من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : ضيف الله عبدالله الحربي.
إجمالي القراءات : ﴿6062﴾.
عدد المشــاركات : ﴿9﴾.

الصرع Epilepsy (العوامل ــ الأسباب ــ العلاج).
■ الصرع هو : حالة عصبية تحدث من وقت لآخر نتيجة لاختلال وقتي في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ. وينشأ النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ من مرور ملايين الشحنات الكهربائية البسيطة من بين الخلايا العصبية في المخ وأثناء انتشارها إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا النمط الطبيعي من النشاط الكهربائي من الممكن أن يختل بسبب انطلاق شحنات كهربائية شاذة متقطعة لها تأثير كهربائي أقوى من تأثير الشحنات العادية. ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعى الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وهذه التغيرات الفيزيائية تسمى تشنجات صرعية ولذلك يسمى الصرع أحيانا "بالاضطراب التشنجي". وقد تحدث نوبات من النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة محددة من المخ وتسمى النوبة حينئذ بالنوبة الصرعية الجزئية أو النوبة الصرعية النوعية وأحيانا يحدث اختلال كهربائي بجميع خلايا المخ وهنا يحدث ما يسمى بالنوبة الصرعية العامة أو الكبرى. ولا يرجع النشاط الطبيعي للمخ إلا بعد استقرار النشاط الكهربائي الطبيعي. ومن الممكن أن تكون العوامل التي تؤدى إلى مرض الصرع موجودة منذ الولادة، أو قد تحدث في سن متأخر بسبب حدوث إصابات أو عدوى أو حدوث تركيبات غير طبيعية في المخ أو التعرض لبعض المواد السامة أو لأسباب أخرى غير معروفة حالياً.
وهناك العديد من الأمراض أو الإصابات الشديدة التي تؤثر على المخ لدرجة إحداث نوبة تشنجية واحدة. وعندما تستمر نوبات التشنج بدون وجود سبب عضوي ظاهر أو عندما يكون تأثير المرض الذي أدى إلى التشنج لا يمكن إصلاحه فهنا نطلق على المرض اسم الصرع.
ويؤثر الصرع على الناس في جميع الأعمار والأجناس والبلدان ويحدث مرض الصرع كذلك في الحيوانات مثل الكلاب والقطط والأرانب والفئران.

■ ما هي العوامل التي تؤدى للصرع ؟
من كل 7 من 10 من مرضى الصرع لم يتم معرفة سبب المرض. أما النسبة الباقية فإن السبب يكون واحد من العوامل التي تؤثر على عمل المخ وعلى سبيل المثال فإن إصابات الرأس أو نقص الأكسجين للمولود أثناء الولادة من الممكن أن تصيب جهاز التحكم في النشاط الكهربائي بالمخ. وهناك أسباب أخرى مثل أورام المخ والأمراض الوراثية والتسمم بالرصاص والالتهابات السحائية والمخية.
ودائماً ينظر للصرع على أنه من أمراض الطفولة ولكن من الممكن أن يحدث في أي سن من سنين العمر ويلاحظ أن حوالي 30 % من الحالات الجديدة تحدث في سن الطفولة، خصوصاً في الطفولة المبكرة وفى سن المراهقة. وهناك فترة زمنية أخرى يكثر فيها حدوث الصرع وهى سن الخامسة والستين من العمر.

■ واليك بعض الأسباب الرئيسة للمرض :
1. إصابات الرأس مثل حدوث ارتجاج بالمخ (فقدان وقتي للوعى) وهو يعتبر إصابة بسيطة للرأس وتسبب زيادة في نسبة حدوث مرض الصرع بينما تكون الإصابات الشديدة للرأس مع حدوث فقدان للوعى لمدد طويلة، وكذلك حدوث نزيف للمخ من الأسباب الرئيسة لاحتمال حدوث نوبات صرع.
2. التهابات المخ : مثل الالتهاب السحائي والتهاب المخ أو حدوث خراج بالمخ.
3. حدوث سكتة مخية بجزء من المخ : مما يسبب حدوث نقص في تدفق الدم لجزء من المخ أو حدوث نزيف بالمخ.
4. الإدمان : قد تحدث نوبة صرعية في مرضى الإدمان إذا تعاطوا جرعات عالية من الكحوليات أو عند الأيام الأولى للتعاطي.
5. أورام المخ : قد تكون نوبة الصرع الأولى هي أول علامة من علامات حدوث ورم بالمخ لذلك فان عمل الأشعة المقطعية والفحوص الأخرى هي جزء هام للمريض الذي يعاني من أول نوبة من الصرع في الكبر.
6. التخلف العقلي.
7. الاضطرابات التنكسية في الجهاز العصبي : وهى تشمل مرض الزهايمر والتصلب المتناثر والشلل الرعاش.
8. العوامل الوراثية : هناك بعض العائلات التي تتوارث مرض الصرع.
9. الجنس : نسبة حدوث مرض الصرع تكون أعلى في الذكور عنها في الإناث.
10. السن : نسبة حدوث مرض الصرع تكون في أعلى معدلاتها في سن الطفولة أو في سن الكبر.
11. التشنج الحمى أثناء الطفولة : الأطفال الذين يعانون من نوبات تشنج حمى أثناء الطفولة تكون نسبة حدوث مرض الصرع عندهم أكبر من الأطفال الآخرين.

