د. أحمد محمد أبو عوض.
عدد المشاركات : 705
1441/08/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿1924﴾﴾
التصميم التعليمي : التطور الزمني.
◄ التطور الزمني.
■ الخمسينيات :
اقترح مقال ب. ف. سكينر عام 1954 بعنوان «علم التعليم وفنّ التدريس»، أن الموادّ التعليميّة الفعّالة، التي تُسمّى المواد التعليميّة المبرمجة، ينبغي أن تشمل خطواتٍ صغيرة وأسئلة متكررة، وتغذية راجعة فوريّة، وينبغي أن تسمح بالسرعة الذاتيّة. عمّم روبرت ف. ماجر، استخدام أهداف التعلّم، بمقاله عام 1962 بعنوان «إعداد الأهداف للتعليم المبرمج». يصف المقال كيفيّة كتابة الأهداف، بما في ذلك السلوك المرغوب، وحالة التعلّم، والتقدير.
نشرت لجنة برئاسة بنيامين بلوم في عام 1956، تصنيفًا مؤثرًا له ثلاثة مجالات للتعلّم: المعرفيّ (ما يعرفه المرء أو يفكّر فيه)، والحركيّ النفسيّ (ما الذي يفعله المرء جسديًا)، والعاطفيّ (ما الذي يشعر به المرء، أو ما هي مواقفه). ما زالت هذه التصنيفات تؤثّر على تصميم التعليم.
■ الستينيات :
أدخل روبرت غليزر «المقاييس مرجعيّة المعيار» في عام 1962. وصُمّم على عكس الاختبارات مرجعيّة النموذج التي يُقارن فيها أداء الفرد بأداء المجموعة، اختبار مرجعيّ للمعيار، لاختبار سلوك الفرد فيما يتعلق بمعيار موضوعيّ. يمكن استخدامه لتقييم سلوك المتعلّمين عند مستوى الدخول، وإلى أي مدى تطور المتعلّمون من خلال برنامج تعليميّ.
وصف روبرت غاني في عام 1956، ثلاثة مجالات من نتائج التعلّم (المعرفي، والعاطفي، والحركي النفسي)، وخمس نتائج تعليميّة (المعلومات الشفوية، والمهارات الفكريّة، والاستراتيجيّة المعرفيّة، والمواقف، المهارات الحركية)، وتسعة وقائع للتّعليم في «شروط التعلم»، التي أبقت على ممارسات التصميم التعليمي. أدى عمل غاني في التسلسلات الهرميّة والتحليل الهرميّ للتعلّم، إلى مفهوم مهم في التعليم، لضمان اكتساب المتعلّمين للمهارات المطلوبة مسبقا، قبل تجربة المتفوّقة منها.
اقترح مايكل سكريفن بعد تحليل فشل المواد التدريبيّة في عام 1967، الحاجة إلى التقييم التكوينيّ، على سبيل المثال، لتجربة المواد التعليمية مع المتعلّمين (والمراجعة وفقًا لذلك) قبل إعلان الانتهاء منها.
■ السبعينيات :
ازداد عدد نماذج التصميم التعليمي بشكل كبير خلال السبعينيات، وازدهرت في قطاعات مختلفة في المجالات العسكرية، والأوساط الأكاديمية والصناعية. بدأ العديد من منظّري التصميم التعليمي، في اعتماد نهج قائم على معالجة المعلومات لتصميم التعليم. طوّر ديفيد ميريل، على سبيل المثال، نظريّة عرض المكوّنات، والتي ترّكز على وسائل تقديم المواد التعليميّة (تقنيات العرض).
■ الثمانينيات :
كان هناك تطور ضئيل في التصميم التعليميّ في المدارس أو التعليم العالي، في الوقت الذي كان فيه الاهتمام بالتصميم التعليمي قويّا في الجيش ومجال الأعمال. وبدأ المعلّمون والباحثون مع ذلك، النظر في طريقة استخدام الحاسوب الشخصي، في بيئة تعليميّة أو في مساحة للتعلّم. يُعد بلاتو (المنطق المبرمج لتشغيل التعليم التلقائي) أحد الأمثلة، على طريقة دمج الحواسيب في التعليم. كانت أغلب الاستخدامات الأولى لأجهزة الحواسيب في الصفوف، من أجل تمارين «التدريب والمهارات». كان هناك اهتمام متزايد بكيفيّة تطبيق علم النفس المعرفيّ على التصميم التعليميّ.
