من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. محمد علي المسعري عدد المشاركات : ﴿33﴾ التسلسل الزمني : 1430/03/01 (06:01 صباحاً) عدد القراءات : ﴿3769﴾

المقامة الهمِّيَّة.
إلى الله أشكو همي لا لأخي وابن عمي، قد كنت دوما ناجحا حتى غدوت فالحا وأصبحت الآن يائسا وأحمل المتاعسَ من هذه الصفوفِ تردي إلى الحتوفِ أعمالُها كثيرةٌ مخيفةٌ مثيرةٌ فإن لم تكن أمينا يأتيك فورا حينا وإن تكن كذلِكَ تتجرع المهالِكَ.
في المدرسة أنا الأب لصبيتي مؤدب لِفَهمهم أهذبُ فكري بهم مركزٌ بخبرتي أتعكز في كل يوم أتعبُ.
درسي دوما جديدُ وانأ به سعيدُ من فكرة لفكرة تنساب مثل القَطْرَةِ تعطر الآفاقَ وتملأُ الأعماقَ يشتاقها طلابي فهم كأسدُ الغابِ.
أتاني يوما مشرفٌ على الحصص سيشرفُ حضر لدي حصة أحدثت في القلب غصة فكانت أعظم قصة شربت منها ألف مصة يا ليته لم يأتِ لحصتي في السبتِ أعددتها يوم الجمعةِ وأنرتُها بالشمعةِ.
طلبني المدير لفكره يدير رسم لي ابتسامةً رفعت عني ملامة وبدأ المشرف كلامه.
بالبسملة والحمدِ والثناءِ الممجدِ على الكريم المعبود ثم النبي الأحمدِ.
أشكر أخي المعلمَ على كل ما قد قدَّمَ فقد حضرت حصةً ممتازةً مخصصةً فلم أشاهد مثلَها من قبلُ ولم أجد لمثلِها معدُّ من مثل هذا يستفادُ.
إن كان في البوادي أو كان في الوهاد أو حتى في النجاد حرام أن نتركه.
نريد منه الفائدة لكي تكون سائدة ينقلها بعلمه إلى الورى من مثله نضمه لإشراف القسم.
قلت له : إليك عني دعني أقلبُ أمري واستوحي ما مضى من عمري وأحزم زمام أمري.
أجاب المدير لا تنتظر للمشرف لا تعتذر فهذه موافَقة والساعة موافِقة.
لكنني أخشى الفشلَ ولا أريد الزللَ ولا أحب الخطلَ.
أخي كلنا ذاك الرجلُ في بادئ الأمر وجلُ قلوبنا تصطفقُ وأفكارنا تختفقُ زكاك المدير فماذا بعد تدير ؟ ولك مني مثلُها تزكيةٌ أصوغُها.
قدِّم ملفك فورا وأطع منا شورا تنل به حبورا.
أراكم غلبتموني لكنكم ستتركوني ولن أجد معينا.
نحن سواء بوتقة أعمالنا موثقة لا تفصلنا حواجز ولا تبعدُنا معاجزُ.
رُشِّح المعلم للإشرافِ وانضم لصحبةٍ أشرافِ ودار في الميدانِ.
في كل يوم مدرسة قريبة أو مبعدة يقابل الزملاءَ يسدي إليهم نصحَه ويهدي إليهم علمَه وكلها شهورُ والدائرة تدورُ أعمالُه تتناثرُ وعيابُه تتكاثرُ.
يوم لمدير المدرسةِ وآخر لوكيل المدرسةِ ومرشد الطلابِ يبحث في الصعابِ ثم صعوبات التعلمِ تبحثُ في التلعثم وصعوبة التكلمِ.
معلمٌ مستقلٌ للفرصِ يستغلُ معملهُ كبيرُ منظرُه مثيرُ لديه بعضُ الأجهزةِ بشبكةٍ مجهزةٍ.
كذلك المعلمُ أسبوعيًا يسلِّم من كثرةِ الأعدادِ في السهل والوهادِ موادُهم كثيرةٌ متنوعةٌ مثيرةٌ في الصفِ زرهُ زيارةً لتعرف المهارةَ كل المواد زرها دوما لا تحتقرها لا تترك مدرسةً حتى تراها فرصةً بعد صلاة الظهر.
ثم تعود المكتب لتجتمعَ وتكتبَ وتأخذَ أعمالَ يومٍ تالٍ وهكذا على التوالي.
ومشرفو الإرشاد مطلبهم في ازدياد كذلك النشاطُ دوما لهم نشاطُ.
ولجان التوجيه والإرشاد بالمدارسِ تحفلُ بالمتارسِ تحتاج للمتابعة وتفعيلُها مشاركةٌ للحصة علاجُ كأنه مزلاجُ وبعدها النتيجة دوما هي الفجيعة من مستوى الطلابٍ.
تتشرف بالعضوية في اللجنة التنسيقية تقريرها فصليٌ ختامها فعليٌ مع النصاب الكامل لكل شيء شامل.
وتدرسُ الحوافزَ وتصدرُ الجوائزَ وتكتبُ القرارَ وتحملُ الشعارَ وتغتنم شكوى معلمٍ لو كان غيرَ ملهمِ.
ثم ادرس التقويمَ حتى تكن عليما ممن يمكن منهم ومن لم يمكن دونهم وأطبع به بيانا.
افرز استمارة الترشيحِ للمعلم المليحِ من الصفوف العليا والاختبار التحريري كأنه فحص سريري قابل مقابلة الأسدِ بعد ذاك بأمدِ ولا تأخذه بغرةٍ لتضمه للعترةِ من الصفوف الأولية.
لا تنس بعد الخطة من الوزارة مخطة وارفع بها تقريرا مفصلا كثيرا.
وللقاءاتِ نظِّم للمديرِ والمعلمِ والمرشدِ الطلابِي.
وللمعلم نظم مجلسا محددا ليجلسَ في كل شهر مرة وابدِ له المسرة وناقش معه الهمومَ ولا تكن ملوما.
عرِّج على التدريب وكن كمثل الذيب في استراتيجيات التدريس خذ حظك من عددها حسب الذي خُطط لها يومين أو ثلاثة ولا تكن كلالة أو ترغب الملالة.
درب عليها بعدُ من النصاب واحدُ وخذ نصيبا بعدُ من دورة تعدُّ بعد الدوام تُسعدُ.
راقب كفايةَ التدريسِ لأبي علي وإدريسِ حقق لهم كفايةً وكن لهم هدايةً ثم قابلهم بعدُ ليحصل لهم السعدُ كأنهم لم يدرسوا في الجامعة أو ينجحوا هذا هو النظام.
في كل عام مدرسةُ محجوزةُ مخصصةُ تتابع كل شيءٍ فيها.
للاختبارِ تشرفُ وللموادِ تعرفُ عليك أن تتعلمَ تخصصًا كي تفهمَ فإن لم تكن مختصًا فلا تكن منتصا وأشرف على النظام.
لستُ صفوفا عليا ففكروا مليا فقد جنيتم عليَّا.
أنت بذا مرتاحُ ولك منا السماحُ في كل ما تقدم ثم اكتب تقريرَ المشرفِ ولا تكن كالمخطرفِ وانسخه في قرص مرن وأرسله للحاسب يرن.
اشتطت منهم غضبا واستأت منهم غصبا ماذا تريدون مني ؟
تنقلت في كل فنِّ كطائر أغني لكم بكل لحن لم ترضوا يوما عني ؟
ليست لدي ميزة وأعمالي كثيرة ولي لجان أخرى لقد جئتم شيئا إمرا.
التفت الذي رشَّحني مغاضبا فقلت له معاتبا : ألهذا دعوتني ؟
ما كنت أعلم حالكَ فالصبح كان حالكا وأنت ترى ما أفعلُ في كل يوم يأفلُ.
لكنني لم استفد من خدمتي ولم أفد وقد أسرتم لبي وغلبتم علي حبي فقدتُ حب المادة واستصحبت الوسادة.
أصبحت آوي الفكرةَ تكون عندي ذكرةَ أذهبتها لحتفِها ووأدتها في مهدِها.
هذا عملنا مضنٍ لا أحد عنه مستغنٍ لكنه كثيرُ وللنفوس يثيرُ يزيد فينا الخبرةَ ويجعل لدينا دبرةً.
الرفق هذا مطلبُ حدد لنا ما يطلبُ فنحن نهوى العملَ ولا نريد الكسلَ.
لا تبتأس من قولي، أو كثرة شغولي، لكنني عبَّرتُ عن رفاقِي فكلهم في أعماقِي أنت الصديقُ صادقا كالسحب تحمل ودقا تغيثنا بعلمِك وتسعفنا بفعلِك أسرتنا بالملاطفِ محمدُ بنُ عاطفِ، السالمي رئيسنُا، وفخرُنا وعزنُا، ظهرٌ قويٌّ نتكئ، وصدرٌ حنونٌ ندَّفِئ. مطلبنُا بسيطُ فأنت لنا الوسيطُ، تكلمُ الوزيرَ، يخففُ العسيرَ. لكي يخفَّ عنا الحملُ الذي يعجزُ عنه الجملُ؛ لنكون مثل الإخوةِ، فهم لنا كالأسوةِ. الميدان منا يطلبُ والإشراف فينا يغلبُ مهنتنا شريفةٌ نبيلةٌ عفيفةٌ والعلم فيها مقصدُ.
فالعلم بعيدُ المرامِ ولا يصطادُ بالسهامِ ولا يرى عندَ المنامِ أو تضبطُه باللجامِ وهو لا يصلحُ إلا للغرسِ ولا يغرسُ إلا في النفسِ لكنما بكثرةِ النظرِ وإعمالِ الفِكْرِ واستنباطِ الفِكَر وكل ذا قد نفتقده.
ضحك المرشِّح قائلا : أنت الذي أتوسمُ ولمثلِكَ أترسمُ أشكرك على الإفادةِ عن صحبةِ السعادةِ أكيدُ أنتَ المسعريُّ محمدُ عليُّ.
|| د. محمد علي المسعري : عضو منهل الثقافة التربوية.