
خالد صالح الغامدي
عدد المشاركات : ﴿16﴾
التسلسل الزمني : 1436/08/15 (06:01 صباحاً)
عدد القراءات : ﴿4211﴾
في العلوم الإدارية : بين إدارتين.
◄ انتشر مؤخراً، وبسبب ظروف التوسعة الكبيرة التي يشهدها بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وظروف التخطيط العمراني الجديد لمهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية مدينة مكة المكرمة ـ ممثلاً في إزالة العقارات لصالح المشاريع التنموية والتوسعة المذكورة ـ تحويل عدد كبير من المدارس إلى الفترة المسائية، وإلحاقها بالمباني الحكومية أو المستأجرة مشاركة مع المدارس الصباحية بنفس المبنى.
ومن هنا تبدأ عناصر الموضوع الرئيسية والمراد طرحها هنا، لعلنا نجد منها الفائدة من خلال إبداء رأيكم وطرح تعليقاتكم المفيدة، لعلنا نوجه رسالة سامية لبعض الزملاء مديري المدارس ـ الذين لديهم حساسية مفرطة لدرجة المشكلة التي تؤرقه ـ بمجرد إبلاغه بأن ضيفاً ثقيلاً سوف يأتي لمشاركتك المبنى !
■ أحبتي :
لقد سمعت كثيراً من بعض الزملاء بأنه قد يصل الخلاف بين إدارتين مدرسيتين يتشاركوا المبنى المدرسي للتلاسن والتشابك، ليس إلا لأن الأخير سيشارك الأول المبنى الذي وفرته الدولة للجميع خدمة للطلاب والعملية التعليمية والتربوية بوجه عام وليس ملكا لأحد إطلاقاً !
تبدأ المشكلة منذ توجه الضيف ـ الثقيل ـ للسيد مدير المدرسة ـ صاحب المبنى الأساسي ـ بهدف التنسيق معه لاستلام المبنى في الفترة المسائية، فتطول النقاشات وتتوتر الأعصاب وتختلف وجهات النظر، حتى في بعض الأحيان يتدخل مكتب التربية والتعليم بالقطاع الذي تتبعه المدرستين، لحل القضية التي أخذت أكبر من حجمها بسبب بعض العقليات مع الأسف ! ثم تنتهي هذه المرحلة ــ ولله الحمد ــ بالصلح، وعلى مضض يتم استلام المبنى بعد جهد كبير جداً ! ولكن ؟
تبدأ الدراسة الفعلية، وتبدأ المعمعة، وكل يوم يأتي المراسل يفيد بعدة ملاحظات ــ من مدير المدرسة الصباحية إلى مدير المدرسة المسائية ــ والعكس صحيح ــ من مدير المدرسة المسائية إلى مدير المدرسة الصباحية ـ، ولعل أبرز المناقشات : إن طلابكم يكتبون على الماصات، وطلابكم غيروا معالم الصف الدراسي، وإن المعلمين لديكم لا يستخدمون أقلاما من النوع الممتاز للسبورة، كما أننا لاحظنا وجود بعض الأوراق التي تنمي على عدم حرصكم على نظافة المبنى والعناية به، كما أن طلابكم قاموا بتمزيق بعض اللوحات الحائطية، وغيرها من الملاحظات التي لا ينتهي دوام اليوم الدراسي لكلاهما إلا وقد دب المرض في نفوس الجميع، ناهيك عن المشاحنات النفسية التي تصيب بالإحباط والكراهية للجميع. فلماذا كل هذه التفاهات ؟
■ أحبتي :