■ التسعينيات :
أصبح تأثير النظريّة البنائية على التصميم التعليميّ أكثر بروزًا في التسعينيات، كطباق لنظرية التعلم المعرفي التقليدية. يعتقد متبنّو البنائية، أنّ خبرات التعلّم يجب أن تكون حقيقية، وأن تُنتج بيئات تعليمية واقعية، تتيح للمتعلمين بناء معرفتهم الخاصة. كان هذا التركيز على المتعلّم خروجًا كبيرًا عن الأشكال التقليدية للتصميم التعليم.
نُظر إلى تحسين الأداء كنتيجة مهمّة للتعلم، ويجب مراعاته أثناء عملية التصميم. برزت شبكة الويب العالمية كأداة للتعلّم عبر الإنترنت مع النص الفائق والوسائط الفائقة، كأدوات جيّدة للتعلم. ومع تقدّم التكنولوجيا واكتساب النظرية البنائية شعبيتها، بدأ استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسيّة في التطوّر من تمارين التدريب والمهارات، إلى أنشطة أكثر تفاعليّة، والتي تتطلب تفكيرًا أكثر تعقيدًا من جانب المتعلّم.
شُوهدت النماذج الأوّلية السريعة لأول مرة خلال التسعينيات. يُوضع في هذه العملية، نموذج أوّلي لمشروع تصميم تعليمي بسرعة، ثم يُفحص عبر سلسلة من حلقات المحاولة والمراجعة. يُعد هذا خروجًا كبيرًا عن الأساليب التقليدية للتصميم التعليمي، والذي استغرق وقتا أطول بكثير ليكتمل.
■ 2000-2010 :
أصبح التعليم عبر الإنترنت شائعًا. سمح التقدم التكنولوجي بمحاكاة متطوّرة مع خبرات تعلّم حقيقية وواقعية.
غيّرت جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا (إيه إي سي تي) تعريف تكنولوجيا التعلّم في عام 2008، إلى «الدراسة والممارسة الأخلاقية لتسهيل التعلّم وتحسين الأداء، من خلال إنشاء واستخدام وإدارة العمليات التكنولوجية والموارد المناسبة».
■ منذ 2010 :
اكتسبت الدرجات الأكاديمية التي تركّز على دمج التكنولوجيا والإنترنت والتفاعل بين الإنسان والحاسوب، مع التعليم، زخماً مع طرح تخصصات التصميم والتكنولوجيا (إل تي دي). وقد أنشأت جامعات مثل جامعة بولينغ غرين ستيت، وجامعة ولاية بنسلفانيا، وجامعة بوردو، وجامعة ولاية سان دييغو، وجامعة ستانفورد، وجامعة هارفارد، وجامعة جورجيا، وجامعة ولاية كاليفورنيا، وجامعة فوليرتون، وجامعة كارنيغي ميلون، شهاداتٍ جامعية ودراسات عليا، في الأساليب التي تركّز على التكنولوجيا في تصميم وتقديم التعليم.
أصبح التعلّم غير الرسمي مجالًا ذو أهمية متزايدة في التصميم التعليمي، وخاصة في أماكن العمل. أظهرت دراسة أجريت عام 2014، أن التدريب الرسمي لا يشكل سوى 4 في المائة من مجمل عدد الساعات التي ينفقها الموظف العادي للتعلّم، وبلغت 505 ساعة. ووجدت أيضًا أن مخرجات التعلم من التعلّم غير الرسميّ تساوي مخرجات التدريب الرسميّ. ورُكّز كنتيجة لهذا البحث وغيره من الأبحاث، بشكل أكبر على إنشاء قواعد المعرفة وغيرها من أشكال الدعم للتعلّم الذاتي.
