من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. محمد الصفى بن عبدالقادر عدد المشاركات : ﴿65﴾ التسلسل الزمني : 1440/09/01 (06:01 صباحاً) عدد القراءات : ﴿3300﴾

محمد فتح الله عاشور : فنان تشكيلي مغربي حقّق العالمية بدخوله لموسوعة "غينيس"
لم ييأس .. ولم تخنه الفرشاة ولا الألوان لما يزيد عن أربعة عقود من ممارسته للهواية التي أحبها وأبدع فيها طوال سنوات طفولته وشبابه، إنها هواية الفن التشكيلي، حتى استطاع أن يكون أول فنان تشكيلي مغربي أن يدخل للموسوعة العالية للأرقام القياسية "غينيس" من خلال إنجازه لأكبر لوحة تشكيلية في العالم، إذ يبلغ طولها عشرة أمتار فيما عرضها متر ونصف المتر، هذه اللوحة التي أمضى قرابة السنة في الاشتغال عليها، أبرز فيها الثقافة المغربية بكل أصالتها وعبقها المتجلي في الألوان والنقوش التي استخدمها، إنه الفنان التشكيلي المغربي ابن مدينة الرباط، محمد فتح الله عاشور (56 سنة) الفنان العصامي الذي وفق ما يقول أن دخوله لعالم الفن التشكيلي جاء نتيجة تأثره بوالدته التي كانت تتقن فن الطرز خاصة الطرز الرباطي، الذي نال إعجابه للطريقة التي يتم بها على الثوب مخلفا أشكالا فنية متنوعة من البيئة المغربية الجميلة وبطريقة عفوية، لينغمس بكل تلقائية في عالم التشكيل مستلهما أعماله وأشكاله من سفرياته عبر ربوع المملكة بحكم اشتغاله لمدة واحد وعشرين سنة كمراقب تذاكر بشركة السكك الحديدية، مطورا عمله من خلال الاحتكاك بفنانين محليين وأجانب، وكذا من خلال مشاركته في عدد من المعارض داخل وخارج المغرب، من أهمها مشاركته بمعرض بفرنسا وبسويسرا حصل خلالها على عدد من الشهادات التقديرية، إلى جانب كونه عضوا بجمعية «قوس قزح» الفرنسية وجمعية «شروق» المغربية، وجمعية منتدى الشباب ورائد من رواد فضاء محمد بن علي الرباطي للفن التشكيلي بالرباط، الفضاء الوحيد بالقارة الأفريقية المفتوح في وجه العموم لممارسة الفن التشكيلي بشكل مباشر.
يعتمد الفنان التشكيلي محمد فتح الله عاشور في عمله على كل ما فطري من خلال الألوان القاتمة أحيانا وأخرى المفتوحة "الألوان الأساسية والألوان الثانوية" التي يجعل منها وسيلة لمحاكاة المتعة البصرية المشبعة بالأحاسيس المرهفة النابعة من أعماق الفنان، كل زخرفة و كل نقش يحمل رسالة عن جمالية وطننا و عشقه، تتنوع رسوماته فتارة يرسم على الثوب، وأخرى على الجلد، وأحيانا يقوم بخلط بعض المواد مثل «النيلة» وصباغة الماء والزيت وبعض المواد القديمة والحديثة، وغيرها من المواد الغذائية، مثل الزعفران والقهوة والحناء وأوراق الخشب. ووفق حوار أجريناه معه حول أجمل حدث وقع له فقد صرح لنا أن أجمل مل حدث عاشه في مساره الفني هو لقائه ومعرفته بعدد من الوجوه التي تؤثث المشهد الثقافي والفني والسياسي بالمغرب فيما أسوأ موقف هو ما وقع له هو عندما يطلب منه مسؤول أن يمنحه لوحته الفنية دون تأدية أجرها، ليبقى طموحه هو أنه عندما أنجز لوحة العشر أمتار كان يطمح في أن تقتنيها إحدى الهيئات أو الوزارات أو المتاحف أو المؤسسات... لكن لحد كتابة هذه الأسطر لم تتحقق بعد.
|| د. محمد الصفى بن عبدالقادر : عضو منهل الثقافة التربوية.