أماني المعمر.
عدد المشاركات : 1
1443/10/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿1432﴾﴾
أصول التربية الخاصة.
◄ إن الجهود العملية الرصينة تُبنى على عدد من الأصول والمبادئ ،وعلم التربية الخاصة من تلك الجهود التي تقوم على مجموعة من الأصول وهي كما يذكرها فاريل: الأصول القانونية والتصنيفية، الأصول الاصطلاحية، الأصول الاجتماعية، الأصول الطبية ،الأصول النفسية العصبية ،الأصول القائمة على العلاج النفسي، الأصول المستمدة من التعلم السلوكي والتعلم بالملاحظة، الأصول المستمدة من علم النفس النمائي، الأصول المستمدة من علم اللغة النفسي، الأصول التقنية، الأصول المستمدة في طرائق التدريس (٢٠٠٩/٢٠١٩).
فمعظم الأصول التي تستند عليها التربية الخاصة هي أصول مستمدة من أصول التربية بشكل عام، مع الأخذ بالاعتبار خصائص وقدرات ذوي الإعاقة. أما المجالات التأصيلية الأخرى فقد اختصت بالتربية الخاصة نظراً لما يصاحب الإعاقات من مشكلات طبية ونفسية وسلوكية تستدعي الرجوع إلى هذه الأصول لتوجيه العاملين مع ذوي الإعاقة بالقوانين والحقائق والنظريات والممارسات التطبيقية التي أثبتت فعاليتها في الميدان. وفي سياق ذلك يذكر كل من (هالاهان، كوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨) بأن تطور التربية الخاصة لم يكن بمعزل عن الأنظمة التربوية الأخرى، فظهور علم النفس وعلم الاجتماع واختبارات الذكاء في السنوات الأولى من القرن العشرين كانت له انعكاساته وتطبيقاته المتعددة التي ساهمت كثيراً في تطور التربية الخاصة.
وتكمُن أهمية أصول التربية الخاصة في كيفية الاستفادة من الأسس النظرية والتطبيقية والقوانين التي ظهرت من هذه العلوم في تلبية الاحتياجات المختلفة لذوي الإعاقة والتي تساعد في تحقيق أهداف التربية الخاصة، فالتربية تتأثر وتؤثر في نتائج العلوم الأخرى بما يسهم في رفع كفاية العملية التربوية والتعليمية، فالتربية عملية تكاملية لا تقتصر على جانب واحد من جوانب الفرد،بل تهتم بجميع الجوانب العقلية والجسمية والخلقية والنفسية، كما أن التربية متغيرة ومتطورة تختلف باختلاف المجتمعات والأزمنة.
وفي ذلك يذكر (العمراني، ٢٠١٤) أن الأساس والمنطلق في العلمية التربوية هو تنسيق الجهود بين مؤسسات المجتمع التي تسهم في بناء الإنسان، كما تسهم في تحديد البرامج والوسائل التربوية، وتحقيق الأهداف، وتسهم في تحديد مضمون ما يقدم من معارف ومعلومات. لذا فإن تزويد العاملين في هذا المجال بالمعرفة حول مفهوم التربية الخاصة وأصولها يُمكنهم من تقديم كافة الخدمات،فإدراكهم للمفاهيم الأساسية تجعلهم يمتلكون قاعدة علمية تمكنهم من الرفع بمستوى الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة.
ويشير (فاريل، ٢٠٠٩/٢٠١٩) بأن توضيح جوانب التخصصات الأخرى يسهم في فهم التربية الخاصة وممارستها. فالأطر القانونية والتصنيفية كان لها بالغ الأثر في تحقيق التقدم في ميدان التربية الخاصة وفيما يتعلق بتلبية الاحتياجات التربوية لهم ضمن نطاق صفوف التعليم العام والمدارس العادية، فمعرفة العاملين بهذه القوانين تمكنهم من معرفة حقوق الطفل وواجباته في ضوء ذلك، كما تساعدهم في الدفاع عن حقوقهم والمطالبة بالاهتمام بهم (هالاهان، كوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨).
أما التحليل الاصطلاحي فيساعد في توضيح المفاهيم المرتبطة بالإعاقات والاضطرابات لتقديم الخدمات المناسبة تبعاً للحالة. ويذكر كل من هالاهان وكوفمان أنها تساعد كذلك من النواحي الإدارية والتنظيمية فهي تسمح بتقديم الخدمات وتمويل البحوث وما إلى ذلك، كما أنها تسهل التواصل بين الاختصاصين، وتسمح بالتركيز على الأشخاص المعوقين مما يدفع بالمجتمع إلى تطوير البرامج المناسبة لتلبية حاجاتهم (٢٠٠٦/٢٠٠٨).