العلوم التربوية : التصميم التعليمي.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات :: ﴿﴿1924﴾﴾
التصميم التعليمي : التطور الزمني.
◄ التطور الزمني.
■ الخمسينيات :
اقترح مقال ب. ف. سكينر عام 1954 بعنوان «علم التعليم وفنّ التدريس»، أن الموادّ التعليميّة الفعّالة، التي تُسمّى المواد التعليميّة المبرمجة، ينبغي أن تشمل خطواتٍ صغيرة وأسئلة متكررة، وتغذية راجعة فوريّة، وينبغي أن تسمح بالسرعة الذاتيّة. عمّم روبرت ف. ماجر، استخدام أهداف التعلّم، بمقاله عام 1962 بعنوان «إعداد الأهداف للتعليم المبرمج». يصف المقال كيفيّة كتابة الأهداف، بما في ذلك السلوك المرغوب، وحالة التعلّم، والتقدير.
نشرت لجنة برئاسة بنيامين بلوم في عام 1956، تصنيفًا مؤثرًا له ثلاثة مجالات للتعلّم: المعرفيّ (ما يعرفه المرء أو يفكّر فيه)، والحركيّ النفسيّ (ما الذي يفعله المرء جسديًا)، والعاطفيّ (ما الذي يشعر به المرء، أو ما هي مواقفه). ما زالت هذه التصنيفات تؤثّر على تصميم التعليم.
■ الستينيات :
أدخل روبرت غليزر «المقاييس مرجعيّة المعيار» في عام 1962. وصُمّم على عكس الاختبارات مرجعيّة النموذج التي يُقارن فيها أداء الفرد بأداء المجموعة، اختبار مرجعيّ للمعيار، لاختبار سلوك الفرد فيما يتعلق بمعيار موضوعيّ. يمكن استخدامه لتقييم سلوك المتعلّمين عند مستوى الدخول، وإلى أي مدى تطور المتعلّمون من خلال برنامج تعليميّ.
وصف روبرت غاني في عام 1956، ثلاثة مجالات من نتائج التعلّم (المعرفي، والعاطفي، والحركي النفسي)، وخمس نتائج تعليميّة (المعلومات الشفوية، والمهارات الفكريّة، والاستراتيجيّة المعرفيّة، والمواقف، المهارات الحركية)، وتسعة وقائع للتّعليم في «شروط التعلم»، التي أبقت على ممارسات التصميم التعليمي. أدى عمل غاني في التسلسلات الهرميّة والتحليل الهرميّ للتعلّم، إلى مفهوم مهم في التعليم، لضمان اكتساب المتعلّمين للمهارات المطلوبة مسبقا، قبل تجربة المتفوّقة منها.
اقترح مايكل سكريفن بعد تحليل فشل المواد التدريبيّة في عام 1967، الحاجة إلى التقييم التكوينيّ، على سبيل المثال، لتجربة المواد التعليمية مع المتعلّمين (والمراجعة وفقًا لذلك) قبل إعلان الانتهاء منها.
■ السبعينيات :
ازداد عدد نماذج التصميم التعليمي بشكل كبير خلال السبعينيات، وازدهرت في قطاعات مختلفة في المجالات العسكرية، والأوساط الأكاديمية والصناعية. بدأ العديد من منظّري التصميم التعليمي، في اعتماد نهج قائم على معالجة المعلومات لتصميم التعليم. طوّر ديفيد ميريل، على سبيل المثال، نظريّة عرض المكوّنات، والتي ترّكز على وسائل تقديم المواد التعليميّة (تقنيات العرض).
■ الثمانينيات :
كان هناك تطور ضئيل في التصميم التعليميّ في المدارس أو التعليم العالي، في الوقت الذي كان فيه الاهتمام بالتصميم التعليمي قويّا في الجيش ومجال الأعمال. وبدأ المعلّمون والباحثون مع ذلك، النظر في طريقة استخدام الحاسوب الشخصي، في بيئة تعليميّة أو في مساحة للتعلّم. يُعد بلاتو (المنطق المبرمج لتشغيل التعليم التلقائي) أحد الأمثلة، على طريقة دمج الحواسيب في التعليم. كانت أغلب الاستخدامات الأولى لأجهزة الحواسيب في الصفوف، من أجل تمارين «التدريب والمهارات». كان هناك اهتمام متزايد بكيفيّة تطبيق علم النفس المعرفيّ على التصميم التعليميّ.