إن المبنى المدرسي ـ حكومياً كان أو مستأجراً ـ حق مشاع للجميع، وقد وفرته الدولة ـ حفظها الله ورعاها ـ لخدمة العلم وطلابه، فليس لأحد ـ كائناً من كان ـ الحق أن يتحكم به، أو يفرض عليه قرارات لا يتم فرضها إلا على أملاكه الخاصة، ومن واجب كل قائد تربوي أن يحافظ على عهدته الرسمية ولكن يجب التعامل مع الزميل الضيف والعكس بشكل راقي جداً، فنحن مجتمع تربوي فلماذا لا يكون هناك توأمة في مجريات العمل التربوي، وذلك من خلال عقد اجتماع مشترك بين الإدارتين، والتعامل بكل أريحية وتعاون مثمر هدفه التشارك في حمل الرسالة وتأدية الأمانة بكل إخلاص وتفان، مع متابعة العمل اليومي بين الإدارتين بحصر السلبيات ومعالجتها بالطرق الإيجابية وتحديد العهد الرسمية وتداولها بينهما مثل المعامل والمختبرات وغيرها من المرافق المهمة جداً خصوصاً بالمرحلة الثانوية مع متابعة المحافظة عليها من الإدارتين والحرص الشديد على سلامتها ومخاطبة الجهات المعنية صاحبة العلاقة في حال الاحتياج لصيانتها والاهتمام بها وعدم الخوف بتاتاً من شبح العهدة الرسمية، فمثل ما أنها عهدة رسمية فأنها وجدت لخدمة الطلاب والمعلمين فيجب أن نعي ذلك ونسخرها لخدمتهم ولو لزم الأمر فإن جميع الإدارات والأقسام وبعد مخاطبتهم رسمياً، وللأمانة فإنهم يستجيبوا سريعاً لحل أي مشكلة مع عدم سؤالهم عن المتسبب في حال الخوف من ذلك من قبل الإدارتين.
■ وفي الختام :
أود أن أهمس للجميع بأن العمل يسير وفق توفيق الله سبحانه وتعالى ثم بجهود المخلصين ولن يبقى إلا السيرة الطيبة والأخلاق الفاضلة والقائد الرائع هو ذلك الشخص الذي يكسب ود الجميع ومحبتهم وتقديم يد العون والدعم والمساندة للجميع حتى يستطيع أن يقابل بالمثل ومن بعدها تبقى الذكرى الطيبة والسيرة العطرة.
|| خالد صالح الغامدي : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ انتشر مؤخراً، وبسبب ظروف التوسعة الكبيرة التي يشهدها بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وظروف التخطيط العمراني الجديد لمهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية مدينة مكة المكرمة ـ ممثلاً في إزالة العقارات لصالح المشاريع التنموية والتوسعة المذكورة ـ تحويل عدد كبير من المدارس إلى الفترة المسائية، وإلحاقها بالمباني الحكومية أو المستأجرة مشاركة مع المدارس الصباحية بنفس المبنى.
ومن هنا تبدأ عناصر الموضوع الرئيسية والمراد طرحها هنا، لعلنا نجد منها الفائدة من خلال إبداء رأيكم وطرح تعليقاتكم المفيدة، لعلنا نوجه رسالة سامية لبعض الزملاء مديري المدارس ـ الذين لديهم حساسية مفرطة لدرجة المشكلة التي تؤرقه ـ بمجرد إبلاغه بأن ضيفاً ثقيلاً سوف يأتي لمشاركتك المبنى !
■ أحبتي :
لقد سمعت كثيراً من بعض الزملاء بأنه قد يصل الخلاف بين إدارتين مدرسيتين يتشاركوا المبنى المدرسي للتلاسن والتشابك، ليس إلا لأن الأخير سيشارك الأول المبنى الذي وفرته الدولة للجميع خدمة للطلاب والعملية التعليمية والتربوية بوجه عام وليس ملكا لأحد إطلاقاً !
