من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : طارق فايز العجاوي.
إجمالي القراءات : ﴿5943﴾.
عدد المشــاركات : ﴿35﴾.

قدرات التفكير المبدع الأربع.
■ أجمع العلماء الذين بحثوا في الإبداع وأسسه واهمهم (تورنس) و (غيلفورد) و (كاتينا) أن قدرات التفكير المبدع الأربع هي :
● الأولى : الطلاقة. وهى القدرة على إنتاج العديد من الأفكار فيما يخص مهمة ما وهنا كلما ازداد عدد الأفكار المعطاة ارتفع مستوى الإنسان في الطلاقة.
● الثانية : المرونة. وهى القدرة على إنتاج الأفكار التي تظهر تحرك الإنسان من مستوى تفكير إلى آخر أو نقلاته التفكيرية بالنسبة إلى مهمة معينة والواضح أن الأفكار التي تكرر الأعمال ذاتها لا تظهر مثل هذه النقلات التفكيرية.
● الثالثة : التوسع. وهى القدرة على إضافة التفاصيل إلى فكرة أساسية ثم إنتاجها.
● الرابعة : الأصالة. وهى القدرة على إنتاج أفكار غير عادية ولا يستطيع إنتاجها الكثيرون من الناس وهي أفكار بعيدة وذكية.

■ ولقد جاء (تورانس) ومساعديه فأضاف قدرات جديدة إضافةً إلى القدرات الأربع التي ذكرناها سابقاً ألا وهي :
القدرة على التحليل والتجريد والقدرة على الأغلاق أي القدرة على تأجيل إكمال مهمة ما إلى وقت يسمح بإنتاج الأفكار الأصيلة، ولقد ميز علماء النفس بين نوعين من التفكير هما :
● الأول : التفكير المطابق. وهو التفكير وفق الطرق العادية المألوفة المعروفة لدينا.
● الثاني : التفكير المجانف. وهو التفكير وفق الطرق غير المألوفة ولا المكررة - التي يعرفها العامة -.
وبناءا على ذلك يقسم بني البشر الأصحاء إلى قسمين أساسيين هما المفكرون تفكيراً مطابقاً والمفكرون تفكيراً مجانفاً وعليه فأن المبدعين الأصليين هم ذوو التفكير المجانف.
والسائد أيها السادة أن التفكير المطابق هو ما يشجعه المربون غير الواعين من أباء وأمهات ومعلمين وسواهم وهذا بالتالي يقتل في الطفل القدرات الإبداعية ويجعله بالتالي إنساناً عادياً غير مبتكر ولا مبدع فهو الذي لا يغاير ولا يثور وهو في التالي في نظرهم طفل (مثالي) وهو الجدير بالنجاح والتقدم.
والثابت أن التفكير المجانف هو التفكير الذي يقود إلى الابتكار والإبداع والاختراع ولذلك فأن علماء النفس والتربية في أيامنا هذه يشجعون هذا النوع من التفكير ويوجدون الوسائل والطرق التي تعين على استغلال هذا النوع من التفكير.
ونحن بهذا الصدد لا بد من الإشارة إلى ما قام به (غيلفورد) ويُعد من الأمور الهامة المتعلقة بذات الموضوع ألا وهو توجيه اهتمام علماء النفس لا إلى الطرق المختلفة التي تظهر ذكاء الإنسان وإبداعه فحسب وإنما إضافة إلى ذلك إلى التفكير الذي يستطيع أن يقود إلى العديد من البدائل المختلفة الموصلة حكماً إلى الأجوبة عن التساؤلات وحلول المشكلات وبالتالي إلى الإبداع، ومن المؤكد أن هذه القدرة متصلة اتصالاً وثيقاً بالتفكير المجانف والقدرة على التحويل والتركيب وإعادة التعريف.
ويمكن أن يكون كل إنسان منا مبدعاً في مجال أو مجالات بعينها ولكن يبقى أن تعنى التربية والمربون بإظهار قدرات الإنسان وأن تشجعها وتفتحها بمعنى إرشادهم إلى الطرق الصحيحة التي من خلالها يبرز إبداعهم ونهيئ لها الفرص المناسبة واللازمة والظروف الملائمة وعندها يقدم الفرد إبداعه وابتكاراته لمجتمعه وخاصة أن الأمم تتنافس في أيامنا هذه في عدد المبدعين في كل منها ونوعهم وقدرتهم على العطاء والإبداع في شتى صنوف المعرفة.