من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالإله خضر الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿13857﴾.
عدد المشــاركات : ﴿4﴾.

مقومات التدريس الجيد.
■ تتشكل مقومات التدريس الجيد وفق المفاهيم التالية :
● المقوم الأول : أن يعرف المعلم دوره بوضوح.
إن كل ما ينبغي للمعلم معرفته عن نفسه وما يجب تقديمه للآخرين يتلخص في الآتي :
1- لماذا يُعلم ؟
2- ماذا سيُعَلِّم ؟
3- كيف سيُعَلِّم ؟
وهذه المعارف لن يتمكن المعلم من تقديمها بوضوح إلاَّ إذا كان مُلِمّاً إلماماً جيداً بالأهداف التربويَّة الخاصة وكيفية صياغتها؛ لأن هذه الأهداف هي التي ستحدد له ما يلي :
1- لماذا يُعَلِّـم ـ فهي تبين له الغرض من رسالة التعليم.
2- ماذا سَيُعَلِّم ـ وتبين له ماهية المادة العلمية المطلوب منه تقديمها وتأديتها.
3- كيف سَيُعَلِّم ـ وتبين له كيفية تأدية المادة العلمية بالطريقة والأسلوب والاستراتيجية المناسبة.

● المقوم الثاني : الإعداد المسبق للدرس.
من المعلوم أنَّ أَيَّ عملٍ من الأعمال يرغب صاحبه في إنجاحه لابد أن يُخَطِّط له تخطيطاً جيِّداً ومُسبقاً من جميع الجوانب، (وفي اعتقادنا أن التخطيط للتدريس يُمثِّل منهجاً وأُسلوباً وطريقةً يحقق الارتقاء بعملية التعليم، ويُعين المعلِّم على مُواجهة المواقف التعليمية والتغلب على صعوباتها بثقةٍ وروحٍ معنويةٍ عالية، كما يُعينه في تنظيم ما يقوم به من جُهودٍ من أجل مصلحة الطلاَّب لاستيعاب الدرس وفَهم عناصره).
ولذلك يبدو أن التخطيط للتدريس أمرٌ له أهمِّيَّته، وتنبثق هذه الأهمية في كونه :
1- يجعل عمل المعلم مُنَظَّماً مُرَتَّباً.
2- يجعل أداء المعلم بعيداً عن الارتجالية والعشوائية.
3- يقود المعلم إلى تنظيم عناصر درسه وشرحها وتوضيحها بطريقةٍ مُنَظَّمَةٍ ومُيَسَّرَة.
4- يجعل المعلم واعياً ومُدركاً للصعوبات والمشكلات التي تُواجهه أثناء الدَّرس، أو يَتَنَبَّأ بها، وبالتالي يعمل على تلافيها أو الحذر من الوقوع فيها.
5- يجعل عمل المعلم مُتَجَدِّداً باستمرار، ويتساوى المعلم القديم مع المعلم المبتدئ أو الجديد في التهيئة والإعداد للتدريس وإدراك أهمية التخطيط للتدريس.
ولا يُمكن الادِّعاء بأنَّ المعلمين القُدامى لا يحتاجون إلى تخطيط وإعداد واستعداد للتدريس بحكم خبراتهم وسنوات خدمتهم في التدريس، لأن التدريس عملة متجددة تتطلب الاطلاع المستمر والقراءة المتواصلة والتهيئة الكافية لِمُختلف الظروف والصعوبات الطارئة التي قد يُواجهها المعلم أثناء درسه.

♦ التخطيط للتدريس ينقسم إلى نوعين رئيسيين هما : التخطيط الذهني، والتخطيط الكتابي.
• أولاً : التخطيط الذهني.
إن تخطيط المعلم للدروس ذهنيّاً يُعطيه تصوُّراً مُسبقاً عن كيفية تخطيطه للتدريس كتابيّاً.
فهو إذاً عمل يسبق التخطيط الكتابي للدروس، خلال تحضير المعلم للدرس ذهنيّاً سوف يُفكِّر في الأهداف السلوكية المطلوبة للدرس، وفي طريقة وأسلوب وإستراتيجية التدريس الملائمة للدرس.

