بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد محمد الزهراني.
إجمالي القراءات : ﴿3749﴾.
عدد المشــاركات : ﴿29﴾.

قيس بن الملوح : عاشق أسطوري.
من منا لا يعرف قيس بن الملوح الذي أحب ابنة عمه ليلى العامرية التي حرموه الزواج منها فهام بها عشقاً حتى فقد عقله وقال فيها من الشعر ما تغنت به الأجيال في عالمنا العربي على امتداده وأصبح مضرب المثل في العشق العفيف الرائع.

■ قيس بن الملوح ذلك العاشق الأسطوري ـ كيف مات ؟
يقول الرواة أن شيخاً من بني مرة التقى بقيس بعد انعزاله في الصحراء وبعده عن الناس يقول ذلك الشيخ : ذهبت أبحث عنه فأخبرني أحد أصدقائه المقربين إليه قائلاً إذا رأيته فادن منه ولا تجعله يشعر أنك تهابه فإنك إن فعلت فسيتهددك ويتوعدك أو يرميك بحجر فأنه أن فعل ذلك فاجلس صارفا بصرك عنه فإذا سكن فأنشده شعراً غزلاً من شعر قيس بن ذريح حبيب لبنى لأنه معجب به وبشعره.
يقول ذلك الشيخ أمضيت يومي من الصباح الباكر باحثا عن ذلك العاشق الهائم حتى وجدته عصر ذلك اليوم جالسا يخط على الرمل بأصبعه وحين دنوت منه نفر مني نفور الوحش من الأنس فأعرضت عنه حتى سكن وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه :
ألا يا غراب البين ويحك نبني =بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر بشيء علمته =فلا طرت إلا والجناح كسير
يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه : لقد أحسن والله ذلك الشاعر ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
كأن القلب ليلة قيل يفدى =بليلى العامرية أو يراح
قطاة غرها شرك فباتت =تجاذبه وقد علق الجناح
ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلا : بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أخرى لقيس بن ذريح هي :
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا =حذارا لما قد كان أو هو كائن
وماكنت أخشى أن تكون منيتي =بكفيك الا أن من حان حائن
يقول ذلك الشيخ : أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه والله لقد أحسن ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي =بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة =وخلفت ما خلفت بين الجوانــح
وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربنا غزاله تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى عن ناظري ويواصل ذلك الشيخ قصته قائلا : في اليوم التالي عدت إلى نفس المكان على أمل أن التقيه فوجدت امرأة وقد وضعت طعاما في المكان الذي كان يجلس فيه قيس وانقضى ذلك اليوم دون أن يأتي قيس، ومضت 3 أيام لم أره فيها فأخذ أهله يبحثون عنه وأنا معهم دون جدوى.
وفي اليوم الرابع وبعد سير طويل في الصحراء للبحث عنه وجدناه في وادي كثير الحجارة وهو ميت فوقها، يقال بأنه بعد أنتشار خبر وفاة قيس بين أحياء العرب لم تبق فتاة من بني جعدة ولا بني الحريش إلا خرجت حاسرة الرأس صارخة عليه تندبه وأجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وشاركهم في ذلك كافة قبيلة حبيبته ليلى العامرية حيث حضروا معزين وأبوها معهم وكان أشد القوم جزعا وبكاء عليه وهو يقول : ما علمنا أن الأمر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثة.