أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. محمد الصفى بن عبدالقادر.
إجمالي القراءات : ﴿3240﴾.
عدد المشــاركات : ﴿65﴾.

المغرب : حسن انعنيعة ــ فنان تشكيلي يحاكي عبق الزمن الجميل ويحول الحنين لقوة واستمرارية.
■ يعتبر الفنان التشكيلي حسن انعنيعة ابن عاشقة المجانين مدينة آزمور من أهم الأسماء التي بصمت اسمها في ساحة الفن التشكيلي بالمغرب من خلال أعمال أبهرت نقاد هذا الفن والمعجبين به، فنان كون ذاته بذاته بعد أن عشق الرسم وعشقته الألوان والديار.
حسن انعينيعة فنان عصامي وجد ضالته في التعبير الصباغي لممارسة هوايته الفنية إلى جانب هوايته الإبداعية في مجال كتابة القصة القصيرة والسيناريو، أبان عن قدرة جامحة على توظيف ذاكرته الاستيعابية انطلاقا من مسقط رأسه إلى عوالم أخرى عبر ربوع المملكة، محولا إياها إلى مشاهد ومناظر أغنت الذاكرة الفنية والمتجلية بالخصوص في أسوار وأبراج المدن العتيقة وأبوابها ومساجدها وعادات وتقاليد أهلها، بطابع مزج فيه ما بين التقليدي والمعاصر، بحبكة وهوية متميزة خاصة به، جاعلا من المتلقي يسبح من خلالها في فضاءات وعوالم تكاد تكون منسية. وبصيغة أخرى فهو بأعماله ولوحاته يخرجنا من سكوننا، ويعيدنا إلى الزمن الجميل والإحساس المرهف الساكن في دواخلنا، عبر تلك الألوان التي تختزل عبق التاريخ وسحره الجذاب.
يتميز الفنان حسن انعنيعة بأسلوبه الواقعي موضوعا ولونا وضوءا وظلا، أسلوب نقرأه من خلال لوحة أسوار مدينة آزمور وقلاع الجنوب ورماله الذهبية، وكذا من خلال المرأة المغربية في أزهى أيامها وحلتها، والشيخ و ... جاعلا من ريشته أداة حاكية ومعبرة، له إسهامات بارزة في مسيرة الفن التشكيلي المغربي، فضلا عن مشاركاته المتعددة في العديد من المحافل والمعارض داخل المغرب وخارجه، ما جعله محط اهتمام من قبل العديد من المهووسين بهذا الفن، كما حصل على مجموعة من الشواهد التقديرية تكريما واعترافا لأعماله ومشاركاته في عدد من المناسبات الاجتماعية والوطنية والخيرية، وبما أنه يمزج بين سحر الكتابة وسحر الألوان فقد دخل غمار تجرِبة فريدة في الساحة الفنية من خلال تأليفه لكتاب حاول من خلاله أن يجمع فيه نحو 100 فنان تشكيلي برزوا بشكل لافت في الساحة الوطنية وآخرين يشقون طريقهم بكل تميز، منهم الأكاديميون والعصاميون، تجربة يحاول من خلالها أن يكون هذا المؤلف "سلسلة المبدعين المغاربة" وثيقة تاريخية ومرجعا يعتمد عليه كخير سلف لخير خلف.
يقول الفنان التشكيلي حسن انعنيعة : إنه من ضروريات حياته الفنية التي يعتمد عليها هي اللون والشكل المعاصر، يحاول أن يقدم فنا معاصرا يحاكي الزمن الجميل الذي ولى، وحلمه أن يصل إلى العالمية، مما جعله يبحر في عوالم المدارس الفنية المعاصرة الانطباعية الواقعية والتجريدية، وعندما أصبحت قادراً على التعبير بهما عن الموضوعات المختلفة التي شدته، حولها إلى أعمال فنية، تحاكي الطبيعة و المخزون التراثي، وبدأت المسيرة، بلوحات كرسائل فنان ذات دلالات بليغة. يريد أن يقول لنا من خلالها إن علينا ألا نكتفي فقط بالحنين إلى الماضي ولكن يجب أن تستمد منه طاقتنا وحيويتنا من أجل الاستمرار.