■ التسعينيات :
أصبح تأثير النظريّة البنائية على التصميم التعليميّ أكثر بروزًا في التسعينيات، كطباق لنظرية التعلم المعرفي التقليدية. يعتقد متبنّو البنائية، أنّ خبرات التعلّم يجب أن تكون حقيقية، وأن تُنتج بيئات تعليمية واقعية، تتيح للمتعلمين بناء معرفتهم الخاصة. كان هذا التركيز على المتعلّم خروجًا كبيرًا عن الأشكال التقليدية للتصميم التعليم.
نُظر إلى تحسين الأداء كنتيجة مهمّة للتعلم، ويجب مراعاته أثناء عملية التصميم. برزت شبكة الويب العالمية كأداة للتعلّم عبر الإنترنت مع النص الفائق والوسائط الفائقة، كأدوات جيّدة للتعلم. ومع تقدّم التكنولوجيا واكتساب النظرية البنائية شعبيتها، بدأ استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسيّة في التطوّر من تمارين التدريب والمهارات، إلى أنشطة أكثر تفاعليّة، والتي تتطلب تفكيرًا أكثر تعقيدًا من جانب المتعلّم.
شُوهدت النماذج الأوّلية السريعة لأول مرة خلال التسعينيات. يُوضع في هذه العملية، نموذج أوّلي لمشروع تصميم تعليمي بسرعة، ثم يُفحص عبر سلسلة من حلقات المحاولة والمراجعة. يُعد هذا خروجًا كبيرًا عن الأساليب التقليدية للتصميم التعليمي، والذي استغرق وقتا أطول بكثير ليكتمل.
■ 2000-2010 :
أصبح التعليم عبر الإنترنت شائعًا. سمح التقدم التكنولوجي بمحاكاة متطوّرة مع خبرات تعلّم حقيقية وواقعية.
غيّرت جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا (إيه إي سي تي) تعريف تكنولوجيا التعلّم في عام 2008، إلى «الدراسة والممارسة الأخلاقية لتسهيل التعلّم وتحسين الأداء، من خلال إنشاء واستخدام وإدارة العمليات التكنولوجية والموارد المناسبة».
■ منذ 2010 :
اكتسبت الدرجات الأكاديمية التي تركّز على دمج التكنولوجيا والإنترنت والتفاعل بين الإنسان والحاسوب، مع التعليم، زخماً مع طرح تخصصات التصميم والتكنولوجيا (إل تي دي). وقد أنشأت جامعات مثل جامعة بولينغ غرين ستيت، وجامعة ولاية بنسلفانيا، وجامعة بوردو، وجامعة ولاية سان دييغو، وجامعة ستانفورد، وجامعة هارفارد، وجامعة جورجيا، وجامعة ولاية كاليفورنيا، وجامعة فوليرتون، وجامعة كارنيغي ميلون، شهاداتٍ جامعية ودراسات عليا، في الأساليب التي تركّز على التكنولوجيا في تصميم وتقديم التعليم.
أصبح التعلّم غير الرسمي مجالًا ذو أهمية متزايدة في التصميم التعليمي، وخاصة في أماكن العمل. أظهرت دراسة أجريت عام 2014، أن التدريب الرسمي لا يشكل سوى 4 في المائة من مجمل عدد الساعات التي ينفقها الموظف العادي للتعلّم، وبلغت 505 ساعة. ووجدت أيضًا أن مخرجات التعلم من التعلّم غير الرسميّ تساوي مخرجات التدريب الرسميّ. ورُكّز كنتيجة لهذا البحث وغيره من الأبحاث، بشكل أكبر على إنشاء قواعد المعرفة وغيرها من أشكال الدعم للتعلّم الذاتي.
