من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : رانيه علي سراج الدين.
إجمالي القراءات : ﴿3553﴾.
عدد المشــاركات : ﴿28﴾.

أحبتي في الله :
إن المسلم الحق هو الذي يصبح ويمسي من أجل تحقيق هدفه العظيم، وغايته الكبرى ألا وهي عبادة الله لأن الهدف من خلق الخلق هو تحقيق العبودية قال الله تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات : 56).

● أحبتي في الله :
فما معنى الحياة وكيف نصنع الحياة مع الله عز وجل فلنعلم أن الحياة إما للإنسان وإما عليه فإما أن تضحكك ساعة لتبكيك دهراً. وإما أن تبكيك ساعة لتضحكك دهراً، هذه الحياة التي عاشها الأولون والآباء والأجداد حتى انتهت رحلتهم وصعدت أرواحهم إلى خالق السماء هي دار ليست بدارنا جعلها الله دار ابتلاء وامتحانٍ للإنسان والناس في هذه الحياة فئتين طالب لرضوان الله يرجوا أن يكون مع أهل الجنان وطالبٍ لملذاتها منغمس في شهواته يقترب رويداً رويداً من النيران وغضب الواحد الديان فأما الأول فقد فاز وعاش عيشة هنيه وأما الثاني فسيعيش تعيساً شقياً قال الله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) (طه : 124-125-126).
لن يجد الراحة ولا الطمأنينة لأن الله جعل راحة الخلق في القرب منه فوالله ما طابت الدنيا إلا بالقرب من الله عز وجل وها نحن الآن في رمضان وما أطيب أن تصوم بالنهار وتقوم بالليل بين يدي الرازق تدعوه وتناجيه بوجل ورجاء ستشعر براحة وسعادة لو ملكت كنوز الدنيا كلها لما وجدت هذه الراحة.
ولقد ذكرتك والخطوب كــــــــوالح • • • سود ووجه الدهر اغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً • • • فإذا محيا كل فجر باسم

القلب يخشع للواحد الأحد، واللسان يذكر اسم الفرد الصمد والعقل يتفكر في ملكوته، سبحانك ما أعظمك يا الله مهما رسمنا في جلالك أحرفاً قدسية تشدو بها الأرواح فلأنت أعظم والمعاني كلها، يا رب عند جلالكم تنداح.

● إخوتي في الله :
أختصر كلامي كله وأقول (كن قريباً من الله، تصنع الحياة بإذنه) وتذكر دائماً وأنقشها على قلبك ما دمت حياً. كن لله كما يريد، يكن لك فوق ما تريد الكل يريدك لنفسه، إلا الله، يريدك لنفسك.

● وختاماً :
أوصيكم كما أوصى الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنه الحسن قائلاً : إني أوصيك بتقوى الله أي بني ولزوم أمره وعمارة قلبك بذكره، والاعتصام بحبله, وأي سبب أوثق بينك وبين الله إن أخذت به, أحي قلبك بالموعظة وأمنه بالزهادة, وقوّه باليقين, ونوره بالحكمة, وذكره بالله بذكر الموت, وقدره بالفناء, وبصره فجائع الدنيا, واصلح مثواك ولا تبع آخرتك بدنياك ودع القول فيما لا تعرف, والخطاب فيما لا تكلف، هذا وأسأل الله العظيم أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال في هذا الشهر الفضيل وأن يبلغنا ليلة القدر ويكتبنا من عتقاء النيران. اللهم آمين.