من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد علي اليماني.
إجمالي القراءات : ﴿10034﴾.
عدد المشــاركات : ﴿6﴾.

من مدونات الإمام ابن القيم : فضل الإكثار من الصلاةِ على النبي ‎ﷺ.
■ يقول ابن القيم : "من أراد انشراح الصدر وغفران الذنب وتفريج الكرب وذهاب الهم فليُكثر من الصلاةِ على النبي ‎ﷺ".

◄ الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز ــ رحمه الله.
■ الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإن الله -جل وعلا- شرع لعباده الصلاة والسلام على نبيه -عليه الصلاة والسلام- بنص القرآن الكريم، قال الله -جل وعلا-: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] اللهم صل عليه وسلم، والصلاة عليه والسلام عليه معناه: الدعاء له بالصلاة والسلام عليه، فإذا قلت: اللهم صل على رسول الله، هذا دعاء له بالصلاة، وإذا قلت: اللهم سلم على رسول الله، فهذا دعاء له بالسلامة.

وأفضل ما ورد في ذلك ما رواه الشيخان: البخاري ومسلم في الصحيحين، من حديث كعب بن عجرة ــ رضي الله عنه ــ أنه قال للصحابة: ألا أهديكم هدية؟، قالوا: بلى، قال: خرج عليهم رسول الله ﷺ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد هذا أفضل ما ورد في هذا وأكمل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد يقول هذا في آخر الصلاة قبل أن يسلم وقبل الدعاء، ثم يدعو.

ويشرع أن يقول هذا أيضًا في التشهد الأول؛ لعموم الأحاديث، بعض أهل العلم يقول: يقال في التشهد الأخير فقط، ولكن ظاهر الأحاديث العموم، أنه يصلي على النبي ﷺ أيضًا في التشهد الأول، ثم يقوم إلى الثالثة، لكن في التشهد الأخير بعد الصلاة يدعو يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال ثم يدعو بما يسر له من الدعاء، مثل: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر، اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.

كل هذا ورد عن النبي ﷺ كان يقوله في آخر الصلاة قبل أن يسلم، بعد أن يصلي على النبي ﷺ في التشهد.

وإذا أراد أن يدعو في غير الصلاة كذلك يشرع له أن يصلي على النبي ﷺ قبل ذلك، لما ثبت من حديث فضالة بن عبيد ــ رضي الله عنه ــ أن النبي ﷺ سمع رجلًا يدعو، ولم يحمد الله، ولم يصل على النبي ﷺ فقال: عجل هذا ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي ﷺ، ثم يدعو بما شاء هذا هو الأفضل أن يبدأ الدعاء بالحمد والثناء، ثم بالصلاة على النبي ﷺ، ثم يدعو.

ففي الخطب والمحاضرات يصلي على النبي ﷺ في أول الخطبة إذا حمد الله وتشهد يصلي على النبي ﷺ بأي نوع من أنواع الصلاة الواردة، وهكذا إذا ختمها بالصلاة على النبي عليه ﷺ كله طيب، في المحاضرات، وفي الدروس في المساجد وفي المدارس كل ذلك حسن، فالإكثار من الصلاة والسلام عليه أمر مطلوب، والبداءة بالصلاة عليه بعد حمد الله، والثناء عليه في الخطبة خطبة الجمعة، وفي الخطب وفي المحاضرات كل هذا مشروع، ومن أسباب إجابة الدعاء.

وقد جاء عن النبي ﷺ أنواع، قد جاء عن النبي ﷺ أنواع من الصلاة، منها ما ذكرنا سابقًا، حديث كعب بن عجرة: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

ومنها نوع آخر، جاء من حديث أبي حميد الساعدي، وهو أنه قال ﷺ: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد أخرجه البخاري في الصحيح.

ومنها نوع ثالث أيضًا جاء في الصحيح أن النبي ﷺ قال: قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.

ونوع آخر رابع، جاء أيضًا في الصحيح صحيح مسلم من حديث أبي مسعود البدري أن النبي ﷺ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، قال: والسلام كما علمتم وهو قول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته كل هذا مشروع، لكن مثلما هو مشروع في الصلاة في التشهد الأخير، وفي التشهد الأول، مشروع على الأصح أيضًا كذلك في الخطب والمحاضرات والدروس، وقبل الدعاء قبل أن يدعو، نعم.

■ المقدم : بارك الله فيكم، سماحة الشيخ، لو يقال: وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؟
■ الشيخ : هذا مختصر، لا بأس به، مختصر، لكن إذا أتى بالآثار الواردة، يكون أكمل، وإن اختصر، وقال: اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه، فلا بأس اختصار، والآل يشمل أهل البيت، ويشمل الأتباع، كما قال تعالى: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46] يعني: أتباع فرعون، فإذا قال: اللهم صل على محمد وعلى آله، معناه: أتباعه على دينه من أهل البيت وغيرهم، يعم الصحابة، ويعم المؤمنين من أهل البيت، ويعم من بعدهم من المؤمنين، فكله يدخل في آله، الآل يشمل: أهل البيت من بني هاشم، والذين آمنوا به، واتبعوه، كـعلي والحسن والحسين والعباس وابن عباس وغيرهم من أهل البيت، ويشمل أتباعه على دينه من جميع الطوائف من الصحابة ومن بعدهم، كلهم داخل في الآل، وإذا جمع بينهما وقال: على محمد وآله وأصحابه كان الآل أهل البيت والأصحاب عموم الصحابة، ويدخل في الآل الأتباع أيضًا أتباعه على دينه مطلقًا، نعم.