العلوم التربوية : التصميم التعليمي.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ التطور الزمني.
■ الخمسينيات :
اقترح مقال ب. ف. سكينر عام 1954 بعنوان «علم التعليم وفنّ التدريس»، أن الموادّ التعليميّة الفعّالة، التي تُسمّى المواد التعليميّة المبرمجة، ينبغي أن تشمل خطواتٍ صغيرة وأسئلة متكررة، وتغذية راجعة فوريّة، وينبغي أن تسمح بالسرعة الذاتيّة. عمّم روبرت ف. ماجر، استخدام أهداف التعلّم، بمقاله عام 1962 بعنوان «إعداد الأهداف للتعليم المبرمج». يصف المقال كيفيّة كتابة الأهداف، بما في ذلك السلوك المرغوب، وحالة التعلّم، والتقدير.
نشرت لجنة برئاسة بنيامين بلوم في عام 1956، تصنيفًا مؤثرًا له ثلاثة مجالات للتعلّم: المعرفيّ (ما يعرفه المرء أو يفكّر فيه)، والحركيّ النفسيّ (ما الذي يفعله المرء جسديًا)، والعاطفيّ (ما الذي يشعر به المرء، أو ما هي مواقفه). ما زالت هذه التصنيفات تؤثّر على تصميم التعليم.
■ الستينيات :
أدخل روبرت غليزر «المقاييس مرجعيّة المعيار» في عام 1962. وصُمّم على عكس الاختبارات مرجعيّة النموذج التي يُقارن فيها أداء الفرد بأداء المجموعة، اختبار مرجعيّ للمعيار، لاختبار سلوك الفرد فيما يتعلق بمعيار موضوعيّ. يمكن استخدامه لتقييم سلوك المتعلّمين عند مستوى الدخول، وإلى أي مدى تطور المتعلّمون من خلال برنامج تعليميّ.
وصف روبرت غاني في عام 1956، ثلاثة مجالات من نتائج التعلّم (المعرفي، والعاطفي، والحركي النفسي)، وخمس نتائج تعليميّة (المعلومات الشفوية، والمهارات الفكريّة، والاستراتيجيّة المعرفيّة، والمواقف، المهارات الحركية)، وتسعة وقائع للتّعليم في «شروط التعلم»، التي أبقت على ممارسات التصميم التعليمي. أدى عمل غاني في التسلسلات الهرميّة والتحليل الهرميّ للتعلّم، إلى مفهوم مهم في التعليم، لضمان اكتساب المتعلّمين للمهارات المطلوبة مسبقا، قبل تجربة المتفوّقة منها.
اقترح مايكل سكريفن بعد تحليل فشل المواد التدريبيّة في عام 1967، الحاجة إلى التقييم التكوينيّ، على سبيل المثال، لتجربة المواد التعليمية مع المتعلّمين (والمراجعة وفقًا لذلك) قبل إعلان الانتهاء منها.
■ السبعينيات :
ازداد عدد نماذج التصميم التعليمي بشكل كبير خلال السبعينيات، وازدهرت في قطاعات مختلفة في المجالات العسكرية، والأوساط الأكاديمية والصناعية. بدأ العديد من منظّري التصميم التعليمي، في اعتماد نهج قائم على معالجة المعلومات لتصميم التعليم. طوّر ديفيد ميريل، على سبيل المثال، نظريّة عرض المكوّنات، والتي ترّكز على وسائل تقديم المواد التعليميّة (تقنيات العرض).
■ الثمانينيات :
كان هناك تطور ضئيل في التصميم التعليميّ في المدارس أو التعليم العالي، في الوقت الذي كان فيه الاهتمام بالتصميم التعليمي قويّا في الجيش ومجال الأعمال. وبدأ المعلّمون والباحثون مع ذلك، النظر في طريقة استخدام الحاسوب الشخصي، في بيئة تعليميّة أو في مساحة للتعلّم. يُعد بلاتو (المنطق المبرمج لتشغيل التعليم التلقائي) أحد الأمثلة، على طريقة دمج الحواسيب في التعليم. كانت أغلب الاستخدامات الأولى لأجهزة الحواسيب في الصفوف، من أجل تمارين «التدريب والمهارات». كان هناك اهتمام متزايد بكيفيّة تطبيق علم النفس المعرفيّ على التصميم التعليميّ.
