من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

نمو العقل ﴿4075﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : بندر عبدالله الحازمي.
إجمالي القراءات : ﴿11247﴾.
عدد المشــاركات : ﴿16﴾.

تنمية الإبداع لدى الطلاب في مؤسسات التعليم العام.
■ في إحدى الغابات الإفريقية، حفر الصيادون حفرة كبيرة، غطوها بالأغصان والأشجار، وتركوها إلى أن يسقط فيها حيوان يأخذونه حياً إلى حدائق الحيوان.
وفي الصباح، اقترب قطيع من الأفيال، كانت الأفيال تبحث عن ماء تشرب منه، وفجأة ارتفع صوت أغصانٍ تتحطم وسقط الفيل الذي كان يسير في المقدمة في حفرة الصيادين.
وتوقفت الأفيال، وقد ملأتها الدهشة والمفاجأة، وعندما فهمت حقيقة ما حدث، رفعت خراطيمها إلى أعلى، وأطلقت صيحات الغضب. وفجأة اتجه أحد الفيلة إلى شجرة كبيرة، وقطع منها غصناً وألقى به في الحفرة ثم قطع غصناً آخر وألقاه أيضاً في الحفرة. وبسرعة اشترك قطيع الأفيال كله في قطع الأغصان وإلقائها في الحفرة.
بدأ قاع الحفرة يرتفع، وقد امتلأ بالأغصان، وبعد قليل كان في استطاعة الفيل الذي يقود القطيع أن يخرج من الحفرة التي امتلأت بالأغصان، وأن ينطلق ثانية في مقدمة القطيع وقد ارتفعت خراطيم أفراده في الهواء وهي تطلق هذه المرة صيحات النصر.

■ كيفية تنمية الإبداع ؟
في الوقت الذي تعطي هذه الحكاية السابقة معلومات أولية مبسطة عن وجود الغابات والأفيال في أفريقيا، وطريقة التعبير عن الغضب والفرح عند الأفيال، وذلك برفع خراطيمها إلى أعلى، وإصدار صيحات من نوع مميز، فإننا في مثل هذه القصص نعلم الطالب كيفية التفكير الإبداعي لحل المشاكل والارتقاء للأحسن، أو التعبير عن العواطف، أو طرح حلول بديلة، أو لعب دور الفيل وهو في الحفرة، ويمكننا هنا أيضاً أن نضع أسئلة حول المشكلة، أو إثارة التفكير عند الطالب كي يتوصل إلى حل أو مخرج ذكي في حال مواجهته لهذه المشكلة، وقد يكون تطوير الإبداع هنا، عبر توصل الطالب إلى العبرة من القصة، كما ويمكننا أيضاً أن نبدّل عنوان القصة أو أن نعمل بطاقات ورسومات تتناسب مع أحداث القصة وغيره مما قد ينمي التفكير الإبداعي عند طلابنا.

■ التعوّد على التفكير الإبداعي :
يمكننا أن نعوِّد طلابنا على التفكير الإبداعي في المدارس من المرحلة الابتدائية وحتى الروضة من خلال توفر المعلم المبدع أولاً، ومن خلال المادة الدراسية الحديثة والحيوية، غير التقليدية ثانياً، مع الاهتمام بتوفير جميع الظروف البيئية الداعمة لذلك !
ويلعب مربي الصف أو المعلم دوراً وسيطاً إيجابياً ما بين المدرسة والأسرة، حيث ينقل للأسرة مدى إبداع ابنهم في جانب معين أو جوانب متعددة، وذلك على أمل التواصل والاستمرارية والدعم والمتابعة، والمعلم ينقل أيضاً لإدارة المدرسة إبداع طلابه ويوفر لهم الدعم المادي من ميزانية المدرسة والدعم المعنوي والتعزيز المناسب، والمدرسة كجهاز تربوي مركزي تكمل هذا الدور، وبدورها أيضاً من خلال المادة الدراسية تقدم المقررات الدراسية المتنوعة بصورة حديثة وشائقة وجذابة، بعيداً عن التقليدية (التي تركز على المعرفة في حد ذاتها فقط) "التربية البنكية"، فيصبح المعلم هنا ملقناً والطالب سلبياً، عليه أن يستمع ويحفظ!!، وتأتي الامتحانات الشهرية وامتحانات آخر العام التدريسي لتقيس هذا الحفظ !؟ إن هذا المسار يقتل الإبداع، ويعيق نمو التفكير لدى الطالب.

