من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿6500﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

بعض الآباء يظن أن استخدام أسلوب الترهيب في تربية الأبناء هي الطريقة المثلى في تقويم سلوك الأبناء فتراه يضربهم على كل صغيرة وكبيرة ويشتمهم ويلعنهم، ويلوح دائماً باستخدام العصا حتى بات الأبناء في خوف دائم منه لأنهم يرونه دائماً عابساً بوجوههم لا يبتسم أبداً ولا يتجرأ الأطفال بالتفوه بأي كلمة أمام والدهم .. وإذا دخل والدهم البيت هرب الجميع.

ماذا ننتظر من هؤلاء الأطفال الذين تربوا في هذا العنف ؟ هل سيكونون أسوياء في المستقبل ؟ هل سيعبرون عن آراءهم بكل حرية ؟ هل ستكون لديهم الجرأة في التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم عند الإجحاف بحقوقهم ؟ هل سيتمكنون من الاندماج في المجتمع وتكوين صداقات جديدة ؟

هذا الأب الذي يستخدم الترهيب مع أبنائه لن يجني منهم سوى العناد والتمرد في المستقبل. ونتيجة لذلك يظن الأبناء أن الأسلوب الأمثل في التعامل مع أقرانهم هو الترهيب وخصوصاً مع من هم أصغر سناً ونجد هذا جلياً في المراحل الدنيا من التعليم. إن العنف لا يولد إلا عنفاً وربما نشأ الأطفال عدوانيين في سلوكياتهم مع أصدقائهم.

إن استخدام الترهيب مع الأبناء وسيلة غير نافعة وغير مجدية وغير فعالة فربما أطاع الابن والده أمامه خوفاً من العقاب ويفعل ما يحلو له عند غياب الأب، وربما قام الابن بإخفاء أي مضايقات يتعرض لها من فبل الآخرين خوفاً من أن يزجره الأب وذلك لأن الحوار مفقود بينهما بسبب الأب الذي لم لا يوجد في قاموسه سوى الضرب والسب والزجر وبالتالي لا يوجد حوار صريح بينه وبين ابنه ولا مكاشفات بينهما.

ومن خلال تتبعي لما تبثه بعض وسائل الإعلام الغربية عن التربية أجد أنهم يميلون أكثر لاستخدام أسلوب الحوار مع الأطفال بينما في بعض المجتمعات الشرقية نجد أن الترهيب واستخدام العنف والضرب والزجر هو سيد الموقف عند تقويم سلوكيات الأبناء.

إن الوسطية والاعتدال أمر مطلوب في كل الأحوال وخصوصاً في التربية فلا أرى بأساً من استخدام الضرب غير المبرح في حالات محدودة وكأخر الحلول فقد أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نأمر أبنائنا بالصلاة في سن السابعة ونضربهم عليها في سن العاشرة.

الترغيب وسيلة فعالة وناجعة في التربية فلماذا لا يستخدمه الأب والمربي والمعلم من خلال تشجيع النشء على القيام بالأعمال التي يرغبها منهم باستخدام التحفيز وبإعطائهم الوعود الصادقة بمكافأتهم عند قيامهم بما هو مطلوب منهم وذلك لتعزيز مواقفهم وسلوكياتهم الإيجابية وهنا يجب أن ننبه بأن لا نستخدم هذا الأسلوب في كل وقت لكي لا يكون هناك اقتران شرطي لدى الطفل فتجده لا يلبي لك طلباً إلا بمكافأة.
يجب أن تكون هناك جرعات توعوية مكثفة للأسرة وللمربين عن أهمية استخدام أسلوب الترغيب والبعد عن الترهيب إلا في أضيق الأحوال حسب ما يقتضيه الموقف السلوكي.

■ وأخيراً :
تذكر عزيزي القارئ أن الأبناء كالنبتة إن تعاهدتها بالعناية والحرص تجدها تنمو وتثمر وتؤتي أكلها بإذن الله وستجني ثمارها والله لا يضيع اجر من أحسن عملا، وإن أهملتها لن تجني منها شيئاً سوى الخسران والندامة.
أرجو أن أكون قد وفقت في إيصال الفكرة فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي، والله من وراء القصد.