■ التسعينيات :
أصبح تأثير النظريّة البنائية على التصميم التعليميّ أكثر بروزًا في التسعينيات، كطباق لنظرية التعلم المعرفي التقليدية. يعتقد متبنّو البنائية، أنّ خبرات التعلّم يجب أن تكون حقيقية، وأن تُنتج بيئات تعليمية واقعية، تتيح للمتعلمين بناء معرفتهم الخاصة. كان هذا التركيز على المتعلّم خروجًا كبيرًا عن الأشكال التقليدية للتصميم التعليم.
نُظر إلى تحسين الأداء كنتيجة مهمّة للتعلم، ويجب مراعاته أثناء عملية التصميم. برزت شبكة الويب العالمية كأداة للتعلّم عبر الإنترنت مع النص الفائق والوسائط الفائقة، كأدوات جيّدة للتعلم. ومع تقدّم التكنولوجيا واكتساب النظرية البنائية شعبيتها، بدأ استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسيّة في التطوّر من تمارين التدريب والمهارات، إلى أنشطة أكثر تفاعليّة، والتي تتطلب تفكيرًا أكثر تعقيدًا من جانب المتعلّم.
شُوهدت النماذج الأوّلية السريعة لأول مرة خلال التسعينيات. يُوضع في هذه العملية، نموذج أوّلي لمشروع تصميم تعليمي بسرعة، ثم يُفحص عبر سلسلة من حلقات المحاولة والمراجعة. يُعد هذا خروجًا كبيرًا عن الأساليب التقليدية للتصميم التعليمي، والذي استغرق وقتا أطول بكثير ليكتمل.
■ 2000-2010 :
أصبح التعليم عبر الإنترنت شائعًا. سمح التقدم التكنولوجي بمحاكاة متطوّرة مع خبرات تعلّم حقيقية وواقعية.
غيّرت جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجيا (إيه إي سي تي) تعريف تكنولوجيا التعلّم في عام 2008، إلى «الدراسة والممارسة الأخلاقية لتسهيل التعلّم وتحسين الأداء، من خلال إنشاء واستخدام وإدارة العمليات التكنولوجية والموارد المناسبة».
■ منذ 2010 :
اكتسبت الدرجات الأكاديمية التي تركّز على دمج التكنولوجيا والإنترنت والتفاعل بين الإنسان والحاسوب، مع التعليم، زخماً مع طرح تخصصات التصميم والتكنولوجيا (إل تي دي). وقد أنشأت جامعات مثل جامعة بولينغ غرين ستيت، وجامعة ولاية بنسلفانيا، وجامعة بوردو، وجامعة ولاية سان دييغو، وجامعة ستانفورد، وجامعة هارفارد، وجامعة جورجيا، وجامعة ولاية كاليفورنيا، وجامعة فوليرتون، وجامعة كارنيغي ميلون، شهاداتٍ جامعية ودراسات عليا، في الأساليب التي تركّز على التكنولوجيا في تصميم وتقديم التعليم.
أصبح التعلّم غير الرسمي مجالًا ذو أهمية متزايدة في التصميم التعليمي، وخاصة في أماكن العمل. أظهرت دراسة أجريت عام 2014، أن التدريب الرسمي لا يشكل سوى 4 في المائة من مجمل عدد الساعات التي ينفقها الموظف العادي للتعلّم، وبلغت 505 ساعة. ووجدت أيضًا أن مخرجات التعلم من التعلّم غير الرسميّ تساوي مخرجات التدريب الرسميّ. ورُكّز كنتيجة لهذا البحث وغيره من الأبحاث، بشكل أكبر على إنشاء قواعد المعرفة وغيرها من أشكال الدعم للتعلّم الذاتي.

|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.