تبدأ المشكلة منذ توجه الضيف ـ الثقيل ـ للسيد مدير المدرسة ـ صاحب المبنى الأساسي ـ بهدف التنسيق معه لاستلام المبنى في الفترة المسائية، فتطول النقاشات وتتوتر الأعصاب وتختلف وجهات النظر، حتى في بعض الأحيان يتدخل مكتب التربية والتعليم بالقطاع الذي تتبعه المدرستين، لحل القضية التي أخذت أكبر من حجمها بسبب بعض العقليات مع الأسف ! ثم تنتهي هذه المرحلة ــ ولله الحمد ــ بالصلح، وعلى مضض يتم استلام المبنى بعد جهد كبير جداً ! ولكن ؟
تبدأ الدراسة الفعلية، وتبدأ المعمعة، وكل يوم يأتي المراسل يفيد بعدة ملاحظات ــ من مدير المدرسة الصباحية إلى مدير المدرسة المسائية ــ والعكس صحيح ــ من مدير المدرسة المسائية إلى مدير المدرسة الصباحية ـ، ولعل أبرز المناقشات : إن طلابكم يكتبون على الماصات، وطلابكم غيروا معالم الصف الدراسي، وإن المعلمين لديكم لا يستخدمون أقلاما من النوع الممتاز للسبورة، كما أننا لاحظنا وجود بعض الأوراق التي تنمي على عدم حرصكم على نظافة المبنى والعناية به، كما أن طلابكم قاموا بتمزيق بعض اللوحات الحائطية، وغيرها من الملاحظات التي لا ينتهي دوام اليوم الدراسي لكلاهما إلا وقد دب المرض في نفوس الجميع، ناهيك عن المشاحنات النفسية التي تصيب بالإحباط والكراهية للجميع. فلماذا كل هذه التفاهات ؟
■ أحبتي :
إن المبنى المدرسي ـ حكومياً كان أو مستأجراً ـ حق مشاع للجميع، وقد وفرته الدولة ـ حفظها الله ورعاها ـ لخدمة العلم وطلابه، فليس لأحد ـ كائناً من كان ـ الحق أن يتحكم به، أو يفرض عليه قرارات لا يتم فرضها إلا على أملاكه الخاصة، ومن واجب كل قائد تربوي أن يحافظ على عهدته الرسمية ولكن يجب التعامل مع الزميل الضيف والعكس بشكل راقي جداً، فنحن مجتمع تربوي فلماذا لا يكون هناك توأمة في مجريات العمل التربوي، وذلك من خلال عقد اجتماع مشترك بين الإدارتين، والتعامل بكل أريحية وتعاون مثمر هدفه التشارك في حمل الرسالة وتأدية الأمانة بكل إخلاص وتفان، مع متابعة العمل اليومي بين الإدارتين بحصر السلبيات ومعالجتها بالطرق الإيجابية وتحديد العهد الرسمية وتداولها بينهما مثل المعامل والمختبرات وغيرها من المرافق المهمة جداً خصوصاً بالمرحلة الثانوية مع متابعة المحافظة عليها من الإدارتين والحرص الشديد على سلامتها ومخاطبة الجهات المعنية صاحبة العلاقة في حال الاحتياج لصيانتها والاهتمام بها وعدم الخوف بتاتاً من شبح العهدة الرسمية، فمثل ما أنها عهدة رسمية فأنها وجدت لخدمة الطلاب والمعلمين فيجب أن نعي ذلك ونسخرها لخدمتهم ولو لزم الأمر فإن جميع الإدارات والأقسام وبعد مخاطبتهم رسمياً، وللأمانة فإنهم يستجيبوا سريعاً لحل أي مشكلة مع عدم سؤالهم عن المتسبب في حال الخوف من ذلك من قبل الإدارتين.
■ وفي الختام :
أود أن أهمس للجميع بأن العمل يسير وفق توفيق الله سبحانه وتعالى ثم بجهود المخلصين ولن يبقى إلا السيرة الطيبة والأخلاق الفاضلة والقائد الرائع هو ذلك الشخص الذي يكسب ود الجميع ومحبتهم وتقديم يد العون والدعم والمساندة للجميع حتى يستطيع أن يقابل بالمثل ومن بعدها تبقى الذكرى الطيبة والسيرة العطرة.
|| خالد صالح الغامدي : عضو منهل الثقافة التربوية.