ونظرا لأهمية المجتمع في تكوين اتجاهات الفرد وعاداته وقيمه، فإن الجانب الاجتماعي يولي اهتماماً بتقديم خدمات العلاج الأسري، وفهم سلوكيات الأفراد ذوي الإعاقة بناء على النظريات الاجتماعية.ويُشير كل من (هالاهان وآخرون، ٢٠١٢/٢٠١٣) أن من أهم الأفكار الرئيسية التي ظهرت في القرن٢١ مفهوم الدمج والذي يعني الوسائل الملائمة ثقافياً والتي يمكن من خلاها تدعيم أو المحافظة علي السلوكيات والخصائص الإنسانية الملائمة ثقافيا ضمن إطار المعايير العادية المتبعة في المجتمع. أما الأصول الطبية فتتضح أهميتها للعاملين في التربية الخاصة بمعرفة تأثير الأدوية والعقاقير الطبية على الانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير والتعلم لدى المتعلم، كما أن فهم المصطلحات الطبية تساعدهم في تفسير التقارير ومناقشة الأثآر المترتبة على أداء الأفراد ذوي الإعاقة (فاريل، ٢٠٠٩/٢٠١٩).
كما نجد أن الأدلة النفسية العصبية لها دور كبير فهي تساعد العاملين في فهم الاضطرابات كاضطراب الكتابة والاضطرابات النمائية، وكيفية دعم العمليات الأساسية أو التعويض عنها من خلال التعليم والتعلم من خلال اختيار طريقة التدريس الملائمة أو طريقة ترتيب البيئة التعليمية. ويذكر الزيات بأن هذا المدخل ساعد في فحص الأساليب التي ينمو من خلالها المخ وكيف يقوم بتجهيز ومعالجة المعلومات والتمييز بين الأفراد في كفاءة ومعالجة المعلومات لديهم (٢٠٠٧).
وتساعد الأطر المستمدة من علم النفس النمائي في معرفة عمليات النمو والتعلم بناء على النظريات، كما تساعد في وضع الأسس للمناهج التي تقدم لذوي الإعاقة بما يراعي احتياجاتهم الفردية.وفي أهمية الأصول المستمدة من نظريات التعلم، نجد بأن المدخل السلوكي اهتم اهتماماً بالغاً بتعديل السلوك باستخدام برامج تعديل السلوك في خفض السلوكيات الغير مرغوبة وأساليب التعزيز الإيجابية والسلبية الملائمة. كما اهتم المدخل المعرفي بالاستراتيجيات المعرفية، وكيفية تجهيز المعلومات واكتساب المفاهيم لدى الطلبة ذوي الإعاقة. إن دراسة الأطر النفسية اللغوية تساعد في معرفة المشكلات اللغوية عند ذوي الإعاقة والعوامل التي ترتبط بالعوامل العضوية والاجتماعية والنفسية، وذلك لتحديد برامج التدخل والعلاج المناسبة (فاريل،٢٠٠٩/٢٠١٩).
أما في جوانب التقنية فنجد أنها تلعب دورا كبير في دعم العملية التعليمية وكذلك في تعويض جوانب الاحتياج لديهم.فيجب على المعلم أن تكون لديه القدرة على تقييم تلك الأجهزة ومدى استفادة ذوي الاحتياج الخاص منها (هالاهان، وكوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨). كذلك تطور الأجهزة الطبية للكشف عن الاعتلالات في وقت مبكر مما يساعد على تقديم خدمات التدخل لهذه الفئات.
ونظرًا لأن المداخل التدريسية تتأثر بالأصول الأخرى، يشير كل من (ليرنر وجونز، ٢٠١٢/٢٠١٤) أن النظريات حول التعلم والتعليم تساعد المعلمين على فهم احتياجات تلاميذهم والصعوبات التي يواجهونها في تعلمهم، فتتجلى أهمية دراسة أصول التدريس في توجيه المعلم لاختيار الاستراتيجيات التدريسية بناء على معرفته لخصائص الطفل ذوي الإعاقة وقدراته.
وعليه فإن دراسة أصول التربية الخاصة تهدف إلى إكساب العاملين في مجال التربية الخاصة المهارات والكفايات اللازمة من خلال توظيف نتائج العلوم الاجتماعية وقيم المجتمع واتجاهاته في تقديم الخدمات اللازمة لذوي الإعاقة تبعاً لتخصصاتهم. فالعاملين سيكونون قادرين على وضع برامج التدخل المبكر والبرامج الوقائية، وتطبيق إجراءات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة، كذلك التعاون مع فريق العمل في تنفيذ ومتابعة البرنامج التربوي الفردي، كما أن دراسة الأصول تهدف إلى توجيه المعلمين باختيار أساليب التدريس الملائمة، وإعداد الوسائل التعليمية المناسبة وتحديد الوسائل التقنية المناسبة كالوسائل التعليمية الخاصة بالمعاقين سمعيا أو التوحديين أو صعوبات التعلم...الخ. كما تسهم في مطالبة العاملين بإصدار التشريعات التي تضمن حقوق ذوي الإعاقة في التعليم وفي المجتمع وفي العمل، وتقديم البرامج الإرشادية والتدريبية لأولياء الأمور، والحد من الأثآر النفسية الناتجة عن الإعاقة، كما تسعى إلى للكشف عن قدراتهم وإمكانياتهم واختيار مجالات التدريب المهنية المناسبة لهم للمشاركة في عملية البناء والتقدم لمجتمعاتهم وتحقيق الاستقلال المادي.
