع بملء إرادته إلا أن يكون مستضعفاً أو مكرها.
■ لفتة :
النقد الصائب الجارح لا يزيد ممن تقبله إلا الرفعة إذ الحكمة ضالة المؤمن أنَّا وجدها أخذ بها ولا يهم الأسلوب. لكن الأهم أن نكون قد صححنا الخطأ ولن يُقال : فلان جرح ولكن يُقال : فلان رجَّاعٌ إلى الحق، رزقني الله وإياكم حسن السيرة والسريرة.
|| إبراهيم علي سراج الدين : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ النقد من الأمور التي يكرهها الكثير من الناس، ولا يُتلقى برحابة الصدر إلا عند أصحاب النفوس العلية، ولا يُرد إلا عند أصحاب النفوس السقيمة، والنقد من مقومات المسيرة الصحيحة في الحياة فمتى انعدم اختل النظام الصحيح وكان مصير الأمم رجوعاً إلى الوراء، إذ كلٌ يعمل على هواه ولا ثمة تصحيح، وتحت عنوان النقد إجمالاً الناس فيه طرفان بين قبول ورد.
ففي الجملة القبول لا يكون إلا من نفس صافية عليَّة تسعى إلى الرقي والسمو بالذات أو بالفكر أو بالمنطق، والرد لا يكون إلا من نفس مريضة بها علل وآفات، تعشش فيها الخوارم والمنغصات، تخشى الفضيحة وتُحبُّ المظاهر والخديعة.
والنقد قد يكون حقاً وقد يكون باطلاً وخطأً، والحقُّ قد يكون بناءً وقد يكون جارحاً، فإن كان بناءً فلا يرده إلا جاهلٌ مغرور، وإن كان جارحاً فلا يقبله إلا صاحب نفس تناطح قمم الجبال وتحاذي في العلو السحاب. والباطل والخطأ قد يكون بناءً (كما قد يتصوره صاحبه) وقد يكون جارحاً، فإن كان الأول، يُردُّ بعلمٍ إن كان خطأً ويُردُّ بحلمٍ إن كان باطلاً ولا يقبله إلا جاهلٌ أو غبي وإن كان جارحاً، فإنه يُردُّ على وجه صاحبه وإلا كما قال تعالى : (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (الشورى : 40) والعفو والإصلاح أعلى مرتبة ولا أظنُّ أن هناك أحدٌ يقبل هذا النوع بملء إرادته إلا أن يكون مستضعفاً أو مكرها.
■ لفتة :
النقد الصائب الجارح لا يزيد ممن تقبله إلا الرفعة إذ الحكمة ضالة المؤمن أنَّا وجدها أخذ بها ولا يهم الأسلوب. لكن الأهم أن نكون قد صححنا الخطأ ولن يُقال : فلان جرح ولكن يُقال : فلان رجَّاعٌ إلى الحق، رزقني الله وإياكم حسن السيرة والسريرة.
|| إبراهيم علي سراج الدين : عضو منهل الثقافة التربوية.