• ثانياً : التخطيط الكتابي.
أفضل أنواع التخطيط الكتابي هو التخطيط اليومي؛ لأن "التخطيط اليومي للدروس يجعل المعلم مدرِكاً لِمَا سوف يُعطيه من موضوعات أولاً بأول، عارفاً بما له وما عليه تجاه دروسه، ويُمكنه أن يُضيف أو يَحذف أو يُعدِّل على ضوء المستجدَّات والأحداث الطارئة والجارية التي يستفيد منها كمداخل في إعطاء دروسه والتي يَتَعَذَّر إضافتها أو وضعها عند كتابته التخطيط لفترة طويلة".
والتخطيط الكتابي للتدريس يكون بالطبع في دفتر تحضير الدروس.
وأهم ما يُكتب في دفتر التحضير هو الأهداف، لأنها هي التي تُحَدِّد للمعلم أسس التدريس (الطريقة والأسلوب والاستراتيجية) التي سوف يَتَّبِعُها في درسه.
ولذلك ينبغي على المعلم أن يعلم أنَّ هذه الأهداف التي دَوَّنَهَا في دفترهِ يجب أن تتحقق في أرض الواقع لكي يكتسبها المتعلمون.
وحيث أن وسائل تحقيق تلك الأهداف هي طريقة وأسلوب واستراتيجية المعلم في تدريسه؛ فإنه لابد أن يكون هنالك تكاملاً بين تلك الأسس حتى تتحقق الأهداف المرسومة للدرس.

● المقوم الثالث : تهيئة الطالب للتلقي.
قال عَزَّ مِنْ قائل : (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (سورة ق، آية 37) كما يستطيع المعلم أن يهيئ طلابه للتلقي، فإنه ينبغي عليه أن يحقق مفهوم الآية السابقة في طلابه، والآية تدل على أن الاتعاظ والذكرى تكون لمن يتوفر فيه ثلاث شروط، وهي :
1- تفرغ القلب أي الحضور الذهني.
2- تفرغ الجوارح وسكون الحواس السمع والبصر ـ أي سكونها عن الانشغال والعبث بملهٍ.
3- الحضور الجسدي أثناء إلقاء الدرس.

• فكي ما يهيئ المعلم طلابه للتلقي والاستفادة، فإن عليه ما يلي :
♦ أولاً : أن يجعلهم حاضري الذهن معه : وذلك بتفعيلهم، وتنشيطهم معه أثناء الدرس، ولا يكون ذلك إلاَّ بتشويقهم في الدرس.
♦ ثانيًا : أن يجعلهم ساكني الجوارح مصغين إليه : وذلك يكون بإزالة إي ملهٍ يُشغلهم عن الدرس.

• العوامل التي تُلهي وتُشغل الطالب عن الدرس.
من خلال التجربة والملاحظة، تبين أن هنالك عوامل كثيرة تُلهي الطالب عن التلقي، من أهمها :
1- أدوات الدراسة من كتاب وكراس ومرسام وقلم وما شابه ذلك.
2- توزيع الطلاب في الفصل، فقد يكون التوزيع عشوائيًّا تشوبه الفوضى وعدم الانتظام مِمَّا يكون من أهم العوامل المساعدة في انشغال الطالب عن الدرس والمعلم.
لذلك ينبغي على المعلم ألاَّ يشرع في درسه وأدوات الطلاب أمامهم يعبثون بها كيفما شاؤوا، هذا يكتب والآخر يرسم، والثالث يتصفَّح، والرابع يُبْرِي، بل عليه أن يأمرهم بعدم إخراجها إلاَّ إذا طَلَب هو منهم ذلك.
كما ينبغي عليه ألاَّ يبدأ درسه إلاَّ بعد أن يكون توزيعهم داخل حجرة الدراسة منظمًا، بحيث لا يكونوا زُمَرًا وأحزابًا يُلهي بعضهم البعض، وبعد أن يسود الهدوء من الجميع داخل الصف، وذلك يحتاج إلى جِدِّيَّةٍ وحزم مع الطلاب، وإلاَّ أصبحت العملية فوضى.
ثالثًا : أن يجعلهم شاهدين لدرسه : وذلك من خلال ترغيبهم في الحضور لدرسه وتشويقهم إليه؛ لأن الطالب الذي يشهد الدرس بالحضور أوعى له من الذي يغيب عنه.