كما أن معايير جمعية الأطفال غير العاديين (٢٠١٥) تؤكد على أن معلم التربية الخاصة لابد أن يكون لديه الفهم الشامل لتاريخ التربية الخاصة والسياسات القانونية والمعايير الأخلاقية، كما يعمل على مواءمة المعايير التعليمية وتسهيل الوصول إلى المناهج الدراسية للطلبة ذوي الإعاقة، والعمل كذلك على توسيع معرفته وخبراته المهنية باستخدام التقنيات التعليمية واستراتيجيات التدريس الفعالة والتقنيات المساعدة.
■ مما سبق عرضه :
نجد أن المجالات التأصيلية ماهي إلا قواعد نظرية وتطبيقية للعمل مع ذوي الإعاقة، فقد كان للطب وعلم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية والتقنية إسهامات عديدة في ميدان التربية الخاصة، وهذا له كان له دور كبير في التطور الذي شهده هذا الميدان حتى أصبح له مكانة بارزة في الميادين المختلفة.لذلك يتوجب على العاملين في هذا المجال فهم أهداف وأهمية هذه الأصول لتطبيقها داخل الفصول وخارجها، نظرًا لتعاملهم مع فئات مختلفة ومتباينة من حيث القدرات والخصائص، مما يحتم على المسؤولين الاهتمام ببرامج إعداد العاملين القائمة على أسس ومفاهيم التربية الخاصة، وتقديم البرامج التدريبية المستمرة لهم أثناء الخدمة وذلك من أجل توفير الخدمات المناسبة لذوي الإعاقة بما يحقق لهم تكافؤ الفرص في كافة المجالات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ المراجع :
• الزيات، مصطفى. (٢٠٠٧). قضايا معاصرة في صعوبات التعلم.دار النشر للجامعات.
• العمراني، عبدالغني. (٢٠١٤). أصول التربية. دار الكتاب الجامعي.
• فاريل،مايكل. (٢٠١٩). مقدمة في أصول التربية الخاصة. (ترجمة أحمد التميمي). دار جامعة الملك سعود للنشر. ( نشر الكتاب الأصلي ٢٠٠٩).
• ليرنر، جانيت و جونز، بيفرلي. (٢٠١٤). صعوبات التعلم والإعاقات البسيطة ذات العلاقة خصائص واستراتيجيات تدريس وتوجهات حديثة. (ترجمة سهى محمد الحسن). الطبعة الأولى. دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي ٢٠١٢).
• هالاهان، دانيال، وكوفمان، جيمس (٢٠٠٨). سيكولوجية الأطفال غيّر العاديين وتعليمهم (مقدمة في التربية الخاصة). (ترجمة عادل عبدالله محمد). دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي ٢٠٠٦).
• هالاهان، دانيال و كوفمان، جيمس و بولن،بايج (٢٠١٣). الطلبة ذوي الحاجات الخاصة مقدمة في التربية الخاصة. (ترجمة فتحي عبدالرحمن جروان، موسى محمد عمايرة، غالب الحياري، عمر فواز، قيس مقداد، نايف الزارع، حاتم الخمرة، سهى عبدالرحيم طبال، لينا بن صديق، شادن عليوت، صفاء العلي، محمد الجابري). دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي بتاريخ ٢٠١٢).
Council for Exceptional Children. (2015. (What every special educator must know: Professional ethics & standards. Council for Exceptional Children.
عدد المشاهدات :: ﴿﴿1432﴾﴾
أصول التربية الخاصة.
◄ إن الجهود العملية الرصينة تُبنى على عدد من الأصول والمبادئ ،وعلم التربية الخاصة من تلك الجهود التي تقوم على مجموعة من الأصول وهي كما يذكرها فاريل: الأصول القانونية والتصنيفية، الأصول الاصطلاحية، الأصول الاجتماعية، الأصول الطبية ،الأصول النفسية العصبية ،الأصول القائمة على العلاج النفسي، الأصول المستمدة من التعلم السلوكي والتعلم بالملاحظة، الأصول المستمدة من علم النفس النمائي، الأصول المستمدة من علم اللغة النفسي، الأصول التقنية، الأصول المستمدة في طرائق التدريس (٢٠٠٩/٢٠١٩).
فمعظم الأصول التي تستند عليها التربية الخاصة هي أصول مستمدة من أصول التربية بشكل عام، مع الأخذ بالاعتبار خصائص وقدرات ذوي الإعاقة. أما المجالات التأصيلية الأخرى فقد اختصت بالتربية الخاصة نظراً لما يصاحب الإعاقات من مشكلات طبية ونفسية وسلوكية تستدعي الرجوع إلى هذه الأصول لتوجيه العاملين مع ذوي الإعاقة بالقوانين والحقائق والنظريات والممارسات التطبيقية التي أثبتت فعاليتها في الميدان. وفي سياق ذلك يذكر كل من (هالاهان، كوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨) بأن تطور التربية الخاصة لم يكن بمعزل عن الأنظمة التربوية الأخرى، فظهور علم النفس وعلم الاجتماع واختبارات الذكاء في السنوات الأولى من القرن العشرين كانت له انعكاساته وتطبيقاته المتعددة التي ساهمت كثيراً في تطور التربية الخاصة.
وتكمُن أهمية أصول التربية الخاصة في كيفية الاستفادة من الأسس النظرية والتطبيقية والقوانين التي ظهرت من هذه العلوم في تلبية الاحتياجات المختلفة لذوي الإعاقة والتي تساعد في تحقيق أهداف التربية الخاصة، فالتربية تتأثر وتؤثر في نتائج العلوم الأخرى بما يسهم في رفع كفاية العملية التربوية والتعليمية، فالتربية عملية تكاملية لا تقتصر على جانب واحد من جوانب الفرد،بل تهتم بجميع الجوانب العقلية والجسمية والخلقية والنفسية، كما أن التربية متغيرة ومتطورة تختلف باختلاف المجتمعات والأزمنة.
وفي ذلك يذكر (العمراني، ٢٠١٤) أن الأساس والمنطلق في العلمية التربوية هو تنسيق الجهود بين مؤسسات المجتمع التي تسهم في بناء الإنسان، كما تسهم في تحديد البرامج والوسائل التربوية، وتحقيق الأهداف، وتسهم في تحديد مضمون ما يقدم من معارف ومعلومات. لذا فإن تزويد العاملين في هذا المجال بالمعرفة حول مفهوم التربية الخاصة وأصولها يُمكنهم من تقديم كافة الخدمات،فإدراكهم للمفاهيم الأساسية تجعلهم يمتلكون قاعدة علمية تمكنهم من الرفع بمستوى الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة.
ويشير (فاريل، ٢٠٠٩/٢٠١٩) بأن توضيح جوانب التخصصات الأخرى يسهم في فهم التربية الخاصة وممارستها. فالأطر القانونية والتصنيفية كان لها بالغ الأثر في تحقيق التقدم في ميدان التربية الخاصة وفيما يتعلق بتلبية الاحتياجات التربوية لهم ضمن نطاق صفوف التعليم العام والمدارس العادية، فمعرفة العاملين بهذه القوانين تمكنهم من معرفة حقوق الطفل وواجباته في ضوء ذلك، كما تساعدهم في الدفاع عن حقوقهم والمطالبة بالاهتمام بهم (هالاهان، كوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨).
أما التحليل الاصطلاحي فيساعد في توضيح المفاهيم المرتبطة بالإعاقات والاضطرابات لتقديم الخدمات المناسبة تبعاً للحالة. ويذكر كل من هالاهان وكوفمان أنها تساعد كذلك من النواحي الإدارية والتنظيمية فهي تسمح بتقديم الخدمات وتمويل البحوث وما إلى ذلك، كما أنها تسهل التواصل بين الاختصاصين، وتسمح بالتركيز على الأشخاص المعوقين مما يدفع بالمجتمع إلى تطوير البرامج المناسبة لتلبية حاجاتهم (٢٠٠٦/٢٠٠٨).
ونظرا لأهمية المجتمع في تكوين اتجاهات الفرد وعاداته وقيمه، فإن الجانب الاجتماعي يولي اهتماماً بتقديم خدمات العلاج الأسري، وفهم سلوكيات الأفراد ذوي الإعاقة بناء على النظريات الاجتماعية.ويُشير كل من (هالاهان وآخرون، ٢٠١٢/٢٠١٣) أن من أهم الأفكار الرئيسية التي ظهرت في القرن٢١ مفهوم الدمج والذي يعني الوسائل الملائمة ثقافياً والتي يمكن من خلاها تدعيم أو المحافظة علي السلوكيات والخصائص الإنسانية الملائمة ثقافيا ضمن إطار المعايير العادية المتبعة في المجتمع. أما الأصول الطبية فتتضح أهميتها للعاملين في التربية الخاصة بمعرفة تأثير الأدوية والعقاقير الطبية على الانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير والتعلم لدى المتعلم، كما أن فهم المصطلحات الطبية تساعدهم في تفسير التقارير ومناقشة الأثآر المترتبة على أداء الأفراد ذوي الإعاقة (فاريل، ٢٠٠٩/٢٠١٩).
كما نجد أن الأدلة النفسية العصبية لها دور كبير فهي تساعد العاملين في فهم الاضطرابات كاضطراب الكتابة والاضطرابات النمائية، وكيفية دعم العمليات الأساسية أو التعويض عنها من خلال التعليم والتعلم من خلال اختيار طريقة التدريس الملائمة أو طريقة ترتيب البيئة التعليمية. ويذكر الزيات بأن هذا المدخل ساعد في فحص الأساليب التي ينمو من خلالها المخ وكيف يقوم بتجهيز ومعالجة المعلومات والتمييز بين الأفراد في كفاءة ومعالجة المعلومات لديهم (٢٠٠٧).
وتساعد الأطر المستمدة من علم النفس النمائي في معرفة عمليات النمو والتعلم بناء على النظريات، كما تساعد في وضع الأسس للمناهج التي تقدم لذوي الإعاقة بما يراعي احتياجاتهم الفردية.وفي أهمية الأصول المستمدة من نظريات التعلم، نجد بأن المدخل السلوكي اهتم اهتماماً بالغاً بتعديل السلوك باستخدام برامج تعديل السلوك في خفض السلوكيات الغير مرغوبة وأساليب التعزيز الإيجابية والسلبية الملائمة. كما اهتم المدخل المعرفي بالاستراتيجيات المعرفية، وكيفية تجهيز المعلومات واكتساب المفاهيم لدى الطلبة ذوي الإعاقة. إن دراسة الأطر النفسية اللغوية تساعد في معرفة المشكلات اللغوية عند ذوي الإعاقة والعوامل التي ترتبط بالعوامل العضوية والاجتماعية والنفسية، وذلك لتحديد برامج التدخل والعلاج المناسبة (فاريل،٢٠٠٩/٢٠١٩).
أما في جوانب التقنية فنجد أنها تلعب دورا كبير في دعم العملية التعليمية وكذلك في تعويض جوانب الاحتياج لديهم.فيجب على المعلم أن تكون لديه القدرة على تقييم تلك الأجهزة ومدى استفادة ذوي الاحتياج الخاص منها (هالاهان، وكوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨). كذلك تطور الأجهزة الطبية للكشف عن الاعتلالات في وقت مبكر مما يساعد على تقديم خدمات التدخل لهذه الفئات.
ونظرًا لأن المداخل التدريسية تتأثر بالأصول الأخرى، يشير كل من (ليرنر وجونز، ٢٠١٢/٢٠١٤) أن النظريات حول التعلم والتعليم تساعد المعلمين على فهم احتياجات تلاميذهم والصعوبات التي يواجهونها في تعلمهم، فتتجلى أهمية دراسة أصول التدريس في توجيه المعلم لاختيار الاستراتيجيات التدريسية بناء على معرفته لخصائص الطفل ذوي الإعاقة وقدراته.
وعليه فإن دراسة أصول التربية الخاصة تهدف إلى إكساب العاملين في مجال التربية الخاصة المهارات والكفايات اللازمة من خلال توظيف نتائج العلوم الاجتماعية وقيم المجتمع واتجاهاته في تقديم الخدمات اللازمة لذوي الإعاقة تبعاً لتخصصاتهم. فالعاملين سيكونون قادرين على وضع برامج التدخل المبكر والبرامج الوقائية، وتطبيق إجراءات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة، كذلك التعاون مع فريق العمل في تنفيذ ومتابعة البرنامج التربوي الفردي، كما أن دراسة الأصول تهدف إلى توجيه المعلمين باختيار أساليب التدريس الملائمة، وإعداد الوسائل التعليمية المناسبة وتحديد الوسائل التقنية المناسبة كالوسائل التعليمية الخاصة بالمعاقين سمعيا أو التوحديين أو صعوبات التعلم...الخ. كما تسهم في مطالبة العاملين بإصدار التشريعات التي تضمن حقوق ذوي الإعاقة في التعليم وفي المجتمع وفي العمل، وتقديم البرامج الإرشادية والتدريبية لأولياء الأمور، والحد من الأثآر النفسية الناتجة عن الإعاقة، كما تسعى إلى للكشف عن قدراتهم وإمكانياتهم واختيار مجالات التدريب المهنية المناسبة لهم للمشاركة في عملية البناء والتقدم لمجتمعاتهم وتحقيق الاستقلال المادي.
كما أن معايير جمعية الأطفال غير العاديين (٢٠١٥) تؤكد على أن معلم التربية الخاصة لابد أن يكون لديه الفهم الشامل لتاريخ التربية الخاصة والسياسات القانونية والمعايير الأخلاقية، كما يعمل على مواءمة المعايير التعليمية وتسهيل الوصول إلى المناهج الدراسية للطلبة ذوي الإعاقة، والعمل كذلك على توسيع معرفته وخبراته المهنية باستخدام التقنيات التعليمية واستراتيجيات التدريس الفعالة والتقنيات المساعدة.
■ مما سبق عرضه :
نجد أن المجالات التأصيلية ماهي إلا قواعد نظرية وتطبيقية للعمل مع ذوي الإعاقة، فقد كان للطب وعلم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية والتقنية إسهامات عديدة في ميدان التربية الخاصة، وهذا له كان له دور كبير في التطور الذي شهده هذا الميدان حتى أصبح له مكانة بارزة في الميادين المختلفة.لذلك يتوجب على العاملين في هذا المجال فهم أهداف وأهمية هذه الأصول لتطبيقها داخل الفصول وخارجها، نظرًا لتعاملهم مع فئات مختلفة ومتباينة من حيث القدرات والخصائص، مما يحتم على المسؤولين الاهتمام ببرامج إعداد العاملين القائمة على أسس ومفاهيم التربية الخاصة، وتقديم البرامج التدريبية المستمرة لهم أثناء الخدمة وذلك من أجل توفير الخدمات المناسبة لذوي الإعاقة بما يحقق لهم تكافؤ الفرص في كافة المجالات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ المراجع :
• الزيات، مصطفى. (٢٠٠٧). قضايا معاصرة في صعوبات التعلم.دار النشر للجامعات.
• العمراني، عبدالغني. (٢٠١٤). أصول التربية. دار الكتاب الجامعي.
• فاريل،مايكل. (٢٠١٩). مقدمة في أصول التربية الخاصة. (ترجمة أحمد التميمي). دار جامعة الملك سعود للنشر. ( نشر الكتاب الأصلي ٢٠٠٩).
• ليرنر، جانيت و جونز، بيفرلي. (٢٠١٤). صعوبات التعلم والإعاقات البسيطة ذات العلاقة خصائص واستراتيجيات تدريس وتوجهات حديثة. (ترجمة سهى محمد الحسن). الطبعة الأولى. دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي ٢٠١٢).
• هالاهان، دانيال، وكوفمان، جيمس (٢٠٠٨). سيكولوجية الأطفال غيّر العاديين وتعليمهم (مقدمة في التربية الخاصة). (ترجمة عادل عبدالله محمد). دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي ٢٠٠٦).
• هالاهان، دانيال و كوفمان، جيمس و بولن،بايج (٢٠١٣). الطلبة ذوي الحاجات الخاصة مقدمة في التربية الخاصة. (ترجمة فتحي عبدالرحمن جروان، موسى محمد عمايرة، غالب الحياري، عمر فواز، قيس مقداد، نايف الزارع، حاتم الخمرة، سهى عبدالرحيم طبال، لينا بن صديق، شادن عليوت، صفاء العلي، محمد الجابري). دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي بتاريخ ٢٠١٢).
Council for Exceptional Children. (2015. (What every special educator must know: Professional ethics & standards. Council for Exceptional Children.
◄ إن الجهود العملية الرصينة تُبنى على عدد من الأصول والمبادئ ،وعلم التربية الخاصة من تلك الجهود التي تقوم على مجموعة من الأصول وهي كما يذكرها فاريل: الأصول القانونية والتصنيفية، الأصول الاصطلاحية، الأصول الاجتماعية، الأصول الطبية ،الأصول النفسية العصبية ،الأصول القائمة على العلاج النفسي، الأصول المستمدة من التعلم السلوكي والتعلم بالملاحظة، الأصول المستمدة من علم النفس النمائي، الأصول المستمدة من علم اللغة النفسي، الأصول التقنية، الأصول المستمدة في طرائق التدريس (٢٠٠٩/٢٠١٩).
فمعظم الأصول التي تستند عليها التربية الخاصة هي أصول مستمدة من أصول التربية بشكل عام، مع الأخذ بالاعتبار خصائص وقدرات ذوي الإعاقة. أما المجالات التأصيلية الأخرى فقد اختصت بالتربية الخاصة نظراً لما يصاحب الإعاقات من مشكلات طبية ونفسية وسلوكية تستدعي الرجوع إلى هذه الأصول لتوجيه العاملين مع ذوي الإعاقة بالقوانين والحقائق والنظريات والممارسات التطبيقية التي أثبتت فعاليتها في الميدان. وفي سياق ذلك يذكر كل من (هالاهان، كوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨) بأن تطور التربية الخاصة لم يكن بمعزل عن الأنظمة التربوية الأخرى، فظهور علم النفس وعلم الاجتماع واختبارات الذكاء في السنوات الأولى من القرن العشرين كانت له انعكاساته وتطبيقاته المتعددة التي ساهمت كثيراً في تطور التربية الخاصة.
وتكمُن أهمية أصول التربية الخاصة في كيفية الاستفادة من الأسس النظرية والتطبيقية والقوانين التي ظهرت من هذه العلوم في تلبية الاحتياجات المختلفة لذوي الإعاقة والتي تساعد في تحقيق أهداف التربية الخاصة، فالتربية تتأثر وتؤثر في نتائج العلوم الأخرى بما يسهم في رفع كفاية العملية التربوية والتعليمية، فالتربية عملية تكاملية لا تقتصر على جانب واحد من جوانب الفرد،بل تهتم بجميع الجوانب العقلية والجسمية والخلقية والنفسية، كما أن التربية متغيرة ومتطورة تختلف باختلاف المجتمعات والأزمنة.
وفي ذلك يذكر (العمراني، ٢٠١٤) أن الأساس والمنطلق في العلمية التربوية هو تنسيق الجهود بين مؤسسات المجتمع التي تسهم في بناء الإنسان، كما تسهم في تحديد البرامج والوسائل التربوية، وتحقيق الأهداف، وتسهم في تحديد مضمون ما يقدم من معارف ومعلومات. لذا فإن تزويد العاملين في هذا المجال بالمعرفة حول مفهوم التربية الخاصة وأصولها يُمكنهم من تقديم كافة الخدمات،فإدراكهم للمفاهيم الأساسية تجعلهم يمتلكون قاعدة علمية تمكنهم من الرفع بمستوى الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة.
