من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : فاطمة صالح باهميم.
إجمالي القراءات : ﴿4115﴾.
عدد المشــاركات : ﴿17﴾.

الأكاديمية الملهمة : غانم المفتاح.
أكاديمية ملهمة، ملهمة في زمن الآلة والقدوات البلهاء التافهة التي انتشرت في السوشل ميديا وتدعمها وسائل الإعلام، حتى أصبحت قدوة ومفخرة للجيل، هذه القدوات فارغة القلب والروح، هدفها الشهرة فقط.
غانم المفتاح، ربع جسم هذا وصفه لنفسه، ونراه جسما كاملا فما الجسم إلا هيكل للروح العالية الطموحة، وقلب نقي صاف أنعم الله عليه بالرضا، قلب نُقل إلى وجهه فهو مبتسم مبتهج ونابض بالحياة، وليقول لنا أنا غانم المفتاح الرابح دوما، اعتزاز باسمه الذي يدل على عقل من اختاره.
مجتمعاتنا بحاجة لهذه النماذج الخيرة، مبتغاها رضا الله وحلمها أن تتنفس هواء روحاني نقي من بيت الله، فكان الحلم حقيقة، طفل في الرابعة عشر من عمره تتوق نفسه لبيت الله، إيمان نسأل الله له الثبات عليه، طفل رأى بقلبه الهيبة في الشيخ المعيقلي إمام الحرم المكي، مشاعر فخر وهيبة وحب ليهمس بها : تمنيت لو أطول المعيقلي حتى أقبِّلُ رأسَه. وهناك من يتمنى أن يهشم رأس كل عالم، ويمزق بأنيابه رموز الأمة؛ ليثبت فقط أنه شيطان برتبة جنرال.
حكاية غانم المفتاح تثمر دروسا، أهمها أن الأم الحقيقية العظيمة هي التي تربي الروح قبل أن تغذي الجسم، وهي الفخر الذي لا يشيخ ؛ بل يكبر حتى يصبح بحجم العالم، ووصفه لوالدته كان دقيقا منتقى اللفظ (فقررت والدتي "أم الأمهات" فتح مدرسة لي ولأقراني، وعندما كبْرت قليلاً تبرعت والدتي بالكرسي الكهربائي الذي كان ينقلني، وقالت يا غانم اعتمد على يديك لتقوى عضلاتك)، الأم التي لا تسير على رؤية ورسالة فهي لا تختلف عن الخادمة أبدا.
ودرس آخر أن مفهوم الشفقة قد اختلف تماما، فهي شفقة على العقل لا الهيكل الذي يحمله، وشفقة على فقر الأخلاق، وضياع الأوقات ومتابعة التافهين، شفقة على الكسل في كل شيء، وشفقة على المربي عندما يحتاج إلى أن يتربى، وأن لا يكفي أن يعرفك كل الناس بل كيف عرفوك وما التاريخ الذي وضعت نفسك فيه ويكون ملهما لأحفادك، وأن التاريخ الحقيقي لا يُبنى إلا بالفكر والوعي، وشفقة على من هوايته مطاردة فنون اللهو وصُنَّاعها وتتبع المطاعم والمقاهي، فلا يختلف عن البهيمة التي خلقها الله وركب فيها الهوى لا العقل.