من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : ماجد مسلم المحمادي.
إجمالي القراءات : ﴿2538﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

مُعلمات مَحو الأُمية .. لا مَكان لَهُنْ ؟
■ على الرغم من قيام وزارة التربية والتعليم (المملكة العربية السعودية) بتحسين أوضاع أكثر من 204 آلاف من المعلمين والمعلمات إلى المستوى الخامس للتربويين والتربويات والرابع لغير التربويين والتربويات، إلا أن هناك فِئة من المعلمات ممن يحملن درجة البكالوريوس وتربويات أيضاً، وبتقديرات عالية (ممتاز) مع مرتبة الشرف، إلا أنهن لم يشملهن ذلك التحسين ! وما ذاك إلا لأنهن مُعينات على بند محو الأُمية، ذلك البند الذي لم يرحم عطاءهن، ولا مؤهلاتِهن، ولا خبراتهن والتي تعدت لبعضهن عشر سنوات !
قبل سنوات أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ بترسيم جميع من يعملُ ويعملنَّ على البنود (ولفظة جميع عامة ، يُفهمُ منها كل من كان يعمل على بند) سواءً كانوا أو كُنَّ على بند الأجور أو الساعات أو بند محو الأُمية، إلا أن تحسين الأوضاع وإعادة هيكلتها شمل كل أنواع البنود إلا بند محو الأُمية، والذي يبدو أن له جذوراً راسخةً في الأرض أبت ألا يتزحزح، والدليل بقاؤه على قيد الحياة حتى الآن، على الرغم ممن كَتب ويكتب عن سلبياته وعن معاناة معلماته، إلا أن ذلك البند بقي صامداً في وجه القرارات والتعميمات، وفرض نفسه على الساحة التربوية بقوة !
وعلى الرغم من الوعود التي تلقينها معلمات محو الأُمية من قبل مسئولي الوزارة السابقين بالنظر في وضعهن، وعلى الرغم من أنه شُكلت لجنة في عهد الوزير السابق الدكتور عبدالله العبيد من قبل التربية ووزارتي الخدمة والمالية إلا أننا ـ حتى الآن ـ لا نعلمُ ما الذي تمخض عن تلك الاجتماعات ؟ والتي أفرحت ـ في حينها ـ معلمات محو الأمية بأنَّ الفرج قادم، وبطيعة الحال لم يطرأ شيء على قضيتهن، ويبدو أن قضيتهن سُجلت ضد مجهول، وهذا يرجعنا للحقيقة التي قلتها في بداية المقال أن البند له جذورٌ راسخة تأبى أن تتزحزح، والدليل بقاؤه حياً حتى الآن يتمتع بكامل قواه، ولا يبدو شيئاً في الأُفق يُبشرُ بضرورة إزاحته عن الساحةِ التربوية، لكن بالله تعالى مازال موجوداً.
ومن هذا المنبر ـ المنهلي الثقافي التربوي ـ يُناشدن مُعلمات محو الأُمية سمو الأمير الوزير فيصل بن عبدالله آل سعود بضرورة النظر في وضعهن وترسيمهن وتصحيح أوضاعهن إلى مستوياتهن المُستحقة، على الخامس للتربويات والرابع لغيرهن، فلقد طال انتظارهن طويلاً، وهُنَّ في كل بداية عام دراسي يضعن أيديهن على قلوبهن خوفاً من عدم التجديد لَهُن، سيما وأنهن من المعلمات الأوائل اللاتي شاركن في مشروع (مكة بلا أُمية)، والذي انطلق منذ 3 أو 4 سنوات، إضافةً إلى تكليفهن بوضع إعلانات للدارسات في المحلات التجارية وفي الطُرقات لكي يأتي أكبر عدد من الدراسات ليتم فتح الفصول، وإلا ففصلهن من الخدمة جاهز بغض النظر عن خدمتهن وأحقيتهن في العمل ! فهل هذا يعقل ؟!
وفي الختام يَحِقُ ـ لي ـ ولَهُنَّ أن نتساءل مَن ْ اخترع تلك البنود ؟! والتي ظلت لسنوات صامدة في وجه المُتغيرات، وتحديداً بند محو الأُمية، متى يتم إلغاؤه وتصحيح وضعهن ؟!
والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه.