◄ الإلحاد في الحرم : ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم.
■ قال تعالى : (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) (الحج : 26)، الإلحاد هنا : قيل الشرك، وقيل : الشرك والقتل، والمراد الميل بالظلم، وقيل معناه : صيد حمامة، وقطع شجرة ودخوله في غير إحرام، وقال بعضهم : هذا الشرك بالله وعبادة غيره في الحرم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما المعنى : أن تستحل من الحرام ما حرم الله عليك من قتل من لم يقتل، وظلم من لم يظلم، وقيل : هو احتكار الطعام بمكة.
وَقَالَ النَّيْسَابُورِيُّ : المَعْنَى : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ مُرَاداً مَا جَائِراً عَادِلاً عَنِ القَصْدِ ظَالِماً، وَتَدُلُّ هَذِهِ الآيَةُ الكَرِيمَةُ عَلَى أَنَّ الإِنْسَانَ يُعَاقَبُ عَلَى مَا يَنْوِيهِ مِنَ المَعَاصِي بِمَكَّةَ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهُ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ : ((لَوْ هَمَّ رَجُلٌ بِقَتْلِ رَجُلٍ وَهُوَ فِي هَذَا البَيْتِ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ (مَكَانٌ بِأَقْصَى اليَمَنِ) لَعَذَّبَهُ اللهُ))، وَهَذَا الإِلْحَادُ وَالظُّلْمُ يَجْمَعُ المَعَاصِيَ مِنَ الكُفْرِ إِلى الصَّغَائِرِ، فَلِعِظَمِ حُرْمَةِ المَكَانِ تَوَعَّدَ اللهُ عَلَى نِيَّةِ السَّيِّئَةِ فِيهِ، وَمَنْ نَوَى سَيِّئَةً وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ يُحَاسَبْ عَلَيْهَا إِلاَّ فِي مَكَّةَ.
فقه الإلحاد : مادة شرعية.