ويشير (فاريل، ٢٠٠٩/٢٠١٩) بأن توضيح جوانب التخصصات الأخرى يسهم في فهم التربية الخاصة وممارستها. فالأطر القانونية والتصنيفية كان لها بالغ الأثر في تحقيق التقدم في ميدان التربية الخاصة وفيما يتعلق بتلبية الاحتياجات التربوية لهم ضمن نطاق صفوف التعليم العام والمدارس العادية، فمعرفة العاملين بهذه القوانين تمكنهم من معرفة حقوق الطفل وواجباته في ضوء ذلك، كما تساعدهم في الدفاع عن حقوقهم والمطالبة بالاهتمام بهم (هالاهان، كوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨).
أما التحليل الاصطلاحي فيساعد في توضيح المفاهيم المرتبطة بالإعاقات والاضطرابات لتقديم الخدمات المناسبة تبعاً للحالة. ويذكر كل من هالاهان وكوفمان أنها تساعد كذلك من النواحي الإدارية والتنظيمية فهي تسمح بتقديم الخدمات وتمويل البحوث وما إلى ذلك، كما أنها تسهل التواصل بين الاختصاصين، وتسمح بالتركيز على الأشخاص المعوقين مما يدفع بالمجتمع إلى تطوير البرامج المناسبة لتلبية حاجاتهم (٢٠٠٦/٢٠٠٨).
ونظرا لأهمية المجتمع في تكوين اتجاهات الفرد وعاداته وقيمه، فإن الجانب الاجتماعي يولي اهتماماً بتقديم خدمات العلاج الأسري، وفهم سلوكيات الأفراد ذوي الإعاقة بناء على النظريات الاجتماعية.ويُشير كل من (هالاهان وآخرون، ٢٠١٢/٢٠١٣) أن من أهم الأفكار الرئيسية التي ظهرت في القرن٢١ مفهوم الدمج والذي يعني الوسائل الملائمة ثقافياً والتي يمكن من خلاها تدعيم أو المحافظة علي السلوكيات والخصائص الإنسانية الملائمة ثقافيا ضمن إطار المعايير العادية المتبعة في المجتمع. أما الأصول الطبية فتتضح أهميتها للعاملين في التربية الخاصة بمعرفة تأثير الأدوية والعقاقير الطبية على الانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير والتعلم لدى المتعلم، كما أن فهم المصطلحات الطبية تساعدهم في تفسير التقارير ومناقشة الأثآر المترتبة على أداء الأفراد ذوي الإعاقة (فاريل، ٢٠٠٩/٢٠١٩).
كما نجد أن الأدلة النفسية العصبية لها دور كبير فهي تساعد العاملين في فهم الاضطرابات كاضطراب الكتابة والاضطرابات النمائية، وكيفية دعم العمليات الأساسية أو التعويض عنها من خلال التعليم والتعلم من خلال اختيار طريقة التدريس الملائمة أو طريقة ترتيب البيئة التعليمية. ويذكر الزيات بأن هذا المدخل ساعد في فحص الأساليب التي ينمو من خلالها المخ وكيف يقوم بتجهيز ومعالجة المعلومات والتمييز بين الأفراد في كفاءة ومعالجة المعلومات لديهم (٢٠٠٧).
وتساعد الأطر المستمدة من علم النفس النمائي في معرفة عمليات النمو والتعلم بناء على النظريات، كما تساعد في وضع الأسس للمناهج التي تقدم لذوي الإعاقة بما يراعي احتياجاتهم الفردية.وفي أهمية الأصول المستمدة من نظريات التعلم، نجد بأن المدخل السلوكي اهتم اهتماماً بالغاً بتعديل السلوك باستخدام برامج تعديل السلوك في خفض السلوكيات الغير مرغوبة وأساليب التعزيز الإيجابية والسلبية الملائمة. كما اهتم المدخل المعرفي بالاستراتيجيات المعرفية، وكيفية تجهيز المعلومات واكتساب المفاهيم لدى الطلبة ذوي الإعاقة. إن دراسة الأطر النفسية اللغوية تساعد في معرفة المشكلات اللغوية عند ذوي الإعاقة والعوامل التي ترتبط بالعوامل العضوية والاجتماعية والنفسية، وذلك لتحديد برامج التدخل والعلاج المناسبة (فاريل،٢٠٠٩/٢٠١٩).
أما في جوانب التقنية فنجد أنها تلعب دورا كبير في دعم العملية التعليمية وكذلك في تعويض جوانب الاحتياج لديهم.فيجب على المعلم أن تكون لديه القدرة على تقييم تلك الأجهزة ومدى استفادة ذوي الاحتياج الخاص منها (هالاهان، وكوفمان، ٢٠٠٦/٢٠٠٨). كذلك تطور الأجهزة الطبية للكشف عن الاعتلالات في وقت مبكر مما يساعد على تقديم خدمات التدخل لهذه الفئات.
ونظرًا لأن المداخل التدريسية تتأثر بالأصول الأخرى، يشير كل من (ليرنر وجونز، ٢٠١٢/٢٠١٤) أن النظريات حول التعلم والتعليم تساعد المعلمين على فهم احتياجات تلاميذهم والصعوبات التي يواجهونها في تعلمهم، فتتجلى أهمية دراسة أصول التدريس في توجيه المعلم لاختيار الاستراتيجيات التدريسية بناء على معرفته لخصائص الطفل ذوي الإعاقة وقدراته.