■ وبالإضافة لتلك العوامل فان هناك بعض الظروف التي تخفض قدرة المخ على مقاومة حدوث التشنج، وبذلك قد تسبب حدوث نوبات صرعية عند الأطفال الذين يعانون من الصرع مثل :
1. عدم النوم أو النوم المتقطع.
2. الإسراف في تناول الكحوليات أو المخدرات.
3. التوترات النفسية أو الجسمانية.
4. التعرض للضوء الساطع والمتقطع.
5 الحمى.

■ كيف يتم علاج مرض الصرع ؟
يتم علاج الصرع بعدة طرق أهمها العلاج بالعقاقير المضادة للتشنج، ونادراً ما نلجأ للجراحة كعلاج للنوبات الصرعية المتكررة.
والعلاج بالعقاقير هو الخيار الأول والأساسي. وهناك العديد من العقاقير المضادة للصرع، وهذه العقاقير تستطيع التحكم في أشكال الصرع المختلفة، والمرضى الذين يعانون من أكثر من نوع من أنواع الصرع قد يحتاجون لاستخدام أكثر من نوع من أنواع العقاقير ذلك بالرغم من محاولة الأطباء الاعتماد على نوع واحد من العقاقير للتحكم في المرض. ولكي تعمل هذه العقاقير المضادة للصرع يجب أن نصل بجرعة العلاج لمستوى معين في الدم حتى تقوم هذه العقاقير بعملها في التحكم في المرض كما يجب أن نحافظ على هذا المستوى في الدم باستمرار، ولذلك يجب الحرص على تناول الدواء بانتظام والالتزام الكامل بتعليمات الطبيب المعالج لأن الهدف من العلاج هو الوصول إلى التحكم في المرض بإذن الله مع عدم حدوث أي أعراض سلبية من تناول تلك العقاقير مثل النوم الزائد والأعراض السلبية الأخرى غير المطلوبة.

■ ماذا يجب عمله للمريض أثناء النوبة ؟
قد تكون لحظات فقدان الوعي أثناء النوبة قصيرة جداً وبالتالي فهناك القليل الذي يمكن عمله للمريض أثناءها، ومع ذلك فإن مشاهدة نوبة الصرع تجربة قاسية لكل شخص يتواجد حول المريض لا المريض نفسه الذي يكون فاقداً للوعى خلال النوبة المرضية ولا يدرك ما حوله.

■ وفيما يلي بعض الإرشادات البسيطة حول ما يجب عمله :
● لا تحاول أن تتحكم في حركات المريض.
● امنع المريض من إيذاء نفسه ـ مد جسمه على الأرض أو في الفراش ــ وأبعد أي أدوات حادة أو قطع أثاث عن متناول يده.
● ضع المريض على جانبه وأجعل الرأس مائلاً قليلاً إلى الخلف للسماح للعاب بالخروج ولتمكينه من التنفس.
● فك الملابس الضيقة ــ أخلع نظارته إذا كان يستخدم نظارة، ضع بحذر طرف ملعقة ملفوفة في منديل بين أسنانه حتى لا يعض لسانه.
● لا تحاول إعطاءه أي دواء أثناء النوبة ولا تحاول إيقاظه منها.
● تذكر دائماً أن المريض يكون بعد النوبة مرهقاً وخائفاً حاول أن تهدى من روعه قدر استطاعتك.
● تذكر أن تسجيلك لحالة المريض أثناء النوبة ومدة النوبة نفسها مفيد للطبيب المعالج.