من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

متلاعبون ﴿2779﴾.
ظلم الأحبة ﴿5409﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عواض مبارك الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿3487﴾.
عدد المشــاركات : ﴿35﴾.

في الثقافة المجتمعية : زمان الصمت.
■ يقول الله تعالى : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ۝ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد). قال بن كثير في تفسيرها أي : ما يتكلم بكلمة (إلا لديه رقيب عتيد) أي : إلا ولها من يرقبها، معد لذلك يكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى : {وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون}.
فهل هذا يعني ألا نتكلم فالقضية رقابة ربانية لا تنفع معها حيلة وقد وُكل بها من هم أهل لذلك.

■ القضية يا فضلاء :
ليست الدعوة للصمت ومنع الكلام بل هي أن نتكلم ولكن لا نتكلم إلا بخير وقد روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ‏".‏

■ فانظر يا رعاك الله :
كيف بدأ بالكلام فقل خيراً وإذا لم تستطع قول الخير فاصمت.
لقد امتن الله على الخلق بأمو عدة منها اللسان فقال في سورة البلد (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ).
ومعاذ الله أن يخلق شيئاً عبثاً فقد خلق اللسان والشفتين وجل مدار الكلام إن لم يكن كله بهما وما خلق الله ذلك باطلاً بل لنتكلم لا لنصمت ولكن لا نقول إلا خيراً.
ومن رحمة الله بنا وفضله علينا نحن معشر المسلمين أن الحسنة بعشر أمثالها ويضاعفها الله إلى سبعمائة حسنة لمن يشاء روى الإمام مسلم (اِذَا اَحْسَنَ اَحَدُكُمْ اِسْلاَمَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِعَشْرِ اَمْثَالِهَا اِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ) وأن الكلام بحرف واحد من القرآن الكريم حسنه فقد روى النسائي (سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ‏‏).‏
ولا يمكن استقصاء أبواب الخير الناتجة عن الكلام فهل نصمت ؟

■ يا رعاك الله :
ليست دعوة لتلجم نفسك وتمتنع عن الكلام ولكنها دعوة للتفكير فيما تود قوله وتعرف زمان الصمت كما تعرف زمان الكلام فتفكر قبل أن تتكلم ومن حكم الصينيين (ليت لي عنق زرافة قيل لماذا قال : حتى إذا أردت الكلام تأخذ الكلمة وقتا قبل خروجها وأفكر فيها) أما العرب فقالت (رب كلمة قالت لصاحبها دعني) وهذا يعني فكر قبل أن تتكلم وقالوا (إذا كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب).

■ يا رعاك الله :
هيا بنا نتحدث في كل خير وننبذ ما سواه فالرقيب مستعد والعتيد فنحن أمام اختيار ما بين حرف ثوابه عشر حسنات ويضاعف الله لمن يشاء وإذا لم نسطع ذلك فالسلامة كل السلامة في الصمت.