من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿4474﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الفرد في حياته إن لم يتم توجيهها التوجيه الأمثل من قبل القائمين على أمور التربية انحرفت عن مسارها الصحيح واتخذت منحى أخر قد لا يتفق مع القيم والثوابت المعمول بها في ديننا ومجتمعنا. والمتأمل لواقع المراهقين حالياً في ظل هذه الطفرة المعلوماتية يجد أن المراهق يصرف جل طاقته في الانشغال بالتقنية الحديثة بمختلف أنواعها دون رقيب أو حسيب الأمر الذي يؤدي أحياناً إلى هدر لطاقته في ما لا يفيده.
ولا يخفى على احد منكم أن المراهق يتفجر طاقة وحيوية وحماساً فتجده يسعى لتفريغ طاقاته حسب ما هو متاح له من إمكانات وقد تجده يصرف طاقاته في الأمور التي تستهويه وتشد انتباهه أو أنه يعمد إلى تقليد أقرانه في بعض التصرفات التي يراها أنها رجولية. هذه السلوكيات التي يمارسها المراهق تتباين من مراهق لأخر حسب تنشئته وبيئته ومحيطه الذي يعيش فيه.

ومن ابرز مظاهر تفجير الطاقات لدى المراهقين ظاهرة التفحيط بالسيارات التي تسببت في الكثير من الحوادث راح ضحيتها شباب في عمر الورود، وأيضاً التنقل بين السيارات بالزلاجات مما يشكل خطراً عليهم، إزعاج الناس بالخروج بمسيرات في الشوارع عند فوز ناديهم، الاستعراض في الشوارع بالدراجات النارية وقيادتها بتهور، التسكع بالسيارات، فلو أنه تم توجيه طاقات هؤلاء الشباب نحو مجالات أخرى يحبونها لكان الوضع مختلفاً، مثل الاشتراك في النوادي الرياضية بمبالغ رمزية لممارسة مختلف أنواع الأنشطة المحببة إليهم.
وهنا أتساءل لما لا يتم إنشاء مراكز تربوية مسائية متخصصة في جذب هؤلاء المراهقين وإطلاق العنان لهم لتنفيس طاقاتهم في ما يعود عليهم بالنفع بإشراف مباشر من التربويين. ربما المراكز الصيفية تقوم بهذا الدور ولكنها لا تكفي أن تكون في الإجازة الصيفية فقط بل على مدار العام.

المراهق يعتقد انه أصبح رجلاً ويحاول أن يثبت ذاته وكيانه من خلال تقليد الكبار فتجده يسخر طاقته في سبيل إثبات ذلك. وربما يلجأ لممارسة أمور خاطئة كالتدخين وفرض عضلاته على من هم اقل منه سناً ويتمرد على القيم والأخلاق والأعراف السائدة في المجتمع ظناً منه أنها من سمات الرجولة.

يجب علينا أيها السادة أن نستغل طاقات المراهقين بتوظيفها في كل ما يعود عليهم بالنفع في دينهم ووطنهم ومجتمعهم مثل زرع ثقافة التطوع فيهم من خلال إشراكهم في الأعمال الخيرية وفي مساعدة المنكوبين في الأمطار والسيول، وأيضاً القيام بأنشطة وحملات توعوية للمجتمع بالتنسيق مع الجهات المختصة مثل حملة مكافحة التدخين والتبرع بالدم ومساعدة الحجاج وما إلى ذلك من الأمور الجليلة التي تجعل المراهق يحس بذاته وبأنه أصبح رجلا يعتمد عليه.

إن المراهقين هم رجال الغد وهم الثروة الحقيقية للوطن لذلك يجب أن نحتويهم وأن نستثمر طاقاتهم في شتى المجالات بما يتناسب مع ميولهم كي يكون نتاج ذلك طاقات مبدعة ومتميزة يستفيد منها المراهق ويستفيد منها مجتمعهم ووطنهم.