من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. أحمد محمد أبو عوض.
عدد المشاركات : 702
1440/06/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات : ﴿﴿1743﴾﴾

في السنة النبوية : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
وقد صدق من قال : (العاقل من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه)، فهل يصبر الإنسان حتى تنزل المصائب عليه ثم يتذكر أنه سمع نصائح من بعض الناس لبعضهم البعض ولم يستفد منها، ألم يسمع كما يقول المثل بأن (المجالس مدارس)، أو يصبر على حريق الحي ثم الجيران ولم يتدخل بالإسعاف والإطفاء حتى تلتهم النيران قعر بيته ولم يجد من يسعفه أو ينجده وسيندم يوم لا ينفع الندم ؟

■ ومما يذكر من القصص المعبرة في قديم الزمان :
كان راعيا يرعى الغنم وَحْدَهُ قرب قرية من القرى، فحدثته نفسه بوحي من إبليس اللعين أن لا يبقى وحيدا مع ثغاء أغنامه الوادعات، فقام على ظهر تلة مرتفعة مستنجدا ومستغيثا بأهل القرية بان ذئبا عدى على الغنم وهو لم يستطع دفعه عنها وخائفا على نفسه من افتراس الذئب له، ففزع رجال القرية الحاضرين عن بكرة أبيهم بسرعة خاطفة ومدججين بالعصي والهراوات والحبال لكي يقتلوا الذئب شرّ قِتْلة ثم يجروه بالحبال كإظهار للنخوة والرجولة والفزعة لكل من يحتاجها من أهل القرية مستقبلا، وعندما وصلوا إليه لم يروا ذئبا ولا هرا، فداخلهم الشك بانها كذبة منه، ثم تكررت (مسرحية الكذب بنفس الأسلوب مرة ومرة) ولكنه بالمرة الرابعة الحقيقية هجمت عدة ذئاب كاسرة وعقرت جميع غنمه، فكرر الاستغاثة والنجدة بكل ما أوتي من جهورية صوت والتوسل للناس، ولكن لا مغيث له بتاتا، فأدرك عاقبة كذبه، وعاقبة عدم سكوته وانصاته وهو يرتل أنغام (شبابه - عوده) مشاركا ثغاء الأغنام الوادعة، الذي يشرب من حليبها ولبنها وزبدتها ويأكل طيب شوي لحمها وجبته من صوفها للدفء بالشتاء القارص ؟ نعم صدقت يا رسول الله حقا وصدقا (رحم الله من قال فغنم أو سكت فسلم).
■ فهل سننصت إلى بعضنا البعض ليستفيد بعضنا من بعض ؟
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.

◂يلتزم منتدى منهل الثقافة التربوية بحفظ حقوق الملكية الفكرية للجهات والأفراد وفق نظام حماية حقوق المؤلف بالمملكة العربية السعودية ولائحته التنفيذية. ونأمل ممن لديه ملاحظة على أي مادة في المنتدى تخالف نظام حقوق الملكية الفكرية مراسلتنا بالنقر على الرابط التالي ◂◂◂ ﴿هنا﴾.