وعليه فإن دراسة أصول التربية الخاصة تهدف إلى إكساب العاملين في مجال التربية الخاصة المهارات والكفايات اللازمة من خلال توظيف نتائج العلوم الاجتماعية وقيم المجتمع واتجاهاته في تقديم الخدمات اللازمة لذوي الإعاقة تبعاً لتخصصاتهم. فالعاملين سيكونون قادرين على وضع برامج التدخل المبكر والبرامج الوقائية، وتطبيق إجراءات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة، كذلك التعاون مع فريق العمل في تنفيذ ومتابعة البرنامج التربوي الفردي، كما أن دراسة الأصول تهدف إلى توجيه المعلمين باختيار أساليب التدريس الملائمة، وإعداد الوسائل التعليمية المناسبة وتحديد الوسائل التقنية المناسبة كالوسائل التعليمية الخاصة بالمعاقين سمعيا أو التوحديين أو صعوبات التعلم...الخ. كما تسهم في مطالبة العاملين بإصدار التشريعات التي تضمن حقوق ذوي الإعاقة في التعليم وفي المجتمع وفي العمل، وتقديم البرامج الإرشادية والتدريبية لأولياء الأمور، والحد من الأثآر النفسية الناتجة عن الإعاقة، كما تسعى إلى للكشف عن قدراتهم وإمكانياتهم واختيار مجالات التدريب المهنية المناسبة لهم للمشاركة في عملية البناء والتقدم لمجتمعاتهم وتحقيق الاستقلال المادي.
كما أن معايير جمعية الأطفال غير العاديين (٢٠١٥) تؤكد على أن معلم التربية الخاصة لابد أن يكون لديه الفهم الشامل لتاريخ التربية الخاصة والسياسات القانونية والمعايير الأخلاقية، كما يعمل على مواءمة المعايير التعليمية وتسهيل الوصول إلى المناهج الدراسية للطلبة ذوي الإعاقة، والعمل كذلك على توسيع معرفته وخبراته المهنية باستخدام التقنيات التعليمية واستراتيجيات التدريس الفعالة والتقنيات المساعدة.
■ مما سبق عرضه :
نجد أن المجالات التأصيلية ماهي إلا قواعد نظرية وتطبيقية للعمل مع ذوي الإعاقة، فقد كان للطب وعلم النفس وعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية والتقنية إسهامات عديدة في ميدان التربية الخاصة، وهذا له كان له دور كبير في التطور الذي شهده هذا الميدان حتى أصبح له مكانة بارزة في الميادين المختلفة.لذلك يتوجب على العاملين في هذا المجال فهم أهداف وأهمية هذه الأصول لتطبيقها داخل الفصول وخارجها، نظرًا لتعاملهم مع فئات مختلفة ومتباينة من حيث القدرات والخصائص، مما يحتم على المسؤولين الاهتمام ببرامج إعداد العاملين القائمة على أسس ومفاهيم التربية الخاصة، وتقديم البرامج التدريبية المستمرة لهم أثناء الخدمة وذلك من أجل توفير الخدمات المناسبة لذوي الإعاقة بما يحقق لهم تكافؤ الفرص في كافة المجالات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
■ المراجع :
• الزيات، مصطفى. (٢٠٠٧). قضايا معاصرة في صعوبات التعلم.دار النشر للجامعات.
• العمراني، عبدالغني. (٢٠١٤). أصول التربية. دار الكتاب الجامعي.
• فاريل،مايكل. (٢٠١٩). مقدمة في أصول التربية الخاصة. (ترجمة أحمد التميمي). دار جامعة الملك سعود للنشر. ( نشر الكتاب الأصلي ٢٠٠٩).
• ليرنر، جانيت و جونز، بيفرلي. (٢٠١٤). صعوبات التعلم والإعاقات البسيطة ذات العلاقة خصائص واستراتيجيات تدريس وتوجهات حديثة. (ترجمة سهى محمد الحسن). الطبعة الأولى. دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي ٢٠١٢).
• هالاهان، دانيال، وكوفمان، جيمس (٢٠٠٨). سيكولوجية الأطفال غيّر العاديين وتعليمهم (مقدمة في التربية الخاصة). (ترجمة عادل عبدالله محمد). دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي ٢٠٠٦).
• هالاهان، دانيال و كوفمان، جيمس و بولن،بايج (٢٠١٣). الطلبة ذوي الحاجات الخاصة مقدمة في التربية الخاصة. (ترجمة فتحي عبدالرحمن جروان، موسى محمد عمايرة، غالب الحياري، عمر فواز، قيس مقداد، نايف الزارع، حاتم الخمرة، سهى عبدالرحيم طبال، لينا بن صديق، شادن عليوت، صفاء العلي، محمد الجابري). دار الفكر. (نشر الكتاب الأصلي بتاريخ ٢٠١٢).
Council for Exceptional Children. (2015. (What every special educator must know: Professional ethics & standards. Council for Exceptional Children.