بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : ناصر محمد العُمري.
إجمالي القراءات : ﴿3552﴾.
عدد المشــاركات : ﴿4﴾.

المشرف التربوي وصناعة المعلم الإيجابي.
الإيجابية صفة مؤثرة وفعالة في النفس، تحرك طاقات الفرد للعمل المتقن الذي يفيد المجتمع.
ويظل المعلم من أكثر أصحاب المهن حاجة للامتلاء بالطاقة الإيجابية وصناعته واحده من المهمات التي يجب أن تلفت إليها الجهات المعنية بإعداد المعلم وكذلك الجهات المعنية بالتعليم حالياً. لأننا نعيش في زمن التحولات التي تلقي بظلالها على واقعنا التربوي والتعليمي وهي كفيلة بخلق مناخات غير إيجابية تجعل من المعلم محبطاً وتنخفض لديه الإيجابية فيتحول مؤدي لا أكثر, فيما هذه المهنة تتطلب ممن يؤديها أن يكون قادراً على الوفاء بالحد الأعلى من متطلباتها ومن بينها الإيجابية لأنها هي التي تفجر طاقات المعلم وتشحذ همته ليبدع ويعطي بنشاط وحيوية وفاعلية ليس لها حدود، وتجعل منه معلماً يذلل الصعاب والظروف مهما ساءت، ويستثمر الواقع ويسخر الطاقات كبيرها وصغيرها لتحقيق الإنجازات العظيمة المتمثلة أساساً في بناء الإنسان.

● إيجابية المعلم تظهر وتتجسد فيما يلي :
• أولاً ـ إيجابية المعلم نحو نفسه : وتشمل تطويره لذاته بكافة الوسائل كالدراسة النظامية والقراءة وحضور الندوات والدورات وورش العمل.
• ثانياً ـ استمرارية الحديث الإيجابي والتفكير الإيجابي : لينعكس سلوكاً إيجابياً في واقع حياته الشخصية والعملية، والبعد عن المؤثرات السلبية التي تنمي التفكير السلبي والسلوك السلبي والهيمنة السلبية على واقعه بِرُمَّته.
• ثالثاً ـ إيجابية المعلم نحو عمله : يشمل تقيده بأوقات العمل، والبعد عن الكسل، والتزامه بجودة العمل وإتقانه، والتخطيط الجيد والتنفيذ الملائم، والحفاظ على الممتلكات ووسائل العمل، والتعامل الحسن مع الزملاء والمديرين.
• رابعاً ـ إيجابية المعلم نحو طلابه : تواصله معهم والاستماع إليهم، وتقبل اختلاف مستوياتهم، وتنوع أمزجتهم، وتعدد سلوكاتهم، والحرص على تربيتهم وتعليمهم بأحسن الطرق والوسائل، وتقديم النصح لهم، وتشجيعهم على التعلم وتعزيزهم، وتهيئة بيئة آمنة تشعر المتعلم بالاطمئنان.
• خامساً ـ إيجابية المعلم نحو مجتمعه ومشاركته في صنع حاضر ومستقبل وطنه.
• سادساً ـ قادر على خلق مناخ إيجابي يساهم في تكوين العقل الديناميكي الذي لا يؤمن بالأحادية والجمود.
• سابعاً ـ يتميز بالعقلانية والتنوع والتعدد بما يحقق التماسك الذي هو ضرورة حتمية للبقاء ولمواجهة تحديات العصر وتحديات العولمة وترسيخ مفاهيم وقيم التفكير العلمي، تأكيد التفاعل الإنساني والإقرار بالجماعية وإعلاء قيمة الحوار والعمل الجماعي.

ولأن المعلم لن يكون إيجابياً دون قدر كاف من التأهيل والتدريب فأن الأمر يتطلب العمل على صناعة هذا النوع من المعلمين عبر الورش التدريبية والمداولات الإشرافية واللقاءات المتنوعة التي يجب أن تكون ضمن أجندة المشرف التربوي.