■ اكتشاف الطالب المبدع :
ومن الطرق الحديثة والمهمة جداً لاكتشاف الإبداع عند طلابنا، استخدام طريقة الكتابة الإبداعية، ومن خلال تجربتي في هذا الميدان مع طلاب مدارسنا العربية، وجدت أن الطالب إذا توفرت له الفرصة للإبداع فسوف يبدع ! وعندما نؤمن نحن المعلمين بمبدأ القدرة عند الطالب، أي كل طالب يستطيع أن ينجح، ويستطيع أن يبدع، ويستطيع أن يفكر، ويرتقي بقدرته التفكيرية والإبداعية، فما علينا إلا أن نؤمن أولاً بقدرة طلابنا، ومن ثم إعطاء الفرصة لهم كي يحققوا أنفسهم، وبعدها سنرى الأمور بغير ما اعتدنا عليه، بل قد نرى طلاباً مبدعين لم نعهدهم من قبل.

■ ومن أجل الاستمرار في إخراج باكورة الإبداع عند طلابنا الأعزاء، نقترح النقاط التالية :
1) التدريب على إنتاج أفكار جديدة.
2) إثارة الدافعية للبحث والاستكشاف.
3) التنافس في مجال إخراج التفكير الإبداعي.
4) زيادة الثقة بالنفس.
5) احترم الآراء المختلفة.
6) فتح النقاش الفكري، مع تشجيع الجو المناسب لذلك.
7) تشجيع حرية الكلام.
8) تقديم الإرشاد للطلاب حول طرق الاستفادة من المعلومات.
9) فتح صفوف خاصة للمبدعين.
10) توجيه الأطفال نحو "التربية الإيمانية" في سبيل تعزيز العلاقة مع الخالق المبدع.
11) أن تهتم مجلات الأطفال بالتفكير من حيث إثارة المسائل والتمارين الذهنية.
12) تشجيع وتعزيز الطالب المبدع أمام جميع طلاب المدرسة.
13) تقدير الفكرة الإبداعية، واحترامها من قبل المدرسة والأسرة ومؤسسات الطفولة المحلية.
14) عمل برامج "دورات" توجيه وإرشاد للمبدعين.
15) تعليم الأطفال طرق حل المشاكل.
16) تشجيع عادة المطالعة، وتخصيص أسبوع للمطالعة الثقافية.
17) الاهتمام بفهم الطالب للمادة المقروءة.
18) ابتكار ألعاب تنمي الذهن والتفكير لدى الطلاب.
19) تعزيز علاقة الإنسان بالطبيعة الجميلة، لما لها علاقة بالمشاهدة والمتابعة والبحث والتفكير.
20) إعداد البيئة المناسبة في البيت والمدرسة للتعبير عن الأفكار الإبداعية.
21) الاهتمام من قبل المربين بالتدريب الفردي للمبدعين.
22) تطوير طرق التفكير وحل المشاكل.
23) تطوير طرق تنمية الإبداع.
24) الاهتمام بموضوع الصحة العامة "العقل السليم في الجسم السليم".
25) الاهتمام بإجراء مسابقات الإبداع المحلية في : الكتابة الإبداعية، الفن، العلوم.

■ خصائص التفكير الإبداعي :
من أجل أن يكون هناك تفكير إبداعي لدى الطلاب فلا بد من توفر مجموعة من الخصائص للتفكير الإبداعي أهمها أن يكون التفكير :
● أصيلاً : أي قادراً على إنتاج الجديد من الأفكار والأشياء.
● مرناً : أي قادراً على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة.
● مفيداً ونافعاً : أي قابلاً للتطبيق والانتقال.
● حساساً للمشكلات : أي قادراً على رؤية وإيجاد حلول مختلفة لها وقادراً على ملاحظة النواقص والتناقضات في البيئة.
● قادراً على إيجاد تراكيب جديدة من عناصر قديمة.
● قادراً على أن يتحسس طريقه في جميع خطوات عمله فالإحساس هو الوسيلة الأولى في إدراك العمليات والعلاقات.
● منفتحاً على العالم الخارجي بحيث يصير أكثر قرباً إلى ما يحيط به من أشياء فيجعل من عالمه الخارجي وحدة متكاملة مع عالمه الداخلي.
● منفتحاً على العالم الداخلي فتندمج بذلك أحداثه الماضية مع الحاضرة والمستقبلية بأسلوب طبيعي غير متكلف.
◄ عبدالرحمن محمد الخوجا.