من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : يوسف نور الزبير شمس الحق.
إجمالي القراءات : ﴿2827﴾.
عدد المشــاركات : ﴿36﴾.

خلال أداء مناسك الحج : رفقاً بالغريب.
■ موقف :
أثناء خروجي من المسجد بعد صلاة المغرب مساء البارحة، استوقفني أحد الحجاج متسائلاً : هل تتحدث الإنجليزية ؟ فكانت إجابتي بالإيجاب.
ليطلب مني رقم (البوليس) الشرطة فسألته مندهشاً ! وماذا تريد ؟! قال : لأقدم شكوى ضد هذا المكتب - يقصد مكتب الخدمة الميدانية المعنية بتقديم الخدمة له - !
جلست معه لأفهم منه الحالة، وبمعرفة التفاصيل اتضح لي أن المشكلة، مكمنها يعود إلى - ضعف التواصل - فشرحت له ملابسات الأمر، ليقتنع ويعدل عن فكرته !

■ التعليق :
على امتداد السنوات السابقة التي تشرفت فيها بخدمة ضيوف بيت الله الحرام، واجهت الكثير من الحالات المشابهة، والتي ترد إلى عدم القدرة على التواصل، وسوء فهم وجهات النظر إلى جانب الجهل بالأنظمة والتعليمات. وأصابع الاتهام توجه دائماً إلى طرفي معادلة تقديم الخدمة. كل طرف يتهم الطرف الآخر ولا حل لتلك المعادلة في مجموعات الأعداد بعلم الرياضيات !
يقع الحاج بين طرفي مقدمي الخدمة، بالطرف الأول : بعثة الحج أو منظم قدوم الحجاج (الحملداري) أو من يمثلها. والطرف الأخر : مكاتب الخدمات الميدانية ومؤسسات الطوافة وهي جهات تابعة لإشراف وزارة الحج.
يحدث الكثير من الخلط حتى بين العامة من أبناء مجتمعنا - من يكون بعيداً عن هذا الميدان - ولا يدرك ماهية وحقيقة النظام وآلية العمل. فيلقي باللائمة على هذا الطرف أو الطرف الآخر.
في الوقت نفسه يتهم كل طرف الآخر بالتقصير، بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك من قذف بالنصب والاحتيال.
تقوم كافة الجهات الحكومية والخدمية ذات العلاقة بتقديم الخدمة للحجاج - وهي شبكة كاملة من الوزارات والهيئات والمؤسسات - بإقرار التعليمات والضوابط، وهي منبثقة عن الخبرات الميدانية والحالات السابقة. وتهدف في نهايتها إلى هدف واحد محدد : (خدمة الحاج) وتذليل كل العقبات وتيسير تلقي الخدمة من قبل المستفيد النهائي : الحاج والمتبصر والمدقق البسيط لهذه التعليمات يدرك هذه الحقيقة ظاهرة.
إلا أن ضعف التواصل وكيفية شرح تلك للأطراف المعنية - أو سوء التنفيذ من قبل البعض أحياناً - يؤدي إلى رمي الاتهامات، ولا عقار ناجع له إلا زيادة في جرعات التواصل، بلغات يفهمها الكل.