من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. رائد أمين كردي.
إجمالي القراءات : ﴿2766﴾.
عدد المشــاركات : ﴿7﴾.

لكل منا يرى أنه قد وضع كل إمكاناته المالية والزمانية والذهنية في تربية وتوجيه أبنائه بالشكل الصحيح، والكل حتما سعى لأن يكون أبناؤه خيرا منه خلقا ونهجا ومسلكا ووصولا، ولكن في لحظة ما قد نشعر بأنا قد أخفقنا ولكن هل شعورنا هذا صحيح ؟

التربية هي ممارسات تراكمية قد تكون منتظمة وقد تكون خلاف ذلك ولكن لا نغفل أن التربية فعليا تتعرض لتجاذبات مختلفة من عناصر كثيرة جدا خارج الدائرة الصغيرة المتمثلة في الأسرة، ولا نغفل أبدا أن هناك تفاوت في شخصيات الأبناء وميولهم وقدراتهم ورغباتهم، وهذا ما يجعل المهمة أكثر صعوبة.
‏بعد مسيرة طويلة قد ترى انحرافا واضحا عن المسلك الذي رسمته لأبنائك، فلا تستعجل بالحكم قبل أن تحلل أسباب هذا الانحراف، وهل هو مقبول أو مواكب لمرحلتهم هم، مثل الأزياء التي ترفضها أنت وتراها مقززة وغير مناسبة وقصات الشعر والسلاسل وخلافه أم أن هذا الانحراف يمس الأخلاق أو السلوك؟

الأخلاق هي الممارسات الوجدانية والسلوك هو الترجمة العملية لهذه الممارسات.
‏⁧‫التأهيل التربوي‬⁩ موضوع طويل يبدأ بك أنت لأن ابنك الذي قد وصل إلى العشرين أو الثلاثين أو حتى الخمسين من عمره قد تراه أنت في موضع بعيد تماما عما كنت تتمناه له من حيث السلوك أو الأخلاق فهل فات وقت التربية؟

ما فات هو وضع البذور ولكن أنت تستطيع أن تهذب الأغصان أو أن تعالج ما عطب من الثمار ولكن ليس كما كان في السابق فرضا وقسرا أو حتى توجيها ونصحا. أنت بحاجة لتحديد موقعك على خارطة المجتمع حتى تتمكن من تحديد نقطة الانحراف.
‏مثلا :ولدي وصل عمره ٤٠ عاما وهو لا يصلي، كيف تعالج ذلك؟
قد ترى أن الأمور قد أغلقت ورفعت الأقلام وجفت الصحف وقد ترى أن دورك أصلا قد انتهى ولم يعد بيدك ما تقدمه، ومن البديهي تسليمنا بأنك لا تهدي من أحببت ولكن الخوف والحب والحرص على سلامة أبنائنا يعيد إلى أذهاننا فكرة إعادة ⁧‫التأهيل التربوي‬⁩، وأننا بحاجة لاستعادة سلطة التوجيه بشكلٍ مختلف.

♦ تحديد المشكلة الأكثر ظهورا.
‏♦ مواجهة الابن بالمشكلة ونتذكر أن كلمة ابن هنا لا ترتبط بالعمر.
‏♦ التركيز على العاطفة أكثر من العقل مهم في هذه المرحلة (ما بعد سن ١٨ سنة).
‏♦ استجلاب الخير من باب أنه أمر سيدخل في نفسك السعادة.
‏♦ لا تحدث ابنك عن نفعه بل عن رغبتك الخاصة.

■ النقطة الأخيرة مهمة :
‏لا تطلب من ابنك في مرحلة إعادة ⁧‫التأهيل التربوي‬⁩ أمرًا من باب أنك تريد مصلحته لأنه يرى أنه أدرى الناس بمصلحته ولكن اطلب منه أن يقوم بهذا الأمر لأنه يسعدك فقط
‏نسأل الله أن يصلحنا وأن يصلح أبناءنا وكل من نحب.