● المقوم الرابع : طريقة التدريس.
طريقة التدريس هي : "الخطوات والإجراءات المتبعة من قِبل المعلم والتي يُحاول بتسلسلها وترابطها تحقيق أهداف تعليمية محددة".
وطرق التدريس تعتبر وسيلة يقوم بها المعلم لتوصيل محتوى المنهج العلمي إلى المتعلم.

• الفاعلية في طرق التدريس :
إن العمل الذي له تأثير إيجابي هو ما يُعرف بالفاعلية في الأداء، أو الإنتاج الجيد.
فكلما نجح المعلم في التمهيد لدرسه، وتفاعل الطلاب معه، وراعى الفروق الفردية بينهم، وكانت طريقته ملاءمة لخبراتهم، واتضحت الخبرة المكتسبة لهم، وتدرج في عرض المعلومة معهم، وتمكن من مادته العلمية، وتوفرت الوسيلة التعليمية وتلاءمت مع الدرس، كلما كانت طريقته فَعَّالَة.
ولكي تتحقق جميع تلك المعايير للفاعلية لابد من تنويع طريقة التدريس، وتنويع مستويات التقويم البنائي أثناء الدرس.

● المقوم الخامس : أسلوب التدريس.
يختلف أسلوب التدريس من معلم إلى آخر رغم أن طريقة التدريس المتبعة قد تكون واحدة، وذلك لأن أسلوب التدريس يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخصائص الشخصية للمعلم، فمثلاً : بعض المعلمين يُدرِّس بأسلوب مباشر أو غير مباشر، والبعض يُدرِّس بأسلوب سهل ليِّن أو شديد، والبعض يُدرِّس بأسلوب متحمس أو فاتر، وهنالك من يُدرِّس بأسلوب واضح أو مُبهَم، ومنهم من يُدرِّس بأسلوبٍ مُتأنٍّ أو سريع، وهكذا، وكل ذلك يرجع إلى جوانب شخصية المعلم المعرفية والنفسية والوجدانية، ولذلك ينبغي على المعلم أن يتجنب أي عامل يؤثر على جوانب شخصيته لكي تتحقق الأهداف الخاصة المرغوبة والمرسومة فمثلاً :
♦ الجانب المعرفي : إن أسلوب تدريس المعلم الذي يدخل على طلابه ولديه قصور في المادة العلمية التي سوف يُلقيها عليهم، في الغالب يَعتريه الغموض، ونجد أنه يتناول المادة العلمية بأسلوب غير مباشر وفيه نوعٌ من التعجل والارتباك، لأن فاقدَ الشيء لا يُعطيه، ولذلك كان لِزاماً على المعلم أن يقوم بإعداد المادة العلمية التي سوف يُلقيها إعداداً جيداً يسبق دخوله على المتعلمين بوقت كافٍ.
♦ الجانب النفسي والوجداني : وإذا تعرض المعلم إلى أي عامل يُؤثِّر على نفسيته، نجد أن أسلوب تدريسه سوف يعتريه الشدة والغلظة أو الفتور، ومن الأمثلة على العوامل التي من الممكن أن تؤثر على نفسية المعلم ما يلي : (الجوع، والعطش، والنعاس، والهم، والغضب، والقلق، والبرد، والحر، والخوف، والابتلاء بفقدِ حبيبٍ أو بخسارة مال)، وما شابه ذلك من العوامل التي قد تُؤثِّر على نَفْسِ ووجدان المعلم.
ولذلك ينبغي على المعلم تجنب أي عامل يُؤثر على جوانب شخصيته كعدم التحضير للدرس والغضب والهم والجوع والعطش والنعاس؛ لكي تتحقق الفاعلية في أسلوب تدريسه.

● المقوم السادس : استراتيجية التدريس.
إستراتيجية التدريس يُقصَدُ بها تحركات المعلم داخل الفصل، وأفعاله التي يقوم بها، والتي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل، ولكي تكون استراتيجية المعلم داخل الفصل فَعَّالَةٌ فإنه مطالبٌ بمهارات التدريس، والتي نذكرها باختصار :
1- الحيوية والنشاط.
2- الحركة داخل الفصل.
3- تغيير طبقات الصوت أثناء التحدث.
4- الإشارات.
5- الانتقال بين مراكز التركيز الحسية.