من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿3808﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

ذكريات الطفولة في شهر رمضان.
■ وعدت بذاكرتي إلى تلك الأيام الخوالي التي عشتها في طفولتي .. وكيف كنا نستقبل رمضان !
كانت فرحتنا لا توصف وخصوصا بالنسبة لنا نحن الأطفال ..
كنا نعيش في الأزقة والحواري حيث البيوت المتلاصقة التي يعيش فيها الناس وكأنهم أسرة واحدة.

أذكر أنه بمجرد أن يعلن المذيع دخول رمضان تنطلق المدافع، وننطلق نحن في الحواري فرحين ونطلق الطراطيع ابتهاجا بدخول رمضان مع صيحات الفرح والبراءة. وترى بسطات البليلة تنتشر وكذلك تنتشر لعبة الفرفيرة التي يتجمع حولها الأطفال.
كنا نرى الكبار يتسابقون بالتهنئة رجالا ونساء إما بالتلفون أو عندما يلتقون عند ذهابهم لصلاة التراويح.
ومن العبارات الجميلة التي كان يتداولها أهل مكة بعد السلام في نهار رمضان كيف فؤادك الصائم، فيرد الآخر على النعيم دايم.

كنا نفرح ونحن صغار برمضان لأننا كنا نعلم أننا سنأكل مالذ وطاب في الإفطار، وأنه سوف يسمح لنا باللعب بعد التراويح في الحواري إلى ما قبل السحور.
كنت أسمع الباعة في سوق الخضار واللحم ينادون : (الله وليك يا صائم).
ومن العادات التي كانت سائدة في تلك الأيام الجميلة تبادل الأطعمة بين الجيران قبيل المغرب حيث كانت الجارة ترسل لجارتها (تبسي مغطى بقماش به مواعين فيها السمبوسة والتطلي والشوربة وما تيسر من الطعام), وفي اليوم التالي ترد الجارة نفس المواعين مليئة بالأطعمة ولم تكن ترد فارغة أبدا وللأسف اندثرت هذه العادة الجميلة مع انتقال الناس من الحواري إلى المخططات.
ومن الأشياء الجميلة التي مازال البعض يمارسها في رمضان تبخير الزمزم بالمستكى ووضعه في الدورق أو الشربة (بفتح الشين).
وأيضا أذكر أن الوالدة رحمها الله كانت تستدعيني عند إفراغ المهلبية من القدر كي أتناول ما بقي أسفل القدر (الكدادة) في رمضان حيث كانت تحرص على عمل كل ما يحبه الصغار من الأكلات تشجيعا لهم على الصيام والإفطار على أكلاتهم المفضلة.
الجدير بالذكر أن معظم الأطباق على سفرة رمضان كانت من طبخ الوالدة رحمها الله وقل أن تجد طبقا من المطاعم، فلم تكن مطاعم الوجبات السريعة منتشرة كما هو الحال الآن ما عدا الفول والسوبيا.
ومن الأشياء الجميلة أيضا أن الأسرة كلها كانت تجتمع على سفرة واحدة و تشاهد سويا برنامج على مائدة الإفطار وفوازير رمضان.
ومن الأطباق المميزة التي ما زلت أذكرها الماسية والساقودانة والتطلي والشعيرية.
رمضان كان له نكهة خاصة في الماضي اختلفت عن الحاضر.
ألا ليت تلك الأيام تعود يوما.