من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

متلاعبون ﴿2770﴾.
ظلم الأحبة ﴿5406﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : علي شويمي المطرفي.
إجمالي القراءات : ﴿5272﴾.
عدد المشــاركات : ﴿5﴾.

النفاق البيئي : داء خلقي ونقص نفسي.
■ يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (مثَلُ المنافق كمثل الشَّاة العاثرَة بين الغنَمَين، تَعِير إلى هذه مرَّة، وإلى هذه مرة) رواه مسلم.
كيف يمكن للمرء أن يقول ما لا يفعل ؟ وما النفاق الاجتماعي أو البيئي إلا جواباً واضحاً شافياً لذلك السؤال ؟ لماذا ننزل الناس أعلى من منازلهم ؟ ومهما كانت تلك المنازل، سواء على مستوى المجتمع الصغير الكائن فيه أو المجتمع الأكبر، فلكل إنسان في هذه الدنيا تكريم، وتكريمه أنه إنسان، وما يجول بخواطر البشر من إيجابيات دون مجاملات على مستوى تلك المسميات هي شمس الحقيقة، فكل ما اقترب الإنسان من شخص ما أو حاول ذلك ليس لمحبة فيه ولا معزة، بل لمنفعة وبهرجة يطول الحديث عنها.
فلا أدري أهذه العادات باختلاف مسمياتها تعد آفة أم ظاهرة أم جريمة اجتماعية محلية، حيث تعدت أسوار العمل وانتشرت بين البشر من مختلف فئاتهم وأعمارهم، فأصبح المطبلون يكثرون، والمنافقون يزدادون بزيادة هذه النوعية من النفاق المحلي، فنجد تلاعباً بالألفاظ وتودداً لمن لا يستحق أحياناً ومن ذلك تأتي فكرة ارتداء الأقنعة المزيفة والملونة لإعطاء صورة غير واقعية للواقع الحقيقي الصادق، فالذين يخدمون أوطانهم ومحبيهم لا يفرضون على من حولهم السيادة، وإن كانوا محقين في ذلك، فدع الناس هم الذين يقولون ويتحدثون بما صنعت ولا تبادر بذكر ما فعلت، ومن هنا كان انتشار تلك الآفة العمياء إلى أصغر مجتمع حتى على مستوى الأسرة الواحدة، مروراً بالمجتمع المكاني والفصيلة والعشيرة إلى حد القبيلة أحياناً، وتعدى ذلك إلى مواطن العمل والإنتاج من الشركات والمؤسسات.
فأنا أمدح وأثني على كل شخص أثر في حياتي وحياة الآخرين، ولكن لا تصل إلى درجة الإطراء المفرط والمنهي عنه، فالنفاق المسمى بالاجتماعي تجده في كل شبر مكاني وفي أي لحظة زمانية، وهو يفرق ولا يجمع ويمحق البركة المرجوة من المجاملات اللطيفة الباسمة الموزونة التي لطالما يحتاجها الإنسان في ثنايا حياته.
ولهذا النوع من النفاق أسلحة فاتكة ضارة على مستوى جميع الفئات والتقسيمات الفردية والجماعية، وهي مانعة للتقدم الحضاري والفكري الذي نسعى لأن نكون أحسن تفكيراً وحضارة من غيرنا، والحقائق لا تتعدى أن تكون ظاهرة وباطنة ولعل مفهوم كل منها واضح ولا يحتاج إلى شرح وتبيان.
فنجد في أحيان كثيرة ونسمع كلاماً قد أغدقت حلاوته المستمعين، فهذه هبة من الله عز وجل ولكن من يعي ويفهم أن بعض الكلام المركب لا يطول منه صاحبه إلا الازدراء واللوم.
ولأنَّ أكثر البشر الذين يحكمون على الناس من كلامهم الظاهر ليسوا عادلين في أحكامهم، إذاً من السهل الوقوع في تلك المصائد الواهية، إلاَّ مَن رحمه الله.