من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿2254﴾.
عدد المشــاركات : ﴿722﴾.

تأملات شخصية في قوله تعالى : (رب المشارق والمغارب).
كثيراً ما قرأت قوله تعالى : (رب المشارق والمغارب) وقرأت ما ذكره علماء الفلك حول تعدد المشارق والمغارب بلغة علمية فلكية دقيقة قد لا يفهمها العامّة. وقد هداني الله من خلال تأمل يومي بسيط لمشاهدة هذه الآية رأي العين، وأدعوكم معي للتأمل :
أجلس كل يوم في مقعدي مقابل النافذة التي تطل على جهة الشرق واستوقفني أمر وهو أن الشمس تتحرك في كل يوم عن مكانها التي كانت عليه في اليوم السابق وقد لا ننتبه لهذا الأمر في يوم واحد ولكني راقبت المسألة لعدة شهور وإذا بها تتحرك في مسار امتد من بداية حافة النافذة اليمنى لنهاية حافة النافذة اليسرى خلال أشهر الصيف والشتاء ثم تعود للمسار الأول وعرض نافذتي لا يتجاوز المتر بكثير فقلت سبحان الله ! صدق تعالى : (رب المشارق والمغارب) تأمل بسيط وصلت به إلى حقيقة هذه الآية وهذه دعوة مني للجميع بتطبيق هذه التجربة حتى تستمتعوا برؤية عظيم خلق الله تعالى وحسن إحكامه لهذا الكون العظيم.
آيات الله الكونية التي دعانا لنتأمل فيها لا تحتاج منا نحن العامّة أكثر من تأمل دقيق في حياتنا اليومية وما حولنا في هذا الكون الفسيح الذي سخّره الله تعالى لبني البشر، فهلاّ خصصنا دقائق قليلة في يومنا لنتأمل هذا الكون وما فيه لنتعرف على عظمة الخالق دون الحاجة إلى قراءة مجلدات في الإعجاز العلمي والعددي وغيره !
وهذا الذي يرى هو السبب في طول النهار وقصره، وهذه المشارق والمغارب في كل يوم بحيث تشرق كل يوم من مكان يختلف عن اليوم الذي قبله وكذلك الغروب.
وهناك مشارق ومغارب في اليوم الواحد في كل ثانية فالشمس إذا أشرقت في مكان فإنها في نفس اللحظة قد غابت عن مكان آخر، وهكذا "يقلب الله الليل والنهار" و" يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا" "رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".

يقول الله تعالى في كتابه العزيز : (رب المشرق والمغرب) ويقول سبحانه أيضاً : (رب المشرقين ورب المغربين) ويقول أيضاً : (رب المشارق والمغارب).
فما الفرق بين هذه الآيات الثلاثة ؟ وما هو مدلول كل واحدة منها ؟
أما الأولى : (رب المشرق والمغرب) فهي اتجاه الشرق كله واتجاه الغرب كله على هيئة العموم.
أما التثنية في قوله تعالى : (رب المشرقين ورب المغربين) فهي مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغرب الشتاء ومغرب الصيف.
أما المشارق والمغارب : فهي على ما ذكرت فإن لكل يوم مشرق ومغرب يختلف عن سابقه بمطلع وخفوق مختلف.
أما التثنية في قوله تعالى : (رب المشرقين ورب المغربين) فهي مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغرب الشتاء ومغرب الصيف.
ولكن، ما تقول في قوله : (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين ؟).
هل هو مشرق الصيف ومشرق الشتاء إذن كم المسافة بينها هل هي مسافة كبيرة جداً أو لا ؟
أو أن المشرقين يراد بهما المشرق والمغرب ؟
أو المراد بعد المشرقين وبعد المغربين ؟