من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

أبلة كوثر ﴿2920﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عمر علي باسيف.
إجمالي القراءات : ﴿6861﴾.
عدد المشــاركات : ﴿66﴾.

سمـية بنت خـياط : صحابية.
نتكلم اليوم عن صحابية جليلة ضربت أروع مقاييس الصبر والفداء والتمسك بدينها رغم طعن سنها وضعف جسمها فهي أول شهيدة في الإسلام فهي الصحابية الجليلة السيدة سمية بنت خياط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة، تلك العجوز الطاعنة في السن التي عذبت من أجل دينها وفتنت فصبرت حتى قتلها عدو الله أبو جهل فتموت لتكون أول شهيدة في الإسلام يبقى اسمها مسطراً في كتب السير إلى قيام الساعة وما عند الله خير وأبقي.
ما كادتْ تسمع بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام حتى دخلتْ في دين الله تعالى، فلما راح المشركون يعذبون من آمن، فصبُّوا عليها من عذابهم قسطًا كبيرًا عساها ترتد وترجع، فأبت إلا الإسلام، فقتلوها، فكانت أول شهيدة في الإسلام .. إنها الصحابية الجليلة، سُمَـيّة بنتُ خَـيَّاط، زوجة ياسر، وأم عمار - رضي الله عنهم أجمعين.
كانت مولاة لأبى حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان ياسر حليفًا لأبى حذيفة، فزّوجه من سمية، فولدت له عَمّارًا، ولما ظهرتْ في مكة دعوةُ الإسلام سبقتْ إليها سمية وابنها عمار، ثم لحق بهما زوجها وكان أول من أظهر الإسلام بمكة، سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخَبَّاب، وصُهَيْب، وعمَّار، وسُمَيَّة رضي الله عنهم أجمعين.
وأخذ أهل مكة يعذبون من أسلم ؛ فقام آل بنى المغيرة بتعذيب سمية، لترجع عن دينها، ولكن هيهات هيهات، فالإيمان قد استقر في قلبها، فلا يزحزحه أي تعذيب أو اضطهاد.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمر على المعذبين من المسلمين يوصيهم بالصبر، وكلما مر على سمية وزوجها ياسر، وابنهما عمار، وهم يعذبون العذاب الشديد يقول : "صبرًا آل ياسر، إن موعدكم الجنة".
وإن كان صبر الرجال المسلمين على العذاب الشديد عجيبًا، فأعجب منه أن تصبر عليه امرأة، وصبرها على التمسك بدينها يهون إلى جانبه الصبر على الألم، مهما زاد واشتد.
وذات يوم مر عليها أبو جهل فسمعها تردد كلمات الإيمان : أحد، أحد، الله أكبر، الله أكبر، فأمرها أن تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه، فامتنعت، فأخذ حربة فطعنها بها، فسقطت شهيدة، وكانت - رضي الله عنها - كبيرة السن، عظيمة الإيمان، ضعيفة الجسم، قوية اليقين، رمزًا للصمود، وأمارة على قوة العقيدة، فلما كان يوم بدر قُتل أبو جهل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمار : "قتل الله قاتل أمِّك".

هنيئاً لكي يا أم ياسر هذه المنزلة التي أعدت لكي في جنة عرضها كعرض السماء والأرض وهنيئاً لزوجها وابنهما رضي الله عنهم أجمعين فقد سطروا للتاريخ أروع صورة للبيت المسلم الصابر المضحي من اجل دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم. اللهم اجمعنا بهم في جنات الرضوان بصحبة الحبيب المصطفي والنبي